مشاركتي على برنامج ماذا لو؟ و فقرة يشكو النّوى قلبي و همٌّ بين اضلعي؟ في أكاديمية الع
مشاركتي على برنامج ماذا لو؟ و فقرة يشكو النّوى قلبي و همٌّ بين اضلعي؟ في أكاديمية العبادي للأدب و السلام من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف عميد الأكاديمية الدكتورة شهناز العبادي
مَاذَا لَوْ يَشْكُو النَّوَى قَلْبِي، وَهَمٌّ بَيْنَ أَضْلُعِي؟
بقلم: فؤاد زاديكى
مَاذَا لَوْ نَطَقَتْ أَحْزَانِي بِلِسَانِ الشَّوْقِ، وَ انْفَجَرَتْ فِي صَدْرِي أَنْهَارُ الْحَنِينِ؟ إِنَّ لِلْفِرَاقِ وَقْعًا يَشُقُّ الْقَلْبَ كَالصَّوَاعِقِ، وَ إِنَّ لِلنَّوَى سُمًّا يَجْرِي فِي الْعُرُوقِ بِلَا دَوَاءٍ. يَا لَهُ مِنْ قَلْبٍ أَبَى النِّسْيَانَ وَ تَعَلَّقَ بِظِلِّ مَنْ غَابُوا، فَكُلَّمَا أَطَلَّتِ الذِّكْرَى، هَاجَتْ فِي أَطْرَافِي أَمْوَاجُ الْأَسَى، وَ انْبَعَثَتْ مِنْ عَيْنَيَّ أَنْغَامُ الْوَجْدِ وَ أَنَّاتُ الْغُرْبَةِ. أُحَاوِلُ أَنْ أُغْمِضَ عَيْنَيَّ فَأَرَاهُمْ، وَ أُحَاوِلُ أَنْ أَنْسَى فَيَسْكُنُونِي، كَأَنَّهُمْ نُورٌ أَبِيَضُ يَسْرِي فِي عُرُوقِي، وَ إِنْ غَابُوا جَفَّ النَّبْضُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْحَيَاةُ. مَاذَا لَوْ حَدَّثْتُ النُّجُومَ عَنْهُمْ؟ أَتَسْمَعُنِي؟ أَمْ تَسْخَرُ مِنِّي لِأَنِّي أُرَاسِلُ ظِلًّا لَا يُجِيبُ؟ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الطُّيُورَ تَعُودُ إِلَى أَوْكَارِهَا، وَ لَكِنَّهُمْ رَحَلُوا إِلَى أُفُقٍ لَا يَعُودُ. وَمَعَ ذَلِكَ، يَبْقَى الْقَلْبُ يُصِرُّ عَلَى الْانْتِظَارِ، كَأَنَّهُ يَرْجُو مُعْجِزَةً تُعِيدُ الْمَاضِي مِنْ بَيْنِ الرَّمَادِ. يَا هَمِّي الَّذِي بَيْنَ أَضْلُعِي، أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَرْحَلَ؟ أَمْ كُتِبَ عَلَيَّ أَنْ أُصَاحِبَكَ طُولَ الْعُمُرِ؟ إِنَّكَ تُرَافِقُنِي كَالظِّلِّ، تَسْكُنُ فِي أَعْمَاقِي وَ تُسَيِّجُ طَرِيقِي بِأَسْوَارٍ مِنْ قَلَقٍ وَ حَنِينٍ، وَ مَعَ ذَلِكَ لَعَلَّكَ تُبْقِينِي إِنْسَانًا؛ فَمَا الْقَلْبُ إِلَّا بِالْأَحَاسِيسِ يَحْيَا، وَ مَا الْحَنِينُ إِلَّا دَلِيلُ وُفَاءٍ وَ ذِكْرَى. أَتَدْرِي مَاذَا لَوْ شَكَا قَلْبِي؟ لَبَكَى الزَّهْرُ وَ تَأَلَّمَ النَّسِيمُ، وَ أَنْصَتَ اللَّيْلُ خَاشِعًا لِصَوْتِ الْوَجْدِ فِي دَاخِلِي، سَيَقُولُ الْقَلْبُ: «مَا أَشَدَّ النَّوَى وَ مَا أَطْوَلَ الطَّرِيقَ»، ثُمَّ يَبْتَسِمُ وَ يُضِيءُ، كَأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ سَيَسْمَعُونَهُ وَ إِنْ بَعُدُوا، فَالْحُبُّ لَا يَمُوتُ، وَ إِنَّمَا يَتَخَفَّى فِي أَجْوَافِ الْقُلُوبِ، يُنْشِدُ سِرًّا: «مَاذَا لَوْ يَشْكُو النَّوَى قَلْبِي، وَ هَمٌّ بَيْنَ أَضْلُعِي؟».
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 08-10-2025 الساعة 02:37 AM
|