Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-09-2005, 01:37 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 6 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!

أنشودة الحياة* ـ الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]

6
.... .... .....

إنسانٌ من لحمٍ ودمٍ

تحوَّلَ إلى إسفلتٍ مكثَّفٍ بالغبارِ

حضاراتُ ملايينَ السّنين

تنـزلقُ نحوَ القاعِ


تضمحلُّ أخلاقيات الإنسان

إلى أنْ تصلَ إلى نقطةِ الهذيانِ

لا يحافظُ على نوعِه

تزدادُ عيناه غضباً

يزرعُ شقاءً بوحشيّةٍ مجنونة


لا تكترثُ الأرضُ لقباحاتِ البشرِ

تهطلُ عليهم بذورَ المحبّة

بذورَ الخصوبةِ

بذورَ الحياةِ

تمنحُ الأرضُ الأمان


هَل ستتحمَّلُ الأرضُ الإنسانَ

بعدَ ألفِ عام؟

أسئلةٌ معلَّقة في تضاعيفِ الذَّاكرة

تهطلُ عليّ كلَّ مساء

الأرضُ صابرةٌ صبرَ الأنبياءِ


مَنْ يدري

ربَّما تفقدُ صبرَها

ربَّما تلقِّنُه درساً

فيما تحملُهُ في جوفِها

من غيظٍ واهتياج


ربَّما تثورُ وتفجِّرُ غيظَها

في وجهِ الإنسانِ


ربَّما تتركُ الإنسانَ يسيرُ في غيِّهِ

إلى أن يكتشفَ

رحلةَ جنونِهِ على الأرضِ


الإنسانُ كائنٌ مجنون

غير اجتماعي على الإطلاقِ

كائنٌ بوهيميٌّ

يخطِّطُ ببراعةٍ

لتفجيرِ فتيلِ الشَّرِّ


أغلبُ رؤاهُ محصورة في أنانيّته

نسي أنَّ الآخرينَ بشر

من لحمٍ ودمٍ


نسي إنسانيّته

تاهَ في سراديبِ الغرائزِ

شراهاته دمَّرت شفافية روحه

غير قادرٍ على النُّهوضِ كإنسان


تأقلمَ في ممارسةِ بوهيميّته الغوغاغيّة

داسَ على شرائعٍ مقدَّسة

كانت منهجَ حياته

منذ أن تفتَّحَتْ عيناه

على وجهِ الكونِ


ذابَتْ طقوسَهُ

أخلاقَهُ

شرائعَهُ المقدَّسة


جُلَّ تفكيره متمركز

على مزيدٍ من الغنائمِ

مزيدٍ من الشَّتائمِ

مزيدٍ من العبورِ

في وادي الغرائزِ


يذهلني تحمُّل الأرضِ شرورَ البشرِ


الإنسانُ مبارزةٌ دنيئة

صراعٌ أخرق

متمركزٌ

على جماجمِ الأطفالِ

على خلخلةِ عظامِ الشُّبّانِ


صراعٌ أهبل

من أجلِ ديمومةِ الجنونِ ..

جنونُ الصَّولجان!


أيُّ عصرٍ هذا؟

تجذَّرَتْ أنيابُ الإنسان

في جحورِ الأفاعي

في كهوفِ الوحوشِ

في سمومِ هذا الزَّمان

غير آبهٍ بترتيلةِ الحبِّ

ولا بنشوةِ الخصوبةِ

ماتَ في قاموسِهِ

هديلَ الحمام!


عفَّر الإنسانُ أهزوجةَ الفرحِ

المدندنة على شفاهِ العشّاقِ

إسرافٌ أهوجٌ في عوالمِ التِّيجانِ

تيجانٌ مزنَّرةٌ بالدَّمّ


صعودٌ عبر أمواجِ الشَّظايا

عبر فتيلِ الدَّمارِ

زوبعةٌ مهتاجةٌ

على وجهِ البحارِ




الإنسانُ أخطبوطٌ متخفّي الأطرافِ

ينفخُ أبواقَ الوغى

يمسحُ اخضرارَ المروجِ

من أجلِ تاجٍ

غارقٌ في الحماقاتِ

من أجلِ صولجانٍ

مكتنـزٍ بالشَّقاءِ


مشروخُ الرُّؤية

انحدارٌ

نحوَ

أخاديدِ

الوباءِ


الأرضُ أرجوحةُ فرحٍ

مكلَّلة بالقرنفلِ


الأرضُ شقيقةُ السَّماءِ

تمنحُ الكائنات أنشودةَ الحياةِ

تغدقُ عليها الهواءَ العليلَ



الإنسانُ حالةُ انزلاقٍ

في كهوفٍ مجوَّفةٍ

بالضَّلالِ


نتوءٌ غيرَ مرغوبٍ فيهِ

في دنيا الحمائمِ

صحراءٌ شاحبةٌ

مليئةٌ بالثَّعابينِ

شراهةٌ مميتةٌ

تمتصُّ طلاً مقطَّراً من الأفيونِ


الأرضُ تحضنُ مولوداً

في صباحٍ باكرٍ

على همهماتِ الزُّهورِ

تفرشُ الأرضُ صدرهَا

بأزهارِ البابونجِ والنَّعناعِ

تكحِّلُ وجهَ الحبيبة

برحيقِ المروجِ

بماءِ التُّـفَّاحِ


الإنسانُ بلوةُ البلاءِ لكلِّ الكائناتِ

جفاءٌ ما بعدَهُ جفاء

ارتطامٌ دائمٌ في أمواجِ الصَّباحِ

بعيدٌ عن بهجةِ اللَّيلِ

عن مرامي الحياةِ


تائهٌ في دهاليزِ هذا الزَّمان

غير مبالٍ بتهريشِ وجهِ الضُّحى

ولا بتعكيرِ الماءِ الزُّلالِ


بعيدٌ عن لُجّةِ الخيرِ

عن خصوبةِ الوجودِ

عن اخضرارِ الطُّفولةِ

عن وفاءِ النِّساءِ

عن نخوةِ الرُّجولةِ


يكسرُ خاصراتِ الجبالِ

يدمي سفوحَ الكون

يخلخلُ موازينَ اللَّيلِ والنَّهارِ

يحرقُ خدودَ الشَّمسِ

يدوسُ بوحشيةٍ بربريّة

على أزهارِ اللَّوتس

ويرميها على امتدادِ المدى

في أعماقِ البحارِ

الإنسانُ قنبلةٌ دائمةُ الانفجارِ

في صدرِ الكونِ


بركانٌ من الشَّراراتِ

تهطلُ فوقَ جبينِ المساءِ

بحارٌ من لونِ الدِّماءِ

تُغْرِقُ شهيقَ الحياةِ


الإنسانُ شجرةٌ عاقرةٌ

ينجبُ أنياباً

أكثرَ افتراساً من الذِّئابِ

لا يهمُّهُ براءةَ الطُّفولةِ

حزنُ الأمَّهاتِ

ولا تراخي أمواجُ النَّهارِ


وجعٌ ينمو في سماءِ الرُّوحِ

من لونِ الشَّفقِ

من لونِ المسافاتِ

من

لونِ

موشورِ

الحزنِ

من لونِ البكاءِ!


سفرٌ ممتدٌ من أخمصِ القدمينِ

حتّى فروةِ الرأسِ


ضجيجٌ من لونِ الضَّجرِ

عبر محطَّاتِ العمرِ


سفرٌ من لونِ البكاءِ

من لونِ الرَّمادِ


رحيلٌ في دنيا العذابِ

في أعماقِ السَّرابِ

أكثرَ من عمقِ المدى!
... .. ... ... يتبع!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:
الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 27-09-2005 الساعة 01:41 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-09-2005, 09:38 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي

صديقي العزيز صبري

جميلة هي عبارتك

ربَّما تثورُ وتفجِّرُ غيظَها
في وجهِ الإنسانِ
لكني أسألك هل لم تفجّرها بعد؟ لقد فجّرها الإنسان بعينه وقضى على ذاته بيده التي كان عليه أن يبني من خلالها له ولمن يلي من بعده. بكل أسف لقد تحوّل الإنسان إلى حيوان غير متحضّر ولا حضاري البتة صار قيمة لا معنى لها . صار كلاماً يذهب مع الريح في متاهات لا يعرف أحد إلى أين تؤدي. إنه مصيره البائس الذي اختاره لنفسه وبملء إرادته الحمقاء التي لا طائل منها سوى الدمار والخراب!
فؤاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-09-2005, 08:20 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

أنشودة الحياة، نصّ يتعانق مع عوالم فسيحة ..
والإنسان ـ الأرض، جنون الصولجان، جنونٌ من العيار الثقيل! هاهاهاهاها

كل المودّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke