هلو هبي كريسمس

[athro]

هلو هابي كريسمس

في واقعة جرت قبل 90 عاما وفي مثل هذه الايام، وكان ذلك خلال الحرب العظمى، عندما اطل صباح يوم «الكريسمس» على القطاع الانكليزي من الجبهة الغربية، وكان الانكليز والالمان متقوقعين في خنادقهم، وساد السكون عموم الجبهة (ففي مثل هذا اليوم يتوقف القوم عن القتال، انه من ايام الحُرم عندهم)، ولكن هذا السكون سرعان ما تمزق بصوت من الخنادق الالمانية «هلو جوني,,, هبي كريسمس»، انه صوت جندي الماني ينادي الجنود الانكليز، ويهنئهم بيوم الكريسمس، عجب كل العجب، استغرب الانكليز من نداء عدوهم الذين كانوا يطلقون عليهم النار منذ ساعات، عاد النداء «هلو جوني,,, هبي كريسمس»، تشجع احد الانكليز فرد التحية بمثلها «فرتز! هلو فرتز هبي كريسمس»، وردت باقي جنود الجبهة كلمات التهاني بين الطرفين، ثم ارتفعت يد من الخندق الالماني لم يُطلق احد عليها الرصاص، تشجع صاحبها فرفع اليد الأخرى ثم رأسه فصدره, أخيرا، قفز من في الخندق وواجه بطول قامته المواقع البريطانية، لم يتعرض لأي رصاص «هبي كريسمس جوني»، تشجع جندي انكليزي، فخرج هو الاخر، وواجه عدوه الالماني، بابتسامة، لوح له بيده «هبي كريسمس فرتز»، تقدم الجنديان نحو بعضهما عبر أرض الحياد، تصافحا, في وسطهما تشجع بقية الجنود من الطرفين، فخرجوا جميعا من خنادقهم، وراحت ارض الحياد تعج بهم، صافح بعضهم البعض، جاء القائد الالماني بقنينة شراب، فتحها وقدم قدحا للبريطاني، شرب الاثنان، وجلسا يتسامران.
الالمان والانكليز تبادلا الهدايا وحلويات الكريسمس, اخيرا قرروا لعب كرة بين الجبهتين بعد ان غنوا الاناشيد الدينية، والتهموا ديك الحبش ووجبة الكريسمس التقليدية, اصبح يوما مشهودا في تاريخ الحرب والسلام، لعبوا بكرة القدم وتركوا الاسلحة جانبا، تبادلوا كروت المعايدة، وضعوا لبعضهم الهدايا في جراب الدبابات, لم يعجب ذلك قادة الطرفين، نهرتهم الادارة العليا واصدرت بحقهم قوانين صارمة, هذا ما ذكره فرتز اندرسون الذي بلغ 108 سنوات ليعطي اخر مقابلة له في صحيفة «الاوبزرفر», اما ما لم يقله، فإنه قتل جوني مضطرا عندما استؤنف القتال!.