![]() |
Arabic keyboard |
#3
|
|||
|
|||
![]()
ورد الى موقع الحزب الوطني الاشوري مقالين من السيد الدكتور غسان شاهين والاستاذ جميل حنا الخوري..
ونحن اذ نشكر هذه المبادرة والمساهمة الكبيرة من لدنهما، فاننا ننشر المقالين في هذا التحديث خاصة وان احدهما يتناول احد شؤون الساعة السياسية والثقافية لشعبنا، الا وهي ادعاءات وحملات تعريبه من قبل عدد من مرجعياته الكنسية.. (انقر هنا للاستماع الى المقابلة الاذاعية مع المطران جورج صليبا، مطران جبل لبنان للكنيسة السريانية الارثوذكسية) وبهذه المناسبة فاننا نكرر دعوتنا الى كافة الاقلام وبكل توجهاتها السياسية والفكرية وانتماءاتها القومية والمذهبية لارسال نتاجاتها لتجد طريقها للنشر مع فائق التقدير.. * * * (رد على تصريحات لبعض مطارنة السريان الأرثوذكس حول عروبة السريان) نفاجأ أحياناً بتصريحات غير مسؤولة لبعض رجال الدين من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتي تحاول قلب الحقائق وتزوير التاريخ عبر ادعاءها بأن السريان هم عرب وينتمون إلى القومية العربية، وهذه المزاعم إنما تصب في نفس المنحى الذي دأبت عليه سياسات حكومات دول المنطقة وأقلام كتبة التاريخ المأجورين الذين أعادوا كتابة تاريخ المنطقة حسب منظور الحزب الحاكم بكل ما يتضمنه ذلك من تزوير وتشويه للحقائق وصياغة غير موضوعية للأحداث والوقائع بما يخدم التوجه التعريبي والإسلامي ومحاولات صهر القوميات والأقليات غير العربية في بوتقة العروبة والإسلام. إن التاريخ شاهد حي على حضارة الإنسان وارتقاءه من أقدم العصور إلى يومنا هذا والشعب الآشوري بانتماءاته الكنسية المتعددة من سريان ونساطرة وكلدان وآراميين وموارنة هو نموذج لشعب وُجِد منذ بدايات المدنية وكان من رواد الحضارة في مهد الحضارات بلاد الشرق الأدنى القديم أو بلاد ما بين النهرين حيث خرجت أبجديات اللغة والاختراعات والابتكارات الأولى في سجل الإنسانية، وحيث استمرت الإمبراطورية الآشورية على مدى أكثر من ألف عام قوية منيعة، محكمة سيطرتها على بلاد الشام وبلاد الرافدين حتى وصل نفوذها لتركية وإيران وشبه الجزيرة العربية. وحتى بعد أفول نجمها بسقوط نينوى في عام 612 ق.م فإن الشعب الآشوري استمر بمزاولة لغته وعاداته وتقاليده مفتخراً بتاريخه العظيم ودوره الحضاري الكبير وريادته للإنسانية، ولم تستطع كل موجات الهمجية والبربرية والسجل الأسود الطويل من الاضطهادات والمجازر والتطهير العرقي أن تنتزع الرغبة في الحياة والتمسك بالأرض والمحافظة على مقومات ومكونات هذا الشعب وخصائصه المميزة، ووجوده كشعب أصيل له إطاره القومي وحقه بالوجود والتمتع بكيانه ومقوماته المتوارثة منذ فجر التاريخ. إن أقوال بعض مطارنة السريان إنما هي حلقة من سجلهم الطويل في محاربة التطلعات القومية لأبناء الشعب السرياني والوقوف في وجه أية أفكار أو إرهاصات وحدوية مع أبناء الطوائف الأخرى المكونة للشعب الآشوري، هذا الشعب العريق الذي لم تستطع كل المصائب والنكبات التي حلت به عبر تاريخه الطويل أن تمحيه أو تقضي عليه وسيعود إلى ممارسة دوره الحضاري والتاريخي كما عادت شعوب كثيرة من الفناء إلى الوجود. إن أقوال رجال الدين هؤلاء إنما تنم عن تجاهل فظ لأبسط عبر التاريخ ودروسه ومحاولة مكشوفة للوقوف بوجه حركة التاريخ في عصر العولمة وحقوق الأقليات وعملية إستغباء لأبناء رعيتهم الذين منحوهم ثقتهم واحترامهم ودعمهم فكان رد رجال الدين هو إنكار قوميتهم الأصلية والاحتماء بقومية أخرى (مع احترامنا لجميع القوميات) من أجل تمرير مخططهم الرامي إلى إبعاد أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عن القومية الآشورية حتى لا يتم التلاقي بين أبناء الشعب الواحد وتستمر حالة التفرقة والتشتت ويبقوا هم في مناصبهم وكراسيهم وامتيازاتهم الدينية والدنيوية. ختاماً إن التصريحات السابقة والتي أعلنت في أكثر من مناسبة لا تقدم ولا تؤخر من الحقيقة التاريخية والأزلية، وهذه التصريحات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة الصادرة عن رجال الدين أولئك، والذين فقدوا مصداقيتهم وانتماءهم القومي الحقيقي لأبناء الأمة الآشورية والذين أصبح أتباع الكنيسة السريانية في دول العالم على علم ومعرفة بنواياهم وأهدافهم الحقيقية من وراء هذه المقولات التي لن تؤثر على مسيرة الوحدة والتلاقي والمصير المشترك بين أبناء الكنائس والطوائف المختلفة التي تشكل موزاييك الشعب الآشوري الواحد والذي يعيد إحياء قوميته التي لم ينساها يوماً عبر مؤسساته الحزبية والسياسية من حركات ومنظمات وأحزاب وجمعيات ونوادٍ موزعة في كل دول العالم التي توجد فيها جاليات ومجتمعات آشورية وسريانية وكلدانية وربما هذا من الأسباب التي أثارت غيظ وحنق السلطة الدينية السريانية التي ترى أبناء رعيتها يخرجون من جبة رجال الكهنوت ويتبعون التيارات القومية حيث أخذ البساط يُسحب من تحت كراسيهم مما شكل تهديداً لبقائهم وحظوتهم لدى الحكومات والدول. إننا في كل ما سبق لا نقصد الإساءة أو الانتقاص من القومية العربية التي هي قومية حية خالدة لها مقوماتها وخصائصها وقد تفاعلت عبر التاريخ مع القوميات الأخرى المتواجدة معها في البلدان العربية كالآشوريين (السريان، الكلدان، النساطرة، الموارنة) والأرمن والأكراد والتركمان والبربر والأمازيغ والشركس وغيرهم، ونشأت بين أبناء هذه القوميات علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية كبيرة على مر العصور، وقد ساهمت هذه الأقليات القومية في إغناء التنوع الحضاري والثقافي للبلدان المتواجدة فيها وإضفاء المزيد من الانفتاح الحضاري والتسامح الاجتماعي والغنى المعرفي وتقبل الآخر المختلف على مجتمعات هذه البلدان، مقارنة مع العزلة والانغلاق الذي عانته الدول التي لم تسمح أو لا يوجد فيها أقليات أو قوميات مختلفة. لقد حان الوقت للكف عن سياسات الاستيعاب والصهر لغير العرب وممارسات الإنكار والتجاهل والتهميش للأقليات العرقية والقومية المتواجدة في الدول العربية في العصر الحالي الذي يشهد تحولات جذرية في السياسات والإيديولوجيات وأنماط التفكير والتعامل مع مسائل الأقليات في دول العالم أجمع تحت مظلة النظام العالمي الجديد والعولمة التي تتسارع خطاها وتكتسح الحدود والمفاهيم القديمة شئنا أم أبينا. فالاعتراف بوجود قوميات غير عربية تعيش في البلدان العربية لا ينتقص من سيادة هذه البلدان ولا من مفهوم القومية العربية بل هو إقرار بالتعدد أو التنوع الذي يغنى الحياة ويعطيها طابعاً مميزاً، فكل ما تنشده هذه الأقليات أو القوميات الصغيرة هو الإقرار بوجودها ومنحها حقوقها الثقافية في تعلم لغتها وتاريخها وممارسة تقاليدها وفلكلورها وشعائرها وتمكينها من المشاركة في بناء الوطن عبر الاعتراف بحقها في التمثيل السياسي ضمن إطار الوحدة الوطنية التي تضم الكل وتحت سقف القانون الذي يطبق على الجميع . الدكتور غسان شاهين 28 /12/2001 |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|