إن واقع الحال في كنيستنا يرثى له أخي سام فقد تراكمت أخطاء و ممارسات عبر التاريخ ليتكون جبل شاهق من مصاعب و من مآسي تسببت بالكثير من الأوجاع في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح. أين نحن من تعاليم المسيح؟ إن خطيئتك و خطيئتي ليستا بالقدر الذي هي عليه خطيئة كاهن أو مطران أو بطريرك. لا يوجد اهتمام بالكنيسة و بأبنائها بقدر ما يوجد اهتمام بملء جيوب رجال الدين. هذا واقع مرير صحيح و صادق و متى حاولنا غض النظر عنه و عدم ذكره فهذا لا يعني أننا نسعى إلى تفاديه أو تجاوزه, بل على العكس من ذلك فإننا نكون بهذا نساهم بشكل فاعل في استفحال هذا الداء. رجل الدين عندنا يرى نفسه فوق الرعية و هي التي عليها أن تقوم بخدمته فيما العكس هو الصحيح. الراعي الصالح هو ذلك الذي يعرف أين مكمن الداء,فيسعى إلى العلاج. أما قضية الحرم و التحريم فهي ليست مجدية و تسيء إلى الكنيسة و تضعفها فقد قال المسيح لبطرس سامح أخاك سبعين مرة سبع مرات. يا إلهي أين هم رجال ديننا من هذا؟ إن الكثيرين منهم يعملون بالسياسة و يسعون وراء الكسب المادي و إغناء أهلهم و ذويهم و أقربائهم فيما ينبغي على رجل الدين أن يعيش حياة التقشف و العبادة و الطهر بالابتعاد عن عشق المال و مغريات الحياة. هل يوجد مطران واحد في أية أبرشية من ابرشياتنا لا يملك كذا و كذا و كذا أو أن أهله لا يملكون كذا و كذا و كذا؟ وضع خطير و يتحمل مسئولية ذلك الذي هو على رأس الهرم و بيده قضية الحل و الربط. شكرا لطرحك هذا الموضوع و آمل أن يتم التعامل معه على أساس عادل و رغبة في تحسين الحال و في تدارك الأغلاط لكي تتعافى كنيستنا الجريحة, و التي متى بقيت على هذه الحال فهي لن تصمد بل ستنهار و تتفتت. قول كلمة النقد و النقد الإيجابي من حق الجميع و الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى أيضا واجب علينا و حق للآخرين.
__________________
fouad.hanna@online.de
|