Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
وَقْعُ المَآسِي الشاعر السوري فؤاد زاديكى
وَقْعُ المَآسِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى إِنَّنَا نَعْتَادُ فِي وَقْعِ الْمَآسِي ... طَعْمَ مُرٍّ فِي مَدًى صَعْبٍ وَقَاسِ نَحْسِبُ الْأَيَّامَ فَجْرًا فِي دُجَاهَا ... وَ هْيَ جَمْرٌ كَاللَّظَى فِي صَحْنِ كَاسِ يَسْتَبِيحُ الدَّهْرُ آمَالَ الْأَمَانِي ... ثُمَّ يَجْتَاحُ الرُّؤَى دُونَ الْتِمَاسِ نَبْتَغِي فِي ظِلِّهَا يَوْمًا هَنِيئًا ... كَيْ يَغِيبَ الْحُزْنُ فِي طَيِّ التَّنَاسِي نَسْأَلُ الدُّنْيَا: أَلَا يَبْدُو رَجَاءٌ؟ ... رَدَّتِ الرِّيحُ: اشْرَبُوا نَخْبَ الْأَمَاسِي كَمْ غَرَسْنَا الزَّهْرَ فِي حِرْصٍ مُحِبٍّ ... فَاسْتَبَاحَتْنَا صِعَابٌ لَا تُوَاسِي غَادَرَ الْأَحْبَابُ، مَا شَاءُوا رُجُوعًا ... وَ اغْتَرَبْنَا فِي شَتَاتٍ وَ انْتِكَاسِ كَيْفَ نُخْفِي حُزْنَنَا فِي عُمْقِ نَفْسٍ ... وَ الْمَدَى يَشْكُو وُجُودًا دُونَ نَاسِ؟ نَحْتَسِي آهَاتِ صَدْرٍ بِاعْتِمَالٍ ... كَأْسَ عُمْرٍ زَادَ عَنْ حَدِّ الْقِيَاسِ حُلْمُنَا فِي لَيْلِهِ أَبْدَى حُزُونًا ... رُبَّمَا أَخْفَى سَرَابًا بِالْأَسَاسِ غَيْرَ أَنَّ الصَّبْرَ فِي أَضْلَاعِ رُوحٍ ... قَدْ تَمَنَّى رَاحَةً بَعْدَ انْتِكَاسِ المانيا في ٦ ديسمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-12-2024 الساعة 06:42 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "وَقْعُ المَآسِي" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تنتمي إلى شعر التأمل والرثاء الذي يعبر عن معاناة الإنسان في مواجهة المآسي والصعوبات. النص حافل بالصور الشعرية والمحسنات البلاغية التي تعكس عمق الشعور الإنساني وتجلياته. فيما يلي تحليل النص:
تحليل الصور المختلفة والمتنوعة: 1. صورة المآسي كطعمٍ مُرٍّ: يقول الشاعر: > "إِنَّنَا نَعْتَادُ فِي وَقْعِ الْمَآسِي ... طَعْمَ مُرٍّ فِي مَدًى صَعْبٍ وَقَاسِ" هنا يُشبّه المآسي بالطعم المر، وهو تشبيه حسي ينقل شدة الألم إلى القارئ. 2. صورة الأيام كجمرٍ في كأس: "وَهْيَ جَمْرٌ كَاللَّظَى فِي صَحْنِ كَاسِ" استعارة توحي بأن الأيام تلتهم الفرح كما يلتهم اللهب الحياة، مما يُبرز شعور الألم والاستنزاف. 3. استباحة الدهر للأماني: "يَسْتَبِيحُ الدَّهْرُ آمَالَ الْأَمَانِي" استعارة تجسد الدهر كعدو يغزو الأماني، مما يضفي طابعًا مأساويًا وشعورًا بالعجز. 4. صورة الريح التي تسخر من الرجاء: "نَسْأَلُ الدُّنْيَا: أَلَا يَبْدُو رَجَاءٌ؟ ... رَدَّتِ الرِّيحُ: اشْرَبُوا نَخْبَ الْأَمَاسِي" حوار خيالي بين الإنسان والدنيا، حيث تأتي الريح كرمز للخذلان واللاجدوى. 5. الغرس الذي لا يثمر: "كَمْ غَرَسْنَا الزَّهْرَ فِي حِرْصٍ مُحِبٍّ ... فَاسْتَبَاحَتْنَا صِعَابٌ لَا تُوَاسِي" استعارة تجسد الجهد الإنساني في الغرس (الأمل والعمل) والصعوبات التي تعصف بالنتائج. 6. الحزن في عمق النفس: "كَيْفَ نُخْفِي حُزْنَنَا فِي عُمْقِ نَفْسٍ ... وَ الْمَدَى يَشْكُو وُجُودًا دُونَ نَاسِ؟" تشخيص للمسافة ككائن حي يشتكي الوحدة، مما يعمّق الإحساس بالعزلة. المحسنات البديعية: 1. الجناس: مثل: "فِي مَدًى صَعْبٍ وَقَاسِ"، تكرار الصوت يجعل الجملة أكثر انسجامًا. 2. السجع: "يَشْكُو وُجُودًا دُونَ نَاسِ"، تقارب النهايات في القافية يضفي إيقاعًا موسيقيًا على النص. 3. التكرار: "نَحْتَسِي"، تكرار الفعل يعكس استمرارية المعاناة. التشبيه: 1. تشبيه المآسي بالطعم المُر: "طَعْمَ مُرٍّ"، تشبيه مباشر يعبر عن قسوة الألم. 2. تشبيه الأيام بالجمر: "كَاللَّظَى"، يبرز شدة المعاناة والاحتراق النفسي. الاستعارة: 1. "يَسْتَبِيحُ الدَّهْرُ آمَالَ الْأَمَانِي": استعارة تجعل الدهر محاربًا للأماني. 2. "غَرَسْنَا الزَّهْرَ": استعارة للجهود المبذولة في سبيل الأمل. الكناية: 1. "غَادَرَ الْأَحْبَابُ": كناية عن الموت أو الفقد. 2. "نَحْتَسِي آهَاتِ صَدْرٍ": كناية عن المعاناة النفسية العميقة. الخاتمة: النص يُبرز رحلة الألم والمعاناة الإنسانية من خلال استخدام الصور الشعرية القوية والتشبيهات الحسية والاستعارات المؤثرة. الشاعر يستحضر قوى الطبيعة والحياة اليومية ليصور حالة الانكسار النفسي، لكنه يترك بابًا مفتوحًا للصبر كوسيلة للتغلب على المآسي. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-12-2024 الساعة 06:40 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|