في معرض مشاركتي على تساؤل الصديقة عايدة أفرام حول فكرة انّ جميع الناس يدعون الفضيلة و الصلاح و الصدق و المحبة و قيمًا انسانية اخرى كثيرة. فإذا كان هؤلاء جميعًا على هذا الجانب من الفضيلة فمن اين ياتي كل هذا النفاق و الكذب و الغدر و الخيانة و غيرها من المواقف السلبية في حياتنا؟ اقول عزيزتي عايدة يقول المثل دود الخلّ منه و فيه. لكلّ إنسان في هذه الحياة جوانب انسانية تعمل من أجل قيم حياتية نبيلة كما فيه بنفس الوقت جوانب سلبية أو ميول نحو ما يسمى بالشّرّ فإذا غلب الجانب الإيجابيّ على السلبيّ كان صادقًا في ما يقول و العكس عندما يغلب عليه الجانب السّلبي ليصبح منافقًا شريرًا و هو ما قلت عنه شيطان. ولا يجب أن ننسى الفكر الذي يعتمده كلّ من هؤلاء الأشخاص في التّعامل مع الواقع و التّعاطي مع النّاس. لكن أغلب ما يحصل في هذا العالم ينقاد إلى إرادة شيطانيّة خبيثة تسعى إلى التّخريب و الهدم و ليس البناء و الصّلاح.
فإذا كانت قصّة آدم و حواء صحيحة، فمن المعلوم و كما يقول الكتاب إنّ كلّ الذي خلقه الله كان حَسَنًا و على الرغم من ذلك ظهر الشرّ بشكل ما سواء عن طريق إبليس أو الأفعى الخ... يمكن أن يكون في كلّ خيرٍ شرٌّ و بنفس الوقت في كلّ شرٍّ خيرٌ و ما يحدّد هذه الوجهة أو تلك هي إرادة الإنسان وفكره و دوافع هذه الإرادة توجّه هذا الفكر شكرًا لكِ على هذا الطّرح.