![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() قصة لقب زاديكه (زاديكى) أطلق هذا اللقب على جدتنا (مارتو توما) وهي إخت كل من كبرو توما وحنا توما و اسحق توما أحد أهم الشخصيات والبيوتات من أسرة الحبيبكيّة (آل حبيب) وقد عرفت أسرتها بالغنى والجاه والهيبة وكانت إلى جانب أسرة شمعون غزو من أشهر الأسر الحبيبكية في آزخ. كانت للأسرة كلمة مؤثرة ومسموعة في آزخ ويحسب لها حساب كبير للوزن الكبير الذي كانت تمثله. ولدت مارتو توما (وهي عمة القس شكري مراد إبن خالنا مراد الكرّ قس كنيسة السريان في حلب، وعمة بطرس الشقّاع أبو فؤاد) في آزخ في سنة 1860 م وعرف عنها قوة شخصيتها وهي كانت تثير بعض المشاكل لأتفه الأسباب ولم يكن من السهولة لجم هياجها متى انفعلت وكانت جميع بيوتات آزخ تتحمل منها بعض تصرفاتها العصبية احتراماً لأبيها و أخوتها الذين (كما قلنا) كانت لهم منزلة عظيمة الشأن في آزخ. كان جدنا حنا الملقّب ب (حنّوشكه) قبل زواجه من مارتو (لقب بهذا اللقب - حنّوشكه - لحسن هيئته وجمال طلعته وهو صاحب الحوقة المعروفة بإسمه في آزخ بحوقة حنّوشكه وهي الحوقة الكبيرة (توجد حوقة صغيرة أيضاً في آزخ) وكانت تعتبر من أخصب المناطق الزراعية في آزخ وكانت لنا فيها كروم وأشجار مثمرة) متزوجاً من إخت لحدو بشيرو الذي قتل في أحداث قزر رجب بتاريخ 5/6/1942 م وكان له منها من الأولاد عمنا كبرو (مولود عام 1884 م)الذي قتل (عام 1919 م)على حدود أوصر بنها وبين قرية تليلا من قبل جماعة المختار حسّو آغا تليلا الذي كانت زوجته قد عشقت عمنا كبرو وحيث كان يقيم معهم في القرية. وعمنا اسطيفو (المولود عام 1886 م) الذي لدغته الحية الضخمة المشهورة في آزخ (عام 1914 م) والتي كانت قد قطعت طريق الكروم على أهل آزخ وحاول المرحوم كبرو الحكيم معالجته دون فائدة حيث كان السمّ قوياً وفتّاكاً فحاولوا الإسراع في طمره وفيما كانوا يقومون بطمره كانت جثته قد انتفخت من مفعول السمّ ثم انفجرت وتطايرت الصخور والحجارة من على قبره وكان ضخم الجثة لم يكن بمقدور أحد من رجال آزخ الأشداء من التغلب عليه بالمصارعة وهي ما تعرف لدينا ب (ال?يباله) أي لم يكن بمقدور أحد من ضرب ظهره بالأرض! وكان لجدنا حنا من زوجته الأولى إبنة هي خالتنا بسّه (المولودة عام 1880 م) ماتت في سنة الأيش (الطاعون) الذي فتك بالكثير من أهل آزخ في عام 1917 م وكانت متزوجة من رجل من بيت بدّيش (عام 1898 م) وهي تبلغ من العمر 18 سنة أنجبت منه ولداً يدعى حنا سمّته بإسم أبيها مات عندما أطلق النار على نفسه وهو في حالة سكر في العراق. وأنجبت خالتنا بسّة 3 بنات تزوجت إحدى تلك البنات ضابطاً إنكليزياً وقد انقطعت أخبارهم عنا وعرفنا يعض أخبارهم قبل حوال أكثر من عشرين سنة حيث علمنا أن إبنة خالتنا بسة تعيش اليوم في الأردن وقد التقاها عيس إبن عمي مراد زاديكه (شقيق جدي الياس وعمي يعقوب) وسوف آتي على ذكر جميع هذه الأخبار عندما أقوم بتدوين تاريخ أسرة بيت زاديكه الحبيبكية كاملة، وكذلك أسرة بيت ل?ّه لقب بيت أمي (حانة قرياقس صليبا يونو جمعة آدم البرصومكي). بعدما توفيت زوجة حنا الياس اسطيفو القس مراد (حنوشكه) منع من الزواج مرة أخرى بموجب السائد في الطقس الكنسي لأنه كان شمّاساً إنجيلياً وكان من المعروف أن الكاهن أو الشماس الإنجيلي متى توفيت زوجاتهم لا يسمح لهم بالزواج مرة ثانية. وتشاء الصدفة أن يحبّ جدنا حنا جدتنا مارتو بيد أن أهلها وقفوا مانعاً في طريق هذا الزواج ولم يوافقوا عليه لأن حنا كان أرملا من جهة ومن جهة أخرى كان لا يناسبهم حسباً ونسباً وغنى، ولم يمنع كل هذا التجافي والصد الذي أبداه أهل جدتنا مارتو من أن تحب جدنا لما كان عليه من حسن بديع ووسامة تامة قلما عرف بمثلها شاب في آزخ في زمانه، وكانا يلتقيان خفية ويخططان للزواج بعيداً عن أعين الرقباء والمانعين. اتفقا (حنا ومارتو) على الذهاب مع شباب القرية وبناتها لجمع القرشكات حيث يتم حرقها في أيام الشتاء في الصوبا إلى جانب الجلّه والجلّه سحره والحطب وهذه القرشكات كانت للنبات المعروف بالقولكات أو الزاديّات عندما ينشف وكانت النسوة تذهبن لجمع هذه الزاديات وكان الاتفاق أن تتم في هذا اليوم وهذه المناسبة (الهربه) أي الخطيفه كما نسميها وقد كانت في تلك الأزمنة عاراً وعيباً يلحق بأسرة الفتاة وكان ذلك في حدود عام 1895 م في إحدى براري و?ولات آزخ حيث كان يتكاثر وجود مثل هذه الحشائش وتذهب الفتيات للمها بحماس وهن يغنّين ويمرحن ويتمازحن وعندما فجأة اختفت مارتو ولم تعد تظهر سُئل عنها أين هي مارتو؟ أين هي مارتو؟ وعندما علم الجميع أنها خطفت من قبل جدنا حنوشكه قيل مارتو راحت الزاديّات وهرّبتُ. والله مارتو هرّبت فالزّاديات! وأخيراً استقر القول بعد أخذ وردّ وتداول وتحوير وغيره إلى القول: زاديكه راحت عالزّاديّات وهرّبت! زاديكه هرّبتُ. ومنذ العام 1895 م ولغاية اليوم لايزال هذا اللقب يلازمنا وصارت الأسرة تعرف بدل بيت حنّوشكه ببيت زاديكه (زاديكى) وأسرة مارتو توما هي باژاريّة أي جزراوية من جزيرة إبن عمر، وقد كان جدنا الأكبر الياس والد حنا هذا تاجراً كبيراً في الجزيرة فيما سكن أحد أخوته في إسفس ولنا أولاد عمومة إسفسينيين منهم بيت حنّا عزّكه الذي كان يعمل في دائرة مالية ديريك وبيت ملكي إيشوع والد داؤود الذي كان يعمل أيضاً في مالية ديريك ومن أملاكنا في إسفس رحّان ?ر?و. أما من أولاد عمومتنا بيت عمنا ?نو اللال (أبو بشير وحنا وشمعون) وبيت عمنا بحّه عزّو وهو مقيم في النمسا. أما بالنسبة لجدتنا زاديكة فقد كان لها إخت تدعى دلالوك وهي أم حنا و اسحق (الذي عاش عنده أخي الياس في آزخ مدة عامين ما بين 1977 - 1979 م) في عام 1953 ذهب عمنا بحّى عزّو إلى قرية الآباء والأجداد الأولى (كنّكه) في برية نصيبين حيث كان أصلنا الأول وباع من أملاكنا في قرية كنّكه الكبرى لأن الصغرى مسلمة والكبرى مسيحية، وهي أملاك جده حوالي 13 قو?انا وحيث كان جده عزّو قد ظلّ في كنّكه لم يغادرها بينما غادر إخوته الياس وهو جدنا الأكبر وأخوه بِشره (بشير) جد ?نو (بهنان) وقد سمّى إبنه بشير بإسم أحد أعمامنا وهو جده. أنجبت مارتو من الأولاد جدي الياس (المولود عام 1896 م) وعمي مراد (1908 م) وعمي يعقوب والد زوجتي سميرة (1914 م) وفي هذه السنة كانت وفاة جدنا حنا وكان لدغ عمي اسطيفو و وفاته. أما جدتنا مارتو فبعد قدومها إلى عين ديوار حيث كان أولادها الياس ومراد ويعقوب في الجيش الفرنسي ثم مغادرتها على إثر خلافات بينها وبين حماة عمي يعقوب آسو زوجة أدم أسفطون ووالدتها غادرت إلى آزخ وهناك كان قد تقدم بها العمر وظلّت بمفردها سقطت من فوق السلم وكسرت رقبتها لأن نظرها كان قد ضعف جداً وكان ذلك في عام 1937 م وقد ظلّ أبي كبرو الياس مدة طويلة تحت رعايتها أخذته معها إلى آزخ وعاش معها فترة لابأس بها. وكنت في 8/1/1983 م قد نظمت قصيدة في قصة جدتنا هذه وخطيفتها أدونها هنا. إلى جدّتي المرحومة زاديكه... إلى روحها العطرة أنظم هذه الأبيات: زاديكه أرملةٌ أحبّتُ جدّنا وأحبّها الجدّ الكبيرُ الأرملُ طُلبتُ له فأتى ذووها حجةً قالوا: لفقرك لسنا هذا نقبلُ وإذا أردتَ النّصح فانأى وابتعدْ! واسلمْ بروحك أيها المتفائلُ كيف القبولُ بك ونحنُ بجاهنا مثلٌ وعزّ شامخٌ يتأصّلُ؟ لكنّ جدّنا لم يكنْ متأملا هذا الكلام المرّ لا يتحمّلُ فأتى الصّحيح وشاءها تدميرةً قالت: رجوتك فالهريبةُ أفضلُ! ذهبتْ بحجة جمع زاديّاتها فإذا بذاك الإسم عمراً تُوصلُ هربتْ مع جدّي وجاءتْ أهلها عاراً وراحت بالأطايب تحبلُ ولدتْ رجالا كان بأساً عزمهم والفخر يلزم دارهم لا يرحلُ. وتمرّ أيامُ الزمان سريعة ويغيبُ ماض، حاضرٌ يُستقبلُ فإذا بجدّي جاثمٌ في قبره في حضن آزخ لسنا عنه نسألُ! ومضى زمان الأوّلين وجاءنا هذا الزمانُ الصّعبُ لا تتفاءلوا! فاليوم في جهد يموتُ يُميتنا والعمرُ في شقّ ودقّ راحلُ إنّ السعادة أن نظلّ بفقرنا فالفقرُ يضمنُ فقرنا بل يعدلُ! سبحانك اللهم يا من تمهلُ عبد الخطيئة لستَ عنه تغفلُ للآني أكتبُ أسطراً ممهورة بالوشم يشرحُ ما بنا ويحلّلُ كم كان في الماضي جمالٌ هادىء قد كان يُبرزُ صورة تتبجّلُ قد كان يرفلُ بالفضيلة والتقى قد كان يُولدُ ما له نتهلّلً أما الحياةُ وحاضرٌ متمرّد مشحونة منه المشاعرُ تهزلُ! إني اختصرتُ بما فيه الكفاية وأردت فقط شرح أسباب تسمية اللقب وما هو معناه وسوف أكتب سيرة حياة الأسرة برمّتها ففي ماضيها ما يجعلنا نفخر به ورجولات ككلّ رجولات آزخ الباسلة. وفي مرة قادمة سأشرح قصة لقب جدي ل?ّه راجياً من جميع الأخوة أن يعملوا معنا من أجل توثيق تراثنا فالألقاب كما أسلفت ليست عيباً أو عاراً بل هي إحدى صور الماضي الجميلة التي علينا أن نجدّدها لتبعث من جديد ولكن بروح معاصرة و واعية بعيدة عن المغالطات والمبالغات والنيل من السمعة. أرجو من الجميع أن يستوعبوا الفكرة ويحاولوا مساعدتنا في هذا المسعى بتشجيعه وتأييده والمشاركة فيه والذي ليس عضواً في المنتديات بإمكانه تسجيل قصة اللقب الذي يريد في سجل الزوار وسوف أقوم بنقله إلى هذه الزاوية كمشاركة بإسمه وليس بإسم غيره ولكم كل الشكر وأرجو أن ألمس التجاوب المقبول من الأخوة فعليّاً وليس كلاماً منمّقاُ فقط. أخوكم فؤاد زاديكه التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-10-2005 الساعة 07:24 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|