شكرا لك يا بنت عمي على هذه المقالة الجميلة وللإجابة على مجمل هذه الأسئلة أو أغلبها نقول تواضعاً:
إن كل شيء حدث بترتيب من الرب وإرادة له فيه. أما عن مُلك هيرودس وأن المسيح يمكن أن يكون سببا لخوف الملك منه فهذا أمر مؤكد لأن الملك كان يعتقد أنه ولكونه ملك اليهود (أي الطفل يسوع كما جاء في الكتب) فهو سينافسه على الحكم وقد ينتزعه منه, علما أن الرب يسوع قال بوضوح: إنّ مملكتي ليست من هذا العالم. كان الرب قبل دانيال وغيره من الأنبياء الذين أرسلهم ليخبروا عن قدومه وما ذهابه إلى مصر كطفل هربا من وجه هيرودس سوى بترتيب حتميّ من الرب حين جاء الملاك ليقول ليوسف النجار: قم خذ الصبي وأمه واهرب بهما إلى مصر لأن الملك يطلبه ليميته. وأشياء أخرى كثيرة توضح ذاتها أما عن أسباب ولادته البسيطة هذه فلها معان جليلة يفهمها كل إنسان ليدل بذلك على روح التواضع التي يجب أن نتحلى بها كبشر أما غربته عن موطنه وهروبه فهو إشعار وشعور أكيد منه للتضامن مع كل من لا وطن له أو من هجّر من وطنه بفعل ظلم وقع عليه أو تعدّ وهو حاصل اليوم في عصرنا الحالي, أما لماذا في بيت لحم فقد تحدث عنها هو من خلال الأنبياء وشاء أن تكون موضعا لولادته المجيدة ومكانا لمسقط رأسه الطاهر فهو وجه آخر من وجوه التواضع أما كيف تمّت معرفة المجوس بموعد قدوم ملك المجد وهم قدموا من أقاصي الدنيا ليقدموا له السجود والطاعة لأن نجمه كان ظهر لهم فقادهم فإنّ ذلك لم يكن ذلك عفويا بل هو الآخر جاء بتدبير رباني جليل, فيما جهل المك الأرضي هيرودس موعد ومكان ولادة الطفل على الرغم من جميع محاولاته للحصول على المعلومات المفيدة له.
__________________
fouad.hanna@online.de
|