Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2005, 09:39 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
Thumbs up الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 8 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!


أنشودة الحياة* ـ الجزء الرابع



[نصّ مفتوح]
8
.... ... ... .....


الأرضُ بركةُ البركاتِ

أنثى خصبة لا تشيخُ



تحمي الإنسانَ

من أمواجِ البحارِ

تواريهِ

تغطِّيه من مغبَّةِ الأعاصيرِ

كنوزُ الحياةِ في بطونِ الأرضِ

شرورُ الدُّنيا مستفحلة

في رؤى الإنسانِ



غربةٌ مريرة

تجتاحُ جسدَ الأرضِ



تصالَحْ أيُّها الإنسان

مع أُمِّكَ الأرضِ



آهٍ .. لم يتحوَّلْ الإنسانُ

عبرَ ملايينَ السِّنينِ

إلى إنسانٍ أليف!



ظلَّ مرتشفاً ضحالاتِ الحياةِ

رامياً بذورَ المحبّة

في وادي الجحيمِ



تلوَّنَ عبرَ العصورِ

بكلِّ ألوانِ الجفاءِ

تجاوزَ بألوانهِ مكراً

ألوانَ الحرباءِ

ارتدى ثوبَ الثَّعالبِ

نبتَتْ بين فكِّيهِ أنيابَ الذِّئابِ



الإنسانُ ـ الأرضُ

قطبان مبتليان أيُّما ابتلاءٍ

ابتُليَتْ الأرضُ بالإنسانِ

وابتُليَ الإنسانُ بالإنسانِ!



يحملُ الإنسانُ رؤى سقيمة

يزرعُ في جبهةِ الصَّباحِ

أوجاعاً لا تُطاقُ



يحرقُ دون َ وجلٍ

شهقاتِ النُّجومِ

عندما تداعبُ القمرَ

عيونٌ تلهجُ خلفَ السَّرابِ

تمطرُ ناراً حارقة

لا ترتوي من لذائذِ الحياةِ

عيونٌ جائعة

تائهة خلفَ الهشيمِ

لا تعرفُ جني الاخضرارِ

عطاءُ الحياةِ



عطشٌ يكتنفُ أجنحةَ الإنسانِ

رغمَ بحارٍ شاسعةٍ

من الماءِ الزُّلالِ!



يموتُ الإنسانُ تاركاً خلفَهُ

تاريخاً من لونِ الرَّمادِ

يرحلُ في عتمِ اللَّيلِ

عابراً تجاويفَ الظَّلامِ



الأرضُ ترحَمُهُ

تغطِّيهِ

تحمي عظامَهُ

من تعفُّناتِ هذا الزَّمان

زمنٌ مكفهرٌّ

حاملاً شعارَ الظَّلامِ

آهٍ .. يا ظلام

مَنْ داسَ على هذهِ الشُّموعِ

ومَنْ كسرَ جذعَ الشَّمعدانِ؟!



تحملُ الأرضُ فوقَ كتفيها

ينابيعَ الفرحِ

ينمو فوقَ وجهِهَا

رحيقَ الوجودِ



الأرضُ

تحملُ فوقَ سفوحِهَا

أكوامَ الحنطةِ

أكوامَ الخيرِ والعطاءِ

ترفرفُ فوقها كلَّ الكائناتِ

ترتشفُ منها نسغَ الحياةِ



الإنسانُ أسمى المخلوقاتِ

آهٍ .. يعبرُ وهادَ الأرضِ

مُرشْرِشاً كلّ أنواعِ السُّمومِ

على وجهِ أخيهِ الإنسان



أيُّ إنسانٍ هذا

لا يفكِّرُ بما هو آتٍ

يفكِّرُ بأنانيَّتهِ

بشراهتِهِ الوقحة



يخطِّطُ لذرِّيتِهِ بجشاعةٍ مُقيتةٍ

يلازِمُ الجشعُ أجيالاً لا تحصى



الأرضُ ابتُليَتْ بالإنسانِ

الإنسانُ ابتليَ بالإنسانِ



إنّه

زمنُ

القحطِ



قحطٌ إنسانيّ

يغلِّفُ صدرَ الكونِ

مَنْ يستطيعُ أَنْ يستأْصِلَ

كلّ هذا الجشعِ المستفحلِ

في عظامِ الإنسانِ؟!

عظامٌ

مكسوَّة

بأشواكٍ

زرقاءَ



الأرضُ رحيمةٌ للغايةِ

تتحمَّلُ فظاظاتِ الإنسانِ

حنونةٌ

تغطِّيهِ من مغبَّاتِ الأعاصيرِ



لا تكترثُ الأرضُ

بالشَّراراتِ المتطايرةِ

من عيونِ الإنسانِ

بالدَّهاءِ المستوطنِ

في عقولِ البشرِ

بالفسادِ المستشري

في أعماقِ الصُّدورِ



الأرضُ هبةٌ مِنَ الآلهةِ

ملاذٌ فسيحٌ لكلِّ البشرِ

تكتنـزُ في بواطنِهَا

بحارٌ مِنَ الذَّهبِ

ترتدي قميصاً مطرَّزاً

بأثيرِ الحياةِ

تهطلُ خيراً

حبَّاً

رحمةً

تهبُ الحياةَ ثماراً بلا حدود!






*****



الإنسانُ كتلةٌ مخثّرةٌ بالشَّراهةِ

يرشرشُ وباءَهُ برعونةٍ طائشة

فوقَ جبينِ الأرضِ



تائهٌ في أخاديد ِالانشطارِ

لا يعي أنَّ مساحاتِ العمرِ

مؤقّتةٌ

آهٍ .. إنجرارٌ نحوَ الهاوية؟!


طيشٌ على امتدادِ الصَّحارى

على مساحاتِ الاشتعالِ

اشتعالُ أغصانِ الحنينِ

ضجرٌ منبعثٌ من تورّماتِ

كوعٍ الصَّولجانِ

تراخَتْ خيوطُ الرَّبيعِ

ينابيعُ اللَّيلِ

زقزقاتُ العصافيرِ

تاهَتِ الفراشاتُ

عابرةً سديمَ البحارِ



كَمْ مِنَ الدموعِ

حتّى اغرورقَتْ وجنةُ القمرِ

كممن الأحزانِ تنامَتْ

فوقَ أعناقِ الطُّفولة

أينَ توارَتْ دهشاتُ الطُّفولةِ

رحابُ الطُّفولةِ؟

مَن يستطيعُ أن يعيدَ للبلابلِ

عذوبةَ إنشادِ التَّغاريدِ؟



الأرضُ شهقةُ عطاءٍ

منبعثةٌ من وهجِ الآلهة

متعانقةٌ مع شهوةِ اللَّيلِ البليلِ!



كم مِنَ الأبرارِ

كم مِنَ الأشرارِ

كم مِنَ اللُّصوصِ

كم من الآهاتِ

حتّى زمجرَتِ البراكينُ

كم مِنَ الشُّموخِ

حتى أينعَتِ السَّنابلُ

كم من الفنونِ حتّى تلألأت

ناطحاتُ السّحابِ

الإنسانُ جمرةٌ مسمومةٌ

غارقة في بطونِ الوسائدِ

مغبونٌ أنتَ يا حلمي

ومتألّمةٌ أنتِِ يا شهقةَ روحي

تنمو أحزاني كلّما يهبطُ اللَّيلُ

كلّما تنامُ نوارسُ البحرِ

كلّما أغني أغنيةَ الرَّحيلِ ..

الرَّحيل في سراديبٍ لا تخطرُ على بالٍ

متى يا قلبي ستغفو

بين بيادرِ الرُّوحِ

حيثُ تلاوينَ المحبّةِ تهطلُ

شلالاتُ عشقِ الحياةِ



الأرضُ صديقةُ البحرِ

ينمو في أحشائِها أبهى النَّفائسِ

تلملمُ في أعماقِها

حبقَ البيلسانِ

نداوةَ الصَّباحِ

تداعبُ ترتيلةَ الأزلِ

تغنّي للجبالِ

بهجةَ الأحلامِ

تنمو في هضابِهَا

خصوبةُ الرُّوحِ

وجهُكِ يا أرضُ مغطّى
باندلاعاتِ شهقةِ الشَّمسِ!
.... ..... .... ..... يتبع!



صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم




*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 01-10-2005 الساعة 09:44 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-10-2005, 01:31 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,942
افتراضي

صديقي الحبيب صبري

أشكرك على هداياك الثمينة والتي فاح عطر محتوياتها قبل أن أباشر في فتحها وإني بدأت بالانكباب على قراءتها وهناك سؤال كنت أود أن أطرحه عليك يا صديقي وهو هل لا تزال لديك إمكانية نشر كتب؟ لأني أرغب في نشر الكثير من نتاجاتي! ثم كم يمكن أن تكلّف مطبعة لو تم شراؤها لحسابي الشخصي؟ على أن لا تكون كبيرة فقط لطبع ما أكتبه؟
الرجاء أن تنورني بما لديك من خبرة عملية في هذا المجال ولا أرى أفضل منك أتوجه إليه بالسؤال والاستفسارلتقديم ما يفيد من التنوير والاستعلامات!
أخوك المشتاق جداً
فؤاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-10-2005, 12:02 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

حول موضوع نشر الكتب، فلدي دار نشر خاصة، أسستها منذ بضعة سنوات وهي عبارة عن رخصة بنشر الكتب ومسجلة في الجهات المعنية في السويد كأية دار نشر، لكن ليس لدي مطبعة فأنشر الكتب الصادرة عن داري عبر مطبعة سويدية أو أية مطبعة أريد، فأجهّز الكتاب إخراجاً وتبويباً وتصميم الغلاف والخ مما يحتاجه إعداد الكتاب ثم أنشره عبر مطبعة تناسب الكاتب وتناسبني وبالشروط المناسبة لكل الأطراف.

هناك مطابع صغيرة ورخيصة ومقبولة جدّاً لكاتب أو لشاعر، والاسعار لا أعرفها بدقة لكنها أشبه ما تكون بآلة نسخ حديثة وهي خاصة بالكتب، وأفضل حل لكَ يا صديقي هو ان تبحث في ألمانية عبر الأولاد الشباب وعبر النت كم تكلف طابعة خاصة بالكتب وأفضل أن تكتب وتخرج كتبكَ عبر الكومبيوتر بنفسكَ، وبالمواصفات التي تريدها وبالقياسات والصفحات المناسبة ثم تنشرها عبر نفسكَ فلا تقلق لا يوجد شيء مستحيل، بإمكانكَ أن تنفذ فكرة نشر كتبكَ عن طريقكَ بمساعدة الشباب، من جهتي لدي خبرة طيبة في كيفية إعداد وتبويب وإخراج الكتاب وقد سبق ونشرت أكثر من عشرة كتب لي ولغيري من الأصدقاء، ولديكَ ديوان أبونا وبعض دواويني، كنماذج، لو تنشر كتبكَ عن طريقي سيكلفكَ مع أجور البريد أكثر مما يكلفكَ هناك ناهيك أنكَ لو تشرف أنتَ شخصياً على إخراج وتبويب الكتاب سيكون ربما أفضل من أي ناشر، فأنا أنشر كتبي أفضل من أي ناشر في السويد ينشر بالعربية، خاصة في هذه المرحلة الحالية لأنني أنشرها على مزاجي من حيث حجم الحرف، الصفحة، التبويب الغلاف الخ ناهيك على أنني أشعر بلذّة عندما أعد الكتاب بنفسي ..

مجموعتي القصصية، حرفها صغير جدّاً وكانت تجربتي الأولى في النشر ونشرته عبر دار نشر سويدية لكني أخطأت في إخراج الصفحة واستدركتُ خطأي في الدواوين الشعرية فجاءت الصفحة مدروسة أكثر ومبوّبة وهكذا يتعلم المرء من خلال تجربته


يكلف الكتاب هنا بحدود مائة صفحة من القطع المتوسط 500 نسخة بحدود 10 آلاف كرون وربما اكثر بقليل زائداً أجور النقل، هذه فقط كلفة الورق والطباعة، غير كلفة إعداد وكتابة النص وإخراجه وتصميمه الخ أي لو أنتَ تنجز كل شيء سيكلفكَ الطبع بحدود 10 آلاف كرون فقارن ما بين السعر هنا وعندكم ستجد انكَ لو تنشره هناك أفضل، ولو تستطيع ان تنجز الكتاب عبر الكومبيوتر ثم تطبعه عبر مطبعة أيضاً ممكن ، انَّ إعداد الكتاب وإخراجه هو المهم ..



آمل أن تكون بخير كل الخير
مع خالص تحياتي القلبية
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke