![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() أجراسُ الرَّحيل أنشودة الحياة ( نصّ مفتوح ) 21 .... .... .... .... ..... كنتُ في صحبةِ الأصدقاءِ فرحينَ .. شعورٌ غريبٌ راودني اختراقُ المسافاتِ على إيقاعِ ذبذباتِ اللَّيلِ والدي آهٍ ..يا والدي أقبيةُ هذا الزَّمانِ قارسة .. سهرةٌ عامرة بالودادِ أصدقائي ومضةُ فرحٍ فجأةً رفعتُ كأس والدي قُشَعْرِيرةٌ غريبة تغلغلَتْ أعصابي عفواً أصدقائي كأس روح والدي! جحظَتْ عينا والد صديقي لماذا ترفعُ كأس روح والدكَ! هل ماتَ والدكَ؟ صمتٌ .. دمعةٌ غير مرئيّة خرَّت فوقَ شغافِ القلبِ .. أصدقائي .. لديّ شعورٌ عميق والدي يسلِّم أمانته الليلة .. بحارٌ ومسافات ذُهِلَ أحبّائي عندما سمعوا ذبذبات شعوري لا تَقُلْ هكذا، قالَ والدُ صديقي هذهِ مشاعري .. هذهِ ذبذباتُ روحي تتواصلُ عبرَ البحارِ معَ شفافيةِ روحِ والدي تتعانقان قبلَ أنْ تصعدَ قبّةَ السَّماءِ قبلَ أن تودِّعَ زمناً مِنْ رماد لا تحزنوا يا أصدقائي تذكَّروا أنَّني سعيد لو يرحل والدي اليوم أهلاً بكَ يا موت .. بيني وبين والدي بحارٌ ومسافات من قطبِ الشِّمالِ رغمَ زمهريرِ الغربة تتعانقُ روحي معَ روحِ والدي نقيّةً كالنَّدى ..كنسيمِ الصَّباحِ! تناثرَ الأرجوانُ حولَ الضَّريحِ طفلٌ يحملُ غصنَ الزَّيتونِ زهرَ البيلسان انطفأت شمعةُ العمرِ ارتعشَتِ السَّنابلُ عندما تناهى إلى مسامِعِهَا أجراسُ الرَّحيلِ تندملُ الجراحُ من نعمةِ النّسيان ويرحلُ الإنسانُ كما ترحلُ البلابلُ والزُّهورُ يعلو إلى فوق كما تعلو قطراتُ النَّدى .... ... ... .... .... يتبع! أنشودة الحياة: قصيدة ملحمية طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الذي يليه. وهذه القصيدة مقاطع من الجزء الأوّل من الأنشودة، حملت عنواناً فرعياً:
أجراسُ الرَّحيل |
#2
|
||||
|
||||
![]()
الوالد..كيانٌ بذاته. جهاد عبقريّ. شموخٌ. تضحية دون أنانيّة. عفوية تسوق دعة. أمانة تتصبب عرقا و دماً. دموعٌ. سهرٌ. حزنٌ. فاقةٌ. أسطورة تكتب دون حروف. أبجدية مسبوكة بعرق الجبين. أجل صديقي لقد أحسستُ مثلك بهذا الوجع. بفقدي لوالدي. عندما قرأت سطورك تغلغلت في ذاكرتي صورة عميقة عمرها مئاتُ السنين, سلخت عن مخيلتي غماما و أزاحت ضبابية لتنجلي صورة فرحة جمعتني إلى والدك المرحوم, و أنا أشرب معه كأس الشاي الساخن, و كل تفكيري ينصب في سرقة معلومة أو كشف خفايا سرّ من أسرار كثيرة كنت أحملها جعبة على كتفي. كانت رحلة شيّقة لا تزال ملامحها تمخرُ عبابَ ذاكرتي الكأداء. شكرا لعزفك الجميل أيها الصديق الحبيب.
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|