Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2025, 01:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,897
افتراضي لماذا نُحِبُّ المرأةَ و نَنْجَذِبُ إليها؟ و هل تَمْلِكُ حَقَّ الإفْصاحِ عن مَشَاعِرِه

لماذا نُحِبُّ المرأةَ و نَنْجَذِبُ إليها؟ و هل تَمْلِكُ حَقَّ الإفْصاحِ عن مَشَاعِرِها؟


بقلم: فؤاد زاديكي

نُحِبُّ المرأةَ لأنَّها تَحْمِلُ في جَوْهَرِها مَعانِيَ الحُبِّ و العَطَاءِ و الجَمَالِ و الرَّقَّةِ. إنَّها الرُّوحُ، الَّتي تُضفِي على الحَياةِ نَغْمَتَها العَذْبَةَ و ألوانَها الزَّاهِيَةَ. نَنْجَذِبُ إليها طَبْعاً و غَرِيزَةً، إذْ تَجْتَذِبُنَا بِعُذُوبَةِ أَخْلاقِهَا، وَ دِفْءِ مَشَاعِرِهَا، وَ جَمَالِ طِلْعَتِهَا.

كَثِيرًا ما يَتَبَادَرُ إلى أَذْهَانِنَا: هَلِ المرأةُ تَشْتَاقُ إِلَيْنَا كَمَا نَشْتَاقُ إِلَيْهَا؟ الجَوَابُ نَعَمْ، بَلْ إنَّهَا قَدْ تَكُونُ أَكْثَرَ شَوْقًا و احتِرَاقًا، لَكِنَّ طَبِيعَتَهَا و مَا فُطِرَتْ عَلَيْهِ مِنْ خَجَلٍ وَ حَيَاءٍ، يَجْعَلَانِهَا تُخْفِي مَشَاعِرَهَا، وَ تُقَلِّلُ مِنْ إِفْصَاحِهَا.

إنَّ الفَرْقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَ المَرْأَةِ فِي إمْكَانِيَّةِ التَّعْبِيرِ عَنِ الرَّغْبَةِ أوِ الإفْصَاحِ عَنِ المَشَاعِرِ يَكْمُنُ فِي تَرْكِيبَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا النَّفْسِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ. الرَّجُلُ أَجْرَأُ طَبْعًا، يُبَادِرُ وَ يُصَرِّحُ، أَمَّا المَرْأَةُ فَتُرَاقِبُ وَ تُخْفِي، لِمَا أُلْقِيَ فِي نَفْسِهَا مِنْ مَعَانِيَ الحَيَاءِ وَ الخَفَرِ.

و هُنَا يَظْهَرُ دَوْرُ المُجْتَمَعِ المُحَافِظِ، الَّذِي يَضَعُ السُّيُوفَ المُسَلَّطَةَ عَلَى رِقَابِ النِّسَاءِ، يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الإِفْصَاحِ، بِحُجَّةِ الحَيَاءِ أَوِ العَادَاتِ وَ التَّقَالِيدِ. إِنَّهُ لَظُلْمٌ بَيِّنٌ، وَ مُصَادَرَةٌ لِحُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ، وَ قَمْعٌ لِلْمَشَاعِرِ الإِنْسَانِيَّةِ الطَّاهِرَةِ.

المَرْأَةُ لَهَا الحَقُّ كَمَا الرَّجُلُ فِي أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ حُبِّهَا، أَنْ تُفْصِحَ عَمَّا يَجُولُ فِي خَاطِرِهَا، بِدونِ أَنْ تُتَّهَمَ أَوْ يُلْصَقَ بِهَا مَا لَيْسَ فِيهَا. إنَّ حُبَّ المَرْأَةِ لَيْسَ عَيْبًا، وَ لَا عَارًا، بَلْ هُوَ تَجَلٍّ مِنْ أَسْمَى تَجَلِّيَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ.

لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَى المُجْتَمَعِ أَنْ يُرَاجِعَ نَفْسَهُ، وَ يُصْلِحَ مَفَاهِيمَهُ، وَ أَنْ يُحَرِّرَ المَرْأَةَ مِنْ قُيُودِ الخَوْفِ وَ الإِدَانَةِ. فَالمَرْأَةُ إنْسَانٌ كَامِلٌ، لَهَا حَقُّ الحُبِّ، وَ حَقُّ التَّعْبِيرِ، وَ حَقُّ العِشْقِ بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ وَ صَرَاحَةٍ.
فإِذَا أَرَدْنَا مُجْتَمَعًا سَوِيًّا نَقِيًّا، فَلْنَكُنْ عُدُولًا فِي أَحْكَامِنَا، رُحَمَاءَ فِي تَقْيِيمِنَا، وَ لْنَكُنْ مُنْصِفِينَ مَعَ نِصْفِ الوُجُودِ: المَرْأَةِ، الَّتِي بِلَا حُبِّهَا وَ عَطَائِهَا، يَفْقِدُ العَالَمُ مَعْنَاهُ وَ رُوحَهُ.
تحيّةً جليلةً منّي لهذه الإنسانةِ المُمتلِئةِ بالمشاعرِ النبيلةِ و الجيّاشةِ، دون أن تكونَ قادرةً على البَوحِ بها، أوِ الإفصاحِ عنها.
نصيحتي لكِ تَمَرّدِي على هذهِ الأحكامِ الجائرةِ بحقّ وجودِك و إنسانيّتكِ، و لا تَقبَلِي بها لانّكِ المُستَهَدفُ بذلكَ أوّلًا و أخيرًا.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:31 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke