![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
الغالي فادي
لقد وضعت الإصبع على الجرح المزمن. ليس من شك بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عانت الكثير من الصعوبات و من الاضطهاد و من الضغوطات الكثيرة لكن جميع هذه الأسباب كانت تأتي من الخارج و هذا ما كان يزيد الكنيسة قوة و إصرارا على التحدي و الاستمرارية و يعطيها قوة أكثر لأنها كانت تدرك أسباب هذه الأخطار و مرامي أصحابها. لكن و اليوم يبدو أن خطورة الأمر تأتي من الداخل إذ نلاحظ تذمرا شديدا بين مثقفي هذه الكنيسة الذين لا يؤخذ بآرائهم و لا أقوالهم و اقتراحاتهم كما أن هناك شخصيات روحية و على مستوى كبير من المسؤولية غير مسؤولين و هم يؤذون الكنيسة سواء بقصد أو بغير قصد مما تسبب في الكثير من المشاكل في أبرشيات عدة. بالطبع لدي شخصيا وجهة نظر في أسباب هذه المشاكل و في طريقة الخروج منها كوني شخصا تهمه مصلحة كنيسته و يتألم عندما يرى كل هذه الأمور تجري دون أن يتم السعي لاحتوائها و حلها و كأن شيئا لم يكن أو تركها لأمور الزمن مما سوف يجعلها تستفحل و تغدو أكثر خطورة. نحتاج إلى جرأة و شجاعة و إلى قرارات حازمة دون الالفتات إلى الأشخاص فالأهم هي الكنيسة و الأشخاص أيا كانوا هم خدّام الكنيسة و الشعب و ليس العكس. أعتقد أن أول خطوة يمكن القيام بها هو أن يعتزل غبطة بطريركنا منصبه (لأنه لم يعد عمليا قادرا على إدارة دفة الكنيسة و قيامه بهذا العمل يكون إنما ومن الجهة المعنوية فقط متمنين له كل الصحة و العافية) ليقوم بتولي شؤون الكنيسة شخصية شابة تستطيع الحركة و العمل الفعال فغبطة بطريركنا على الرغم من عدم مقدرته على الحركة و السير و لا حتى التعبير و الكلام كما يجب يظلّ متمسكاً بالكرسي. أنظر إلى ما يجري من تحضير لخليفة البابا شنودة فكل شيء يكاد يكون جاهزاً و لن يستغرق إشغار المنصب زمنا و لا جهداً. لا أعتقد أن كنيستنا لديها الجرأة في التفكير في مثل هذا الأمر و أتمنى من كل قلبي أن يكون السنودس السرياني قد عيّن خليفة لغبطته كي لا تتخبط الكنيسة بعده و تتعثر و تظهر تنافسات بين هذا و ذاك. أقول هذا من قلب محب و متألم و أشكر لك هذه المقالة الجميلة و الغنية بالأفكار الجليلة و بالعرض التاريخي الشيّق و ننتظر تكملة المقال الذي أخذنا معه إلى عالم نأمل أن يكون فيه كل الخير لكنيستنا الحبيبة. |
#2
|
|||
|
|||
![]()
استاذي الكريم أبو نبيل
في الحقيقة أمام الكنيسة السريانية ممثلة بمجمعها المقدس تحديات جسام وهذه التحديات ليست وليدة اليوم بل هي تراكم مشاكل عديدة اعترت مصداقيتها وطرحت علامات استفهام كبيرة منذ سنين ولم يكن تعامل الكنيسة معها في كل مرة ولا الاجابات والحلول أو التدابير التي اتخذتها بمستوى الاحداث أو بالشكل الذي يحفظ هيبتها ويصون تماسكها وقبل كل شيء يعزز الثقة بين الشعب ورعاته. سيدنا البطريرك المعظم أمد الله في عمره قاد سفينة الكنيسة باقتدار منذ اعتلاءه السدة البطريركية وكانت الأمانة التي استلمها من أسلافه الصالحين بمثابة اللؤلؤة التي وبحق ازدادت بريقا ً وتوهجا ً خلال عهده الميمون وكل من يبخس قدر العمل والانجازات التي تحققت على يد قداسته طوال عهده المبارك إنما يطعن قلب الكنيسة ويجافي حقيقة ساطعة كنور الشمس. لقد تمددت الكنيسة خلال العقدين الماضيين وانتقلت لتصبح كنيسة عالمية مع كل مامثله ذلك من تحديات واجهتها الكنيسة بإرادة طيبة وإيمان فعّال بأن وفرت كل معطيات المرحلة ولم تألو جهدا ً في سبيل الحفاظ على ابنائها وضمهم الى اكنافها في كل اصقاع الأرض . إن مهمة جليلة وجسيمة هذا حجمها ومرحلة حساسة تلك تحدياتها تعاملت الكنيسة معها بكل إرادة وتصميم ولم تهن او تتخلى عن دورها الكبير أو تتراخى بل كانت حقيقة على مستوى ماهو مطلوب منها وأكثر كمرجعية روحية واجتماعية. وإن كان التصدي لعمل جبار كهذا وتأدية رسالة بهذه القدسية لابد أن يحمل في مفرداته وتفاصيله بعض المعوقات وبروز مشاكل هنا وهناك فهذا هو ما ينبغي أن يتعامل معه رجالات الكنيسة اليوم وغدا ً بروح الجماعة والشفافية والانفتاح. إن من أعلى بنيان الكنيسة وأرسى لها صروحا ً شامخة لن يعجز أو يتراخى عن ترميم تصدعات ظهرت أو قد تظهر في مكان ما ولن يعدم الوسيلة أو يفتقد الإرادة والعزيمة طالما توفرت النوايا الطيبة واعتمر الإيمان في القلوب وعلا صوت الضمير الحي فوق كل صوت آخر.
__________________
المهندس فادي حنا توما |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|