Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى التسلية > تسليات منوّعة و طرائف من العالم

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2005, 09:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي قصة لتر العرق

قصة لتر العرق
قام أخي ألياس بزيارة عائلية في إحدى المرات إلينا وعليّ كالعادة -وحيث هذا لا بدّ منه - أن أسعى إلى تأمين لتر عرق له، لا يهمّ أي نوع يكون فهو في داره يشرب الأنواع الراقية والمشهورة من اللبناني إلى السوري إلى الأردني ثم التركي الراكي وغيرها فهو يعرف طعمة فمه (سمّو) جيداّ، لأنه من البارعين في هذا المجال ولكونه من أحد مخلّفات والدي العرقية وعليه أن يحافظ على هذا الإرث المتوارث.
كان لنا مدة شهرين من الوقت مذ قدمنا إلى ألمانيا، كنتُ خلالها قد تعلّمتُ بعض الكلمات على مبدأ (قوت لا تموت) لتمشية الحال متى لزم الأمر للذهاب إلى دكتور أو كنيسة أو لشراء حاجة أو لمقابلة معلمة أحد أولادنا في المدارس، خلتُ نفسي أنني بهذه الكلمات التي تعلّمتها، قد صرت مثل نيتشه أو شيللر أو غوته في اللغة الألمانية، هذا على حدود فهمي للأمر وحين دخلتُ السوبر ماركت تظاهرت بشطارتي اللغوية (هذه الشطارة بيني وبينكم كانت نابعة من القاموس الذي كان برفقتي قاموس عربي - ألماني) فقصدتُ البائعة بكل ثقة بالنفس وكنت استنبطتُ من القاموس أن كلمة (عرق) بالألماني هي Schweiss وطلبتُ من البائعة قنينة منه فنظرتْ إليّ باستغراب وهي تقول: لا يوجد مثل هذا المشروب. فقلتُ وبمزيد من الثقة وبالألماني توخ... توخ أي (نعم... نعم) يوجد. فهزّتْ رأسها بالنفي وهي تقول: لا يوجد وهززتُ رأسي بالإيجاب وأنا أقول: بل يوجد. استمرّ الجدل بيننا على هذا النحو إلى أن صار الزبائن على صف الإنتظار شريطاً طويلا، فاعتذرتْ بكل أدب وقالتْ: سآتي بعد قليل.
فيما كانت تقوم بواجبها تجاه زبائنها صرتُ أسأل نفسي كيف لا تعرف ما هو هذا الشفايس؟ أليستْ بائعة؟ ألم يشتري أحد من قبل هذا الشفايس الملعون؟ وغيره من الأسئلة التي خطرتْ على بالي، فقلتُ إنها ليستْ هنا فلأبحث أنا علّني أجد ضالتي التي أبحث عنها، أسرعتُ إلى رفوف المشروبات الكحولية وبعد بحث لم يدم طويلا وجدت اللتر إلى جانب بقية إخوته فانتزعته من على الرف ماسكاً إياه من رقبته وأنا فخوربهذا الانتصار و بما توصّلتُ إليه فهي البائعة و لم تحسن ما أحسنتُ فعله إني وجدته.
ذهبتُ إليها وبيدي الكنز المفقود والذي بحثنا عنه طويلا وتخلل ذلك مطوّلات من المحادثات، كأني أقول لها أنظري: إني وبمجهودي الفردي ودون مساعدتك استطعتُ الوصول إلى هدفي والحصول على غايتي لكي يسعد أخي ألياس فهو ينتظر و(سمّه لا شك يبول الآن) على ما سأجلبه له من السوبر ماركت.
عندما رأتْ لتر العرق في يدي ، سألتني أعن هذا كنت تبحث؟ قلتُ لها: يا... (نعم) بالألماني. فضحكتْ ضحكاً مرتفع اللهجة والصدى (فهي كانت تعرفنا) يا سيدي (ماين هرّ) هذا ليس Schweiss بل هذا هو Schnaps، والفرق كبير وواضح جداً بينهما فالأول، والذي كنت أبحث عن إسمه وهو (الشفايس) ليس إلا العرق الذي يطرحه الجسم وهو من التعرّق، أما الذي كنتُ أريد شراءه فكان (الشنابس) وهو العرق الذي سيشربه أخي ألياس. تصوّروا ما أصابني من الخجل ومدى ما أحسستُ به من إحباط معلّمي (القاموس) فأنا رأيتُ الدنيا في عينيّ صغيرة جداً (صرتُ أعبّرا في خرم إبرة) تصوّروا! ومنذ ذلك اليوم صرتُ آخذ حذري أثناء البحث عن بعض المعاني في القاموس وأسعى إلى أن تكون الكلمة موضوع البحث، هي التي سأصلُ إليها في النهاية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke