ندوة آزخ في سوريويو سات .... كان بالإمكان أفضل مما كان

[Fadi]

ندوة آزخ في سوريويو سات .... كان بالإمكان أفضل مما كان

عرضت قناة سورويو سات الاسبوع الماضي ندوة عن بلدة آزخ السريانة استضاف فيها معد ومقدم البرنامج الدكتور الياس أفرام المحترم نخبة من الضيوف المعنيين بآزخ تاريخا ًوحاضرا ً، وكانت الندوة للتعرف عن هذه البلدة التي حُفِر اسمها بأحرف من نور في تاريخ وضمير شريحة كبيرة من ابناء شعبنا السرياني بمختلف طوائفه وأطيافه.


بداية ً لابد من تحية شكر وامتنان لقناة سوريويو سات لهذا الجهد الطيب والعمل الصادق من خلال شخص الدكتور الياس والذي عمل بكل اخلاص وإرادة نبيلة على تقديم صورة مشرقة لبلدة تستحق بجدارة أن تحظى بمزيد من الاهتمام والقاء الضوء عليها كنموذج رائد ومتفرد في تارخ شعبنا السرياني لما قدمته من تضحيات و بطولات وصور مشرقة في النضال والكفاح المرير لكي يجد له شعبها مكانا ً لائقا ً تحت الشمس ينال فيه ابسط حقوقه في العيش الحر الكريم .

لكن لا بد من كلمة نقد صادقة وموضعية في توصيف ندوة آزخ تلك بغية الارتقاء بما تقدمه قنواتنا السريانية الفتية .....
إن البرنامج التلفزيوني الذي عرضته سوريويو سات كان مقبولاً وجيداً فقط من منظور كونه التجربة الأولى لعمل تلفزيوني يتحدث عن آزخ لكن وبكل تأكيد ... كان بالإمكان أفضل مما كان .

هذا الرأي يستند للعديد من الاعتبارات فتاريخ آزخ الحافل بالأحداث والموغل في القدم كان حرياً أن يُقدم بشكل أوضح وأكثر وقعاً مما عرضه بعض ضيوف الندوة بشكل مشتت وغير منظم وكان من الأفضل كثيراً لو تم سلفاً إعداد نص مستند الى مصادر عن تاريخ آزخ يتم قراءته بوضوح في خلفية فيلم مصور يعرض البلدة ثم يُصار الى مناقشة الفقرات الأساسية في هذا النص مع الضيوف المهتمين والمطلعين فعلاً على تاريخ البلدة وهنا يبرز الاعتبار الثاني وهو هل استضاف البرنامج من يعول عليه تماماً في تقديم صورة آزخ التاريخية بشكل ناصع وجلي ومرتب يصل للمشاهدين والمهتمين بوضوح .
بين الأزخينيين من بحث وجمع ووثق لجميع المراحل التاريخية التي مرت على آزخ، حيث أن شغفنا لسماع قصص البطولة والإباء التي سطرها هلازخ وتوقنا لإعادة كشف المآسي التي تعرض لها أجدادنا الغر الميامين، هذا الشغف وذلك التوق لم ترق إليه إجابات الضيوف الكرام ولا اسئلة المعد الفاضل التي لم تغوص في عمق أحداث كان لا بد من استذكارها في برنامج يختص بآزخ .


يستند العمل التلفزيوني دائماً على ركيزتين أساسيتين هما الشكل والمضمون ونجاحه يعتمد عليهما كلتيهما حيث لا يمكن الاهتمام بالمضمون دون الشكل لا بل إن الشكل هو الذي يعطي تقديماً أفضل للمضمون .

في ندوة آزخ كان الاستديو متخماً بالضيوف الذين فاق عددهم العشرة وبعضهم تكبد مشقة السفر من بلد لآخر من أجل أن يتحدث لدقائق معدودة في حين كان كان حرياً وعملياً جداً لو تم استضافتهم على الهاتف أو من خلال تسجيل مصور مسبق الأمر الذي يوفر زمناً إضافياً للبرنامج يمكن استثماره في صلب الموضوع بعيداً عن الوقت الضائع في التقديم والتعريف والكلمات الختامية .

إن الندوة كانت ستحقق اهدافها بشكل أفضل لو أدارها الدكتور الياس مع ثلاثة ضيوف أو أربعة كحد أقصى مع ماتضمنته من ريبورتاجات مصورة ومكالمات هاتفية .


إن تاريخ شعبنا السرياني بحاجة لإعادة كتابة بل إنه في كثير من حناياه بحاجة للكتابة أصلاً والتعريف به والإعلام في عصرنا الحالي هو الوسيلة الأنجع لإيصال المعلومة والوصول الى الغاية .

نأمل من منابر شعبنا الأعلامية بمختلف أشكالها أن تعي حقيقة وأهمية الدور المناط بها والذي نعول عليه الكثير .