Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى المرأة و الاسرة > طفولة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2007, 09:43 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي حكاية حبة القمح





حكاية حبة القمح
-1-
أذكر عندما فتحت عينيَّ ذات صباح ، أنني أبصرت نهراً أصفرَ من السنابل ينساب باتجاه الشرق، كان المنظر ساحراً جداً ، لذلك رفعت رأسي لأرى أكثر ، إلا أن الريح هبت بقوة في تلك اللحظة، فحملتني على ظهرها وطارت بعيداً .
شعرت بفرح غامر يتملكني وأنا على ظهر الريح. قلت في سرّي : ( سأزور البلدان ، وأتعرف على كثير من الأصدقاء ). ونمت على كتف الريح.
-2-
رمتني الريح في وسط سهل واسع ، فابتسمت. قلتُ : ( سأظل هنا أتمتع بدفء الشمس ، وأسامر النجوم في الليل ، وعندما أشتاق للرحيل ، ستحملني صديقتي الريح إلى حيث أشاء ) .
قالت لي شجرة كانت تتوسط السهل :
- ليس هذا مكانك أيتها الحبة!
وقال لي غدير صغير :
- اغرسي نفسك في التربة .. وستتحولين بعد شهور إلى سنبلة تحبها الطيور والعصافير .
وقالت لي الأرض :
- انغرسي فيَّ ، تجدي الدفء والغذاء والأمان.
وطبعاً لم استجب لطلب أحد ، فقد قررت أن أظل كما أنا . حبة حنطة ذهبية .. أزور البلدان، وأتعرَّف على الناس ، واكتسب خلال تجوالي الكثير من الأصدقاء.. وربما يحالفني الحظ فيما بعد.. فاجمع مشاهداتي كلها في كتاب يحمل اسمي .
فأصبح أديبة مشهورة . ونمت بانتظار عودة صديقتي الريح.
-3-
ومرت الأيام والشهور.. وجاء الشتاء. فتحت عيني ذات يوم فشعرت بالبرد يسري في جسدي
قالت الشجرة :
- يا للحبة المسكينة!
وقال الغدير :
- ستندم بعد أيام.
وقالت الأرض :
- لم يفت الأوان بعد.. هيا انغرسي في جسدي لكنني ، وبدافع من كبرياء عنيدة متأصلة فيَّ ، تحاملت ، وتصنعت اللامبالاة.. إلا أن الخوف بدأ يساورني .. فلربما تأخرت الريح ، ورحت أعد الدقائق في انتظارها. وفي غمرة الحزن والأمل والخوف جاءت الريح. حملتني على ظهرها ، وطارت بي ، قلت في نفسي : (ستحملني ولا شك إلى مكان أكثر أمنا ودفئاً .. ونمت. )
-4-
فتحت عيني ، فإذا بي على ظهر تلَّة ، نظرت حولي فرأيت شجيرات برية ، كان المكان موحشاً.. لا ناس فيه ولا أصدقاء. قلت في سرّي ( لقد خذلتني الريح).. وبدون أن أشعر ، وجدتني أحفر في التربة وأتغلغل حتى وصلت إلى عمق شعرت معه بالدفء والأمن والحنان.
-5-
ومرَّت الأيام.. وأفقتُ ذات صباح على حركة تنبعث من داخلي : كان جسدي ينشق عن برعم أخضر طريّ نظرت من خلاله إلى الشمس فوجدتها تبتسم.. فابتسمت لها.. ورحت أتابع مع الأيام نمو ساقي التي توجت نهايتها بسنبلة تحمل الكثير من الحبوب الخضر وعندما حل الصيف بدفئه الساحر.. واكتسبت حبوبي لونها الذهبي، حدثتها عن حكايتي ، وأسهبت في وصف وطني هناك.. حيث السهول تنداح معجبة بلألائها .. فشعرت بالشوق بتدفق من عيونهن.. وبإصرارهن على انتظار ذلك اليوم الذي تجيئ فيه الريح وتحملهن إلى حيث يضحك الوطن.
* *

منقول
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين
im Namen des Vaters
und des Sohnes
und des Heiligengeistes amen
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke