Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
أهرب من ذاتي إلى ذاتي
أهربُ من ذاتي إلى ذاتي مقاطع من أنشودة الحياة نصّ مفتوح .... ... .... دمعةٌ اِثر دمعة وجعٌ في سماءِ الرُّوحِ لم يعدْ في روضةِ العمرِ مذاقاً للفرحِ ولا جموحاً للطموحِ! نمَت للإنسانِ مخالبٌ تزيحُ براءةَ الطُّفولةِ عن مسارِ الزُّهورِ! تنهشُ خيوطَ الشَّمسِ لا تهابُ نسائمَ البحرِ ولا غيماتِ العلا في أوجِ النَّعيمِ! آهٍ .. أوباشُ العصرِ مسحوا كلّ البخورِ التي وشّحتها فوقَ خصوبةِ الرُّوحِ خلخلوا كلَّ العذوبةِ التي أغدقتها على مفاصلِ الرُّوحِ هدّموا كلّ ما بنيته من نقاوةٍ في ظلالِ الرّوحِ! آهٍ .. كم من عقودٍ وأنا أرمِّمُ روحي أهذِّبها أحميها من سمومِ البرِّ من غضبِ البحرِ من حماقاتِ البشرِ! فجأةً يشهرُ الغولُ أنيابه فيجرفُ أبهى ما تنامى في رحابِ الرّوحِ يحرقُ نضارةَ الزَّهرِ الغافي بينَ شهوةِ الرُّوحِ يبيدُ ضياءَ البدرِ المتلألئ فوقَ جراحِ الرُّوحِ يهدِّم دون وجلٍ حصادَ العمرِ حدائقَ الرُّوحِ! كيفَ سأستردُّ نقاوةَ الرُّوحِ كيفَ سأمسحُ توغلاتِ الغبارِ المستفحلِ في ينابيعِ الرُّوحِ؟! كم من العقودِ أحتاجُ كي أطهّرَ كلّ هذه السُّموم العالقة في شهقةِ الرُّوحِ! وجعٌ ينمو في وجنةِ الرُّوحِ مَن يستطيعُ أن يخفِّفَ من لظى النَّارِ المتأجِّجة في خفايا الجِّراحِ؟! طفلةٌ في المهدِ تموتُ طفلةٌ على زندِ أبيها تموتُ طفلةٌ على كتفِ لعبتها تموتُ طفلةٌ في أحضانِ الأمِّ تموتُ! موتٌ على قارعةِ الطَّريقِ على ضفافِ البحرِ على أغصانِ الوردِ موتٌ على مدى الرِّيحِ مَن يستطيعُ أن يخفِّفَ من أنينِ الجريحِ؟! وجعٌ في سماءِ الحلقِ ينمو كيفَ سأطهِّر روحي من جنونِ العصرِ من جهابذة الغدرِ؟! أهربُ من ذاتي إلى ذاتي لا أجدُ ذاتاً تناصرُ ذاتي أيّتها الذَّات الجريحة أما من زهرةٍ تبلسم ما تبقّى من حنينِ الرّوحِ؟! وجعٌ ينمو في خيوطِ الصَّباحِ ألمٌ لا يفارقُ ليلي يستفحلُ في ظلالِ النّهارِ لا يتزعزعُ عن وسائدِ الرُّوحِ يزيدُ من لظى القلبِ من شرخِ الأسى من تفاقماتِ الجِّراحِ! .... ... ... ...! ستوكهولم: 31 . 7 . 2006
صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم sabriyousef1@hotmail.com www.sabriyousef.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|