المسيح مكتوباً على القلب
« أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس
لنلاحظ أولاً أن الرسول يدعو هؤلاء المؤمنين أنهم «رسالة المسيح» وليسوا « رسائل»، وذلك ببساطـة لأنه لا يتحدث عن حالتهم كأفراد، بل عن الجماعة ككل؛ بالرغم من أن الجماعة مكونة طبعاً من أفراد.
ثم دعنا نلاحظ أن الرسول لا يقول «يجب أن تكونوا رسالة المسيح»، بل إنكم «رسالة المسيح». لأنه إذا ما خالجنا الفكر الخاطئ بأنه ينبغي أن نكون رسائل المسيح إذاً سنجتهد أن نكون كذلك بمجهوداتنا الشخصية. وهذا لن يؤدى إلى انشغالنا بذواتنا فقط، بل سيلغى عمل «روح الله الحي». فالواقع هو أننا نصير رسالة المسيح ليس بمجهوداتنا نحن، بل بروح الله كاتباً المسيح على قلوبنا.
إن المسيحي هو شخص شعَر بغلاوة المسيح بعمل الروح في قلبه، وهذا العمل ليس مجرد معرفة عن المسيح بالذهن، كما يعرف غير المؤمن، بل هو تغيير الشخص إلى مسيحي ليُكتب المسيح في قلبه. فكخطاة نحن نكتشف احتياجـاتنا إلى المسيح إذ ننحني تحت ثقل خطايانا. ونجد الراحة عندما نكتشف أن المسيح بعمله الكفارى مات من أجل خطايانا، وأن الله أعلن قبوله لهذا العمل إذ أجلس المسيح في المجد. فلنا أن نستريح على رضا اللـه بالمسيح وبعمله. وإذ ذاك فإن مشاعرنا تتجه إلى ذاك الذي بوركنا بواسطته، الذي صار كريماً في عيوننا وأمام قلوبنا. هكذا يُكتَب المسيح على قلوبنا، فنصير رسالة المسيح. وإن لم نكن رسالته لا نكون نحن مسيحيين على الإطلاق.
التعديل الأخير تم بواسطة الاخ زكا ; 15-11-2007 الساعة 10:38 PM
|