نبذة عن نجيب محفوظ ..

[الياس زاديكه]

نجيب محفوظ ...
رائد الرواية العربية
والحائز على جائزة نوبيل العالمية
عام 1988
علمٌ من أعلام الأدب العربي و رائد من رواد الرواية العربية، ذلك هو نجيب محفوظ الذي وقف على أعلى قمة أدبية عند حصوله على جائزة نوبيل العالميّة في الآداب.
حمل نجيب محفوظ مشعلَ الحرية، فأرادَ أن يهدي الشبابَ والأجيال القادمة إلى رؤية جديدة في الدراسة الأدبية، وينشر حب المناقشة وتبادل الرأي في إطار إنساني متفاهم.
وُلدَ نجيب محفوظ بحيّ الجمالية الذي هو أحد أحياء منطقة <<الحسين>> بمدينة القاهرة الفاطمية في 11 كانون الأول/ديسمبر 1911، والاسم الكامل لنجيب محفوظ هو <<نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا>> وأصل أسرته من مدينة <<رشيد>> على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
عاشَ نجيب محفوظ في حيّ الجمالية وهو قلب القاهرة القديمة. و في هذا الحيّ القديم الأصيل يعيشُ أبناء الشعب جيلاً بعد جيلٍ. و في حيّ الجمالية عرفَ نجيب محفوظ الحياة الشعبية وعادات سكانها حيثُ تركتْ آثاراً عظيمة في أدبه وفي معظم روايته وقصصه.
فمن <<حيّ الجمالية>> أخذ الكثير من الأسماء << خان الخليلي>>،و<< زقاق المدق>>، و <<بين القصرين>> و <<قصر الشوق>> و <<السكرية>>. ومن <<حيّ الجمالية>> أخذ نجيب محفوظ كلمة <<الحارة>> التي أصبحت فيما بعد رمزاً للمجتمع والعالم، أي رمزاً للحياة والبشر.
وتناول نجيب محفوظ المعاني الإنسانية في رواياته الأدبية، ففي رواية<<خان الخليلي>> كانت الحارة صورة حيّة لمجتمع مصر في صراعاته وتطوراته المختلفة مع كل جديد في الحضارة الحديثة.
وانتقل نجيب محفوظ من <<حيّ الجمالية>> إلى <<حيّ العباسية>> مع أسرته، وكان الحيّ الجديد أعلى مستوى، فتعرف محفوظ على طائفةٍ من الأدباء والشعراء والمثقفين، أمثال: <<إحسان عبد القدوس>> و الدكتور <<أدهم رجب>>.
و أكمل دراسته الابتدائيه والثانويه و عمره لم يزل ثماني عشرة عاما و من ثم نال ليسانس الآداب بقسم الفلسفه بجاكعة القاهره و ذلك عام 1934 م .
بدأ نجيب محفوظ نشاطه الفكري وهو طالب، واتصل بأستاذين كبيرين له، وهما:
الأستاذ <<الشيخ مصطفى عبد الرزاق>> أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب. والأستاذ <<سلامة موسى>> الصحفي والمفكر الكبير.
وقد أخذ نجيب محفوظ عن أستاذه سلامة موسى نزعته التجددية و تطلعه إلى الحضارة الحديثة وحماسه لفكرة العدالة الاجتماعية، واهتمامه بالبحث عن أصول الشخصية المصرية في جذورها الفرعونية.
وكان نجيب محفوظ محباً للضحك والنكتة والموسيقى والطرب، وكان صديقاً للناس يخاطب العامة، يزور المقاهي ويلتقي بالأصحاب والأصدقاء، وكان مقهى <<عرابي>> في حيّ الجمالية حيث زاره أكثر من عشرين سنة. ومكان آخر كان يتردد عليه وهو <<كازينو الأوبرا>> ومقهى <<ريش>>.
شغل نجيب محفوظ العديد من الوضائف .. حيث عمل مديرا للرقابه على المصنفات اففنيه .. ثم مديرا لمؤسسة دعم السنما و رئيسا لمجلس ادارتها . قبل أن يصبح رئيسا للمؤسسه . و أنتهى به المطاف كمستشار لوزير الثقافه لشؤون السينما ..
و خلال مشواره الطويل مع الكتابه التي نذر نفسه لها .. قدم للأدب العربي و العالمي أكثر من خمسين مؤلفا ...
ما بين روايه و مجموعات قصصيه ...
أشهراها ( قصر الشوق ) ( بين القصرين ) ( السكريه ) ( و أولاد حارتنا )
و العمل الأخير حضي بأقبال كبير .. و لم يكتف بذلك فحسب . بل كتب سيناريوهات العديد من الافلام السينيمائيه .
و نجيب محفوظ الذي حضيت أعماله برضا الجمهور العربي الذي ظل يتابع نتاجه الادبي نال العديد من الشهادات و الاوسمه تقديرا لجهوده في اثراء ساحة الادب حيث منحه المجلس الاعلى للثقافه و المجلس القومي للثقافه وسام الاستحقاق من الدرجه الاولى بجانب الكثير من الشهادات و الاوسمه التي نالها ...
أما الجائزه الكبرى التي نالها و الوسام الذي شرف كل العرب ... كان جائزة نوبل للأداب التي نالها عام 1989م و نجيب هو الروائي العريب الوحيد الذي نال تلك الجائزه و بعد حصوله على الجائزه .. ازداد الاقبال على أعماله
و ترجمت لثلاث و ثلاثين لغة ...
ونستطيع القول بأن (الثلاثية) هي أعظم عمل قام به نجيب محفوظ، وبل أعظم عمل روائي عرفه الأدب العربي في العصر الحديث. فالثلاثية عمل أدبي رائع يصور هموم ثلاثة أجيال في مصر: جيل ما قبل ثورة 1919، وجيل الثورة، وجيل ما بعد الثورة. فصوّر محفوظ أفكار وأذواق هذه الأجيال ومواقفها من المرأة والعدالة الاجتماعية والقضية الوطنية. كما صوّر محفوظ عادات وأزياء وثقافة هذه الأجيال وما تقرأه من صحف ومجلات. <<فالثلاثية>> ملحمة تصور الواقع الاجتماعي والتجربة الإنسانية في الحياة.
و خلال مسيته تعرض محفوظ الى كثير من الانتقادات ولا سيما من قبل الاسلامين المتشددين الذين اعتبروا الرموز الشخصيه التي يستخدمها في كتابته مساسا بالشخصيات الدينيه بل ذهبوا لابعد من ذلك و حاولوا قتله سنة 1994م ولكن اردة الله متبت له الحياه من جديد ...
و تميزت أعمال نجيب محفوظ بالتصاقها بالمجتمع المصري ووقاعه حيث تناول في أعماله الطبقه المتوسطه بأحياء مصر و حواريها جلس في مقاهي و اتخذ من زوارها ابطالا لرواياته ، كان يعبر عن قضايا تلك الطبقه و همومها و هواجيسها و كذلك أحلامها ...
لم يبتعد عن المجتمع .. بل كان قريبا منه و هذا القرب جعل من كتاباته نكهه خاصه و طعما مستساغا .. بل جعله اكثر الروائيين العرب شعبيه .. لانه الاكثر تدوينا للواقع المعاش الذي يرغبه أكثر الفقهاء ..
و نجيب محفوظ بالرغم من ظروفه الصحيه لم يتوقف عن الكتابه مطلقا فقد ظل ممسكا بقلمه .. فخلال السنوات الثلاث الاخيره من حياته كتب ما يقارب سبعين قصه فصيره اسماها (( أحلام فتره النقاهه )) فهكذا هو ولد عاشقا للكتابه ... و مات ممسكا بيراعه ...
و في يوم الاربعاء الموافق 30/ أغسطس 2006م كان صباحا مختلفا لكل المهتمين بالادب ... كان ملونا بلون الحزن و بطعم اللوعه فيه رحل عن دنيانا أعظم أديب عربي صاحب قصر الشوق و أولاد حارتنا ...
وأنهى نجيب محفوظ عمله الأدبي بـ 49 عملاً روائياً وقصصياً وجائزة نوبيل العالمية عام 1988، وكان نجيب محفوظ أول عربي ينال هذه الجائزة.

[fouadzadieke]

فعلا يا أخي الياس كان نجيب محفوظ رحمه الله علما بارزا وقد دفع حياته ثمنا لأفكاره المتحررة ومثل هذا الشخص يؤسف عليه إذ لا تقدير له في مجتمعه وهو الحائز على جائزة نوبل للآداب إن الفكر الأصولي المتزمت والمتخلف يريد أن يجرّ المجتمعات البشرية كلها إلى زريبة الظلام والجهل والأوهام. شكرا لنشرك هذه النبذة عن حياة هذا الطود الشامخ في عالم القصة والأدب.

[SamiraZadieke]

ياللمجرمين إنهم يغتالون الفكرة فيغتالون بذلك النور ..ياللأسف ماجرى للكاتب الكبير !!!!
لم يبتعد عن المجتمع .. بل كان قريبا منه و هذا القرب جعل من كتاباته نكهه خاصه و طعما مستساغا .. بل جعله اكثر الروائيين العرب شعبيه .. لانه الاكثر تدوينا للواقع المعاش الذي يرغبه أكثر الفقهاء ..
و نجيب محفوظ بالرغم من ظروفه الصحيه لم يتوقف عن الكتابه مطلقا فقد ظل ممسكا بقلمه .. فخلال السنوات الثلاث الاخيره من حياته كتب ما يقارب سبعين قصه فصيره اسماها (( أحلام فتره النقاهه )) فهكذا هو ولد عاشقا للكتابه ... و مات ممسكا بيراعه ...
تشكر أبو فرانس على نقل حياة الكاتب الكبير نجيب محفوظ