Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
ما جمعه الله لا يفرقه أنسان الجزء > 1
ما جمعه الله لا يفرقه إنسان
بقلم الاب ايوب اسطيفان الجزء الأول مـقـدمـة ما جمعه الله لا يفرقه أنسان (مت 6:19) هذه الآية الذهبية التي نطق بها رب المجد هي بحق الثبات والاستقرار الأسري، فعندما نختار شريك حياتنا بما يوافق مشيئة الله فإننا نبني بيتنا على الصخر ومن يضع أساس بيته على الصخر فلا يهمه أمطار ولا رياح ولا أنهار (مت 24:7ـ25). أما عندما نختار شريك حياتنا بعيدا عن مرضاة الله فإننا نبني بيتنا على الرمل ومن يضع أساس بيته على الرمل فلا يثبت بيته ضد أللأمطار والرياح والأنهار (مت 26:7ـ27). + ما جـمعـه اللـه + ُسئل أحد الآباء المعا صرين لماذا ازدادت نسبة الطلاق في هذا الزمان؟ . فأجاب قائلا: لأنها زواجات لم تُجمع بالله هذا الموضوع له صبغة دينية وصبغة اجتماعية وحيث أنه قد طرق كثيرا من الناحية الدينية وقليلا من الناحية الاجتماعية فسأركز على الناحية الاجتماعية مبتدئا من الناحية الدينية. نقرأ في سفر التكوين أن الله بعد أن خلق السموات والأرض وما فيها، خلق ادم ووضعه في الجنة رأسا لكل المخلوقات. ولكن ادم لم يأنس إلى أي من تلك المخلوقات إذ يقول الكتاب:{أما لنفسه لم يجد معينا نظيرا} {تك20:2}. أما عندما خلق الله حواء من أحد أضلاع أدم شعر ادم أن حواء فلذة منه إذ قال عنها: إنها عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بآمراته ويكونان كلاهما جسدا واحدا).{تك 23:2ـ24}.معينا نظيره:إذن هناك حاجة إلى تكامل، فالزواج تكامل اتحاد المراة بالرجل في الله هو سعي إلى القداسةالى حالة الإنسان قبل السقوط. قبل السقوط قال ادم عن حواء {إنها عظم من عظامي ولحم من لحمي}{تك23:2} شعر تجاهها بحنو ومسؤولية، أما بعد السقوط فقال ادم في جوابه لله:{المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلتُ}{تك12:3}. تهرب من المسؤولية وألقاها على حواء. ونلاحظ أيضا إن الكتاب المقدس يتحدث عن الإنسان بالصفتين الذكرية والأنثوية حتى قبل أن يخلق ادم إذ يقول الكتاب: { فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم} {تك 27:1}. وفي العهد الجديد نجد أن أول لقاء معجزي للسيد المسيح مع الإنسان كان لقاء أسري، فنراه يحضر عرس في قانا الجليل ويجترع أول معجزة في بدء خدمته التبشيرية مباركا الزواج ومثبتا إياه. فهاهو في جوابه للكتبة والفريسيين عن الزواج يقول مثبتا ما كتب:{أما قرأتم إن الذي خلق في البدء ذكرا وأنثى خلقهم، وقال من أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصيران كلاهما جسدا واحدا، فليسا هما اثنين بعد ولكنهما جسد واحد، وما جمعه الله فلا يفرقه إنسان}{مت 4:19ـ6}. أكد السيد المسيح بان الأسرة هي منذ البدء تكوين إلهي وليس مؤسسة بشرية، فقد خلقها وقال لها:{أثمروا وأكثروا وأملاؤا الأرض{تك28:1}. وأعطي الزواج في المسيحية بعدا روحيا أعمق واشمل مما كان في ناموس العهد القديم فقد شبه العلاقة بين الرجل والمرأة بالعلاقة بين المسيح والكنيسة ولأهمية هذه العلاقة يترك الرجل أباه وأمه، هذه العلاقة الحميمة بين الابن وأبويه بكل معانيها العاطفية والوجدانية توضع في مرتبة ثانية عندما ُيقدم الابن ليتحد مع شريكته، لأن هذا الاتحاد هو للغد للمستقبل للاستمرار فيأخذ الدرجة الأولى من الاهتمام.فلم يعودا اثنين لكن جسد واحد، ليس روح واحد ! لأنه يستطيع الإنسان أن يكون روح واحد مع أحد أقربائه أو أصدقائه ولكنه لا يستطيع أن يكون جسدا واحدا وروحا واحدا إلا من خلال سر الزواج المقدس. والرسول بولس يشرح هذا الاتحاد في رسالته إلى أهل أفسس فيقول:{أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرآة كما أن المسيح هو رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شئ أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها}{اف 22:5ـ24} الخضوع في الله في المحبة ليس قسرا أو استبدادا إنما حب كخضوع الكنيسة للمسيح، والبذل والتضحية ليس إرغاما إنما كما بذل المسيح نفسه من أجل الكنيسة، لذلك يقول الرسول بولس( هذا السر عظيم) {اف 32:5} نعم إنه عظيم وها هو الذهبي الفم يقول: (أي سر هذا؟ هلا قلته لنا أيها الرسول، هذا السر العجيب أدركه القديس بولس بأن رأى كائنين يتركان عائلتهما ليتحد الواحد بالآخر بروابط وثيقة لا تنفصم عراها لقد رأى أيضا الماضي الطويل يضمحل ويختفي في اللحظة الحاضرة حتى أنه فرح قائلا: يوجد شى يفوق اختراع الإنسان والله وحده غرسه في أعماق قلب الإنسان هو التجاذب الذي يتمكن من الإتيان بهذا النكران وهذه التضحية وهذا ما جعله يردد قائلا:{يوجد بالحقيقة سر عظيم} كل ذلك رآه بولس الرسول يجري ويتحقق بين المسيح والكنيسة فانذهل وتعجب ! ماذا جرى بين المسيح والكنيسة كما أن الرجل يترك أباه ويلتحق بامرأته كذلك المسيح ترك عرش الآب السماوي كي يتعلق بالكنيسة) لطول الموضوع سأقوم بتجزئته للفائدة وتقبلوا فائق حبي وتقديري الجزء الثاني
__________________
أبو يونـــــــان ________ الله محبـــــــة التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 11-07-2009 الساعة 06:11 PM |
#2
|
||||
|
||||
أخي المحب أبو يونان إني أشكرك كثيرا جدا على هذا التنويع في المواضيع و هي قيّمة و ذات أهمية حسّاسة و بالغة في حياتنا كمسيحيين, كما أشكر الكاتب القدير الاب ايوب اسطيفان الذي قام بالشرح الدقيق و الوافي لعلاقة الزواج و لما يجب أن يكون بين الزوجين اللذين صار بينهما عقد زواج و الزواج كما نعلم هو أحد الأسرار المقدسة في كنيسة المسيح. ليس من شك بأن الحياة المعاصرة بما فيها من أعباء و مشاكل و مسؤليات و من أحداث قد تقف حاجزا في طريق تحقيق النجاح و بلوغ ما يصبو إليه الزوجان’ لكن متى كان الوعي و الفهم المدعوم من الإيمان السليم و بدافع الحرص و المحبة و التضحية فإن أية مشكلة في الحياة الزوجية لا يمكن أن تهد ما تم بناؤه من خير في هذه العلاقة. علينا أن نعلم بأن ظروف الحياة قاسية و صعبة و علينا أن نتحمل الكثير من المشاق لكي نثبت بحق أننا أبناء الرب البررة الذين لن ينخدعوا بما في الحياة من مظاهر الزيف و الخداع و المغريات الكثيرة. الزواج يجب أن يكون مقدسا و محترما و يحترم كل طرف الطرف الآخر و يعي احتياجاته و يراعي مشاعره و أحاسيسه و أن يتسلح بنكران الذات في محبة المسيح و احترام الحياة الزوجية المقدسة. تم تثبيت الموضوع لأهميته.
|
#3
|
|||
|
|||
شكراً أخي الغالي وأستاذي العزيز أبو نبيل على مرورك الكريم وعلى إطرائك هذا الذي لا أستحقه وما أقدمه هو واجب وديّنٌ علينا نحو شعبنا والرب يبارك حياتك وحياة عائلتك
__________________
أبو يونـــــــان ________ الله محبـــــــة |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|