Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2007, 08:10 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي همسات تنزف ...اغتراب

همسات تنزف. . . اغتراب

***************************

عندما تتحول قطعة الخبز في الفم إلى قطعة صغيرة من علقم . . . تكبر بمضي السنين التي تمر عليّ وأنا في وحدتي. . . ويطوف هذا الجسد ويتبختر ينظر خلفه يبحث عن خطواته في الطريق فلا يجد شيئا سوى سراب وأشباح في الذاكرة تتراقص تسترجع الصور المعلقة على الحائط المقابل حتى خيل إليها أنها آلاف الأشخاص في شخص واحد
وآلاف الصدور ترتفع وتنخفض في صدر واحد. . . وصار الزمن المتبتل بوجودها فيه بداية العمر . . . ومنتهاه انتحارها فيه. . . وهي تشغل ساعة واحدة فيه ... تنسج الحروف شالاً أسوداً وتنساب الكلمات من شفة الحنين وألحان تتدفق من أحشاء الألم فأولد من جديد من رحم الجرح فأترنح وأتساقط كتساقط الأوراق في صيف حار .


البداية. . . .

الساعة الثانية صباحا . . .
قد أمضيت معظم الليل أحاول أن اكتب من أنتَ وكيف أنتَ ولمَ أنتَ ؟؟؟فوقَفتْ أحرفي عاجزة عن الكتابة. . . أتُصدق أَنني لم اعرف كيف ابتدأت حكايتي معك!!!!!!!! تركتُ الدفتر مفتوحا والقلم متحفز للكتابة مستعدا لأن يغرس نصله في قلب المداد ويصيب من الورق مقتلاً . . .وسرت إلى البحر علنيّ أجد إجابة لديه فعدت وأنا اشد حيرة. . . وما زال الدفتر مشرعا صدره للريح ينتظر أن أنقش عليه نتفاً من ذاكرتي


همسة هادئة 1

الساعة التاسعة صباحاً من نهاري. والنوم لم يفارق أجفاني بعد. . . أمر بجانب غرفتك. ما زلتَ أنت نائم . . . والنور مضاء أمضيتَ الليل تقرؤني على عجالة وتميتني مع كل حرف. . . أحاول أن اقترب علني أرى ملامح وجهك الغافية . . . ولكني أتابع سيري بينما صورتك الغافية تغزو ذاكرتي وتتداخل الصور أغمض عيناي وأسير متحررة منك أحاول أن الملم ملامحك في ذاكرتي


همسة هادئة 2

الساعة السادسة صباحا . . . والثلج البارد يغطي سطح البسيطة . . . أقطع الطرقات وحيدة. . . أبحث عن ظل شجرة أو ظل وردة. . . أستفيئ فيها. . . كل شيء قد استحال ابيض ولفني الفراغ. . . أسير أدندن بأغنية قديمة سمعت أمي يوماً تدندنها كيف تلقفتها أذني وحفظتها؟؟؟ ولمَ الآن بالذات أترنم بها؟؟ ألانها القصيدة التي أحببت يوماً؟؟؟ أم كان هذا فقط ادعاءاً منك!!!! لم أعد أعرف شيئاً عنك. . .أحس بالدفء يتسرب إلى قلبي ويعبر إلى شراييني. . . فأنتشي وازداد حباً. . . ثم أعبر في دهاليز الذكريات حتى تضيع مني معالم الطريق. . . فوق وسادتك البيضاء، حينذاك أسدل جفوني وأحتويك فيهما. . .أضمك حتى لا يراك أحد . . .لأدفئكَ في برد الطريق وأحلم بعالم جميل مزروع ورود واعتلي صهوة قوس قزح وأسافر . . . أمد إليك اليد أريد أن تنزلني عن صهوة جواد الليل وتزرعني في الصدر المرسوم عليه إغفاءتي. . .. . .لم أكن أحلم سوى بنافذة مشرّعة أبداً لا ينغلق لها مصراع . . . ونهار لا ينتهي. . . وليل يطول لأرى اغفاءتك على الوسائد المحملة عطر المساء. . . بعطري الذي دفنته فيها خبأته عنك ليلامس وجهك يطيبها ويزرعني فيك. . . لعلك تتذكرني. . . والأطفال يصيحون والفراشات تتراقص حول النار بجناحين لاهيان عنا والعصافير تهدهد مضجعنا ونحن غافلون عنها في حلم آخر.

همسة هادئة 3

النهاية. . .ولحظات الصمت كهدير الموج . . . وامتزاج الأمواج وصدفة تحوي في داخلها البياض. . . في تلك اللحظات . . . ساعاتي تسير ببطئ شديد لا تريد أن تنهي يومي . . . أجل. . . ساعات حياتي لا تحسب إلا بتلك الدقائق التي أمضيها متعلقة في الحلم بين عينيك. . . عندما تكون تلعب لعبة الظل بين حنايا دفتري وتختفي خلف السطور.

همسة هادئة 4

اقف على نافذتي أنظر في الساعة لم تتجاوز الخامسة صباحا . . .والضوء ما زال مضاءاً. . . وأنا قد تعبت من قراءتك في كل سطر وخلف كل حلم . . . على حين غرة أراك قد طرقت زجاج نافذتي ... متى صحوتَ من الحلم؟؟؟ كلوحة تخترق الظلام . . .تحوي ندفا من ثلج مائلة للون الغامق . . .تطبع قبلات حارة على الزجاج وتذوب وتتسلل إلى شراييني... كيفَ تخيلتُها أنتَ!!!!. . . فاذرف دمعي حارا وأتحدى رعشة الشوق. . . ورجفة اليد تقضي على التحدي. . . فأتمازج بك من خلف النافذة وأتسلل إلى شرايينك.

همسة هادئة 5

الساعة الثانية عشرة والنصف وحبيبتك ما زالت ملقية على أرصفة النسيان . . .تقطع الطريق إلى الهاوية في خطوة واحدة.. . .تتنهد على ألم تسيل مدامعها تروي غريبا على الطريق ويتركها منهكة . . .احترق في ضوء القمر لا يرحمني أحد. . . غادرتُ وحملتُ معي حقائبي المكدسة بالذكريات والصمت. . .

همسة هادئة 6

لا تنقر نوافذ غربتي كعصفور يطرق نافذتي ذات صباح يبحث فقط عن بعض الطعام هارب من صقيع الموت يطلب الدفء في حضني لا تنقر زجاج نافذتي المشرعة للريح فتعصف بنفسي وترميني في حضن الصقيع وتطردني من غرفتي. .
لا تمر بجانبي حين غرة بغرور تتكبر وتسير كأني لم اكن يوما ملكة على قلبك. . .لا تمر كريح عاصفة تقتلع جذوري وترميني في حضن الغربة ويصبح اسمي. . . لاجئة.
لا تنظر خلفك عندما تمر وتقطع الطريق من أمامي كأني ظلال أو سراب فقط . . . تنظر لترى لمن هذا الصوت الذي ظننت انك سمعته في مكان ما ولكنك ببساطة. . . لا تتذكر
لا تنظر خلفك لترى انكساري و انهزامي بين يديك لترضي الرجل فيك . . . فهي قد صارت أسطورة من غابر الزمان
اعترف لك. . . ما زلت انهزم بين يديك كل مرة. . .

همسة هادئة 7

عودة إلى نهار جديد الساعة الخامسة صباحاً. . . استيقظ من نوم عميق . . . كيف أغفيت هكذا؟؟؟ استيقظت وجدتك بجانبي. . . فعرفتَ لمَ قد أنست إلى الكرى هكذا. . . وجدتك تنظر إليّّ بشغف . . . بشهوة لم تطفئها السنين ولا غربة وطني. . . وابتسامة شهية ترتسم على ثغرك . . . تغريني لان اقضم التفاحة . . . اقتربت منك لأخطف قبلة من ثغرك لأمرغ وجهي في صدرك. . . . لأشم رائحتك . . . آآآه كم اشتقت إليها . . . كم اشتقت إليك. . . ولكني صحوت كما كل مرة . . . على صوت الساعة تدق. . . تك... تك... تك....

همسة 8

الساعة الآن الثالثة صباحا اسمعها بوضوح تأتيني من البهو الكبير. . .كم قد خفت منه. . . كم من ليال طوال في وحدة مريعة أستيقظ ابحث عنك. . .ما زلتُ أضيء النور في غرفتي أخاف أن أنام بعيدا عن حضنك وأصحو فلا أجدك . . . أصبحت أكره النوم أكثر. . .ويترنح الضوء الخافت على نسمات الريح. . . يتراقص. . . يشتعل نشاطاً. . . كفنان يصحو فجأة على إلهام فجائي آتاه حين غرة . . . بعد ليال من جفاف. . . واحتراق. . . فانتفض من فراشه وابتدأ برسم الضوء يتلاعب بالثلج على نافذته ويغازله في لوحة شتائية. . . بياض منكسر على الجسد. . . وعندما اقترب لأرى اللوحة أراه قد رسمني. . . أنا. . .اهتف لنفسي كم احبه. . . وأحب رسمه وألوانه المبعثرة . . . كم أحب فوضويته العبثية. . . والعبثية في شعري. . .وجسدي وكل القصائد الملقاة فوق السرير والوسائد المبعثرة. . . وكل شيء قد لمسه. . . أفقت من هلوستي على الساعة تدق في البهو الكبير معلنة. . . سقوط الساعة الثالثة والرابعة والخامسة من نهاري. . .
تصبح على حب يا عاشقي.

همسة هادئة 9

أسير الليلة وحيدة وقطرات المطر تتراقص من حولي وتطبع قبلاتها الحارة على خدي وعيناي وكل جزء من جسدي تغسله. . . كم احب رحلاتي الليلة في المطر بعيداً عن عيون الناس بعيداً عن الخطيئة. . . بعيداً عنك. . . أم لعلني فقط أخرج لمغامراتي الليلة. . . أبحث عنك؟؟؟؟؟أركض مشرعة وجهي للريح علّني ألتقيك في قطرة مطر. . . تعزف لحناً. . .نهرٌ يسري بيننا. . . لحظة صمت تذكرني كيف كنّا يوماً. . . وقبلات المطر حارَّة. . . يسري الدفء في شرياني. . . تعطي لريقي بعضاَ من جنون ويمتزج دمعي بدموع السماء. . .وتوقيع رموشي على كل دمعة تنزلق من مآقي الأمنيات. . . أحبكَ... أحبكَ . . . أركض لنهاية الطريق علني في آخر الأمر أجدك في نهاية المساحة من ألمي. . . فأركض وأركض مشرعة صدري للريح على أمل . . . تغسلني السماء . . . أتطهر من ذاتي البس حلة بيضاء قشيبة. . .كفجر تليد في الحدقة. . . هرب الناس كلهم وغافلْتَني أنتَ وركضتَ بالاتجاه المعاكس. . .ركضتَ بعيداً عني، وبقيتُ أنا والمطر

همسة 10

أقف إلى جانب غرفتك الليلة الأضواء مطفأة فجأة. . . والصمت مطبق على المكان . . .والطيور تفرش جناحها للريح وتغتسل بالمطر على صمت مخافة أن تأخذك من غفلة النوم. . والسماء تعزف لحنها الصارخ بصمت . . . كيف استطعتَ الليلة أن تغفو ؟ ؟ ؟ نقرتُ النافذة علك تصحو. . . لم أحرِ جواباً. . . احترت . . . طرقت الباب بعنف جاوبني الصمت وعصفت الريح هادرة تضحك بمجون . . . قد رحل. . . قد رحل. . .وتنهمر الأسئلة في رأسي كشلال هادر متمرد. . . وعلى ألم ابكي . . . أنفض عني المطر. . . أتابع سيري وحيدة كما قد بدأت المشوار وحيدة. . .علّني ألقاك في زاوية من زوايا الشوارع الصامتة علنيّ أكتشف أنني قد ظلمتك. . . علني أجد أنك لم ترحل ولكنك نائم هكذا بين وسائدي . . . بين شعري . . . تعانق البياض بين ملاحفي. . . تعانقني في حمى العطر المنسكب على الجسد. . .فسرتُ تعانق مكامن الدمع مني. . . وفي نهاية الطريق اكتشفت أنني امتهن الخداع من أجلك . . . واكذب على نفسي

همسة هادئة 11

الساعة الثانية صباحاً. . . ما زلتُ كما في أول ليلة معك . . . أحاول فقط أن ألملم أطياف الذاكرة . . .أبحث عن بعض كلمات لأنثرها على أوراقي التي أصابها الضجر وترجوني أن اكمل رحلة الحلم وابتدأ الحكاية. . . ولكنني سرحت فيك ورحلت معك إلى عالم آخر . . .أين أنت؟؟؟؟؟؟ إلى أي عالم قد رحلت . . . وتركتني في رحلة مضنية للبحث عنك . . .
أتعلم. . . كم تمنيت أن احتفظ لك بصورة . . .فتذكرت مقولة إن الورق مطفأة للذاكرة. . .فقررت أن أكتبك على الورق
لأحرق ذاكرتي مرة أخيرة. . .لأتخفف منك علّني امتلأ هواءً نقياً . . .لأتخلص منك مرة والى الأبد . . .وبدأت بالكتابة
أحبك وهنا انتهت الحكاية
كتبتُ وكتبتُ . . . قتلتك على الورق وتخففت منك . . .أغلقت الدفتر ومزقته صفحة، صفحة . . . لأتنقم منك. . . أحرقته في نار المدفأة. . .أتذكر كم مرة أحرقتني فيها ؟ ؟ ؟ ؟ و كم مرة أحرقتني في صمتك. . .وأنا متعلقة على شفتيك أتلقط الأحرف علني اسمع اسمي . . .والآن أتذكر انك أبداً لم تلفظ اسمي. . . أم هي كانت مناورة فقط . . لأنك تخاف أن تلفظ اسمي!!! أراهن اليوم أنك أبداً لم تعرفه. . . . . .وهرباً من الإجابة . . . كنت تناديني طفلتي. . .أيٌ كان السبب. . . فأنا احب اسمي الآن وأكرهك... أكرهك. . . لا تصدقني فحين أقول لا أحبك،أكون أكذب. ... وحين أقول أكرهك، أكون أكذب. . . وحين لا أقول شيئا أكون أكذب أيضاً . . . فقد تعلمت المواراة منك ... تعلمت طرقاً أخرى لتشريع الذاكرة والإبحار غرباً ...

أكذب وأتواري خلف اللغة ...أريد فقط أن أنتقم منك . . . أريد أن أمحوك من جسدي ومن ذاكرتي... أحاول أن أجد مساحة لم تترك توقيعك فيها فلا أجد . . . أريد اليوم أن أتخلص منك بكل بساطة . . . أن أمحوك من ذاكرتي . . . سأحرقك بلهيب السنين التي أغريتني فيها لقضم التفاحة وأغفلت تحديد هويتها. . . وسأنثر الرماد وأرش الجرح الممتد إلى القلب . .. أُخمده . . . رمادٌ بلون الدم النازف المقارب إلى الإسوداد . . . إلى نشفان النبع يتجمد حين أبعثر الرماد... يعمي البصر ويتركني أرحل كشبح يتراقص في المطر فرحاً . . . قد انعتق أخيراً وقارب الجرح على أن يتجمد. . . في وهج تلك اللحظة مزقتُ الشراشف والوسائد التي عَرَفتك زمنا ... عَرَفَتْ ألوانك وبعثراتك . . . عَرَفَتْ قصائدك . . . عرفت الجنون المطلق. . . وهلوساتي. . .
ورميت بجسدي المنهك على الفراش. . .
ونمت نوما عميقاً

منقول من فينوس
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke