![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() هَدْهَدَاتُ الليلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى في لَيلِنَا المُمْتَدِّ خَلفَ رُؤى الظَّلَامْ تَنسَابُ أجنِحَةُ السُّكُونِ إلى الكَلامْ و تُطرِّزُ الأوهامْ في عَينِ السُّرَى، يَبدُو مَلامْ و يَهِيمُ في عُمْقِ الدُّجَى وَجْهُ الرَّجَا. نَادَى الهوَى صَوتاً يُعانِقُهُ الخَيالْ، فأجَابهُ الشَّوقُ الكَسِيرُ بِكُلِّ حَالْ "يا ليلُ، هل يَبقَى الرَّجَاءُ على جِنَاحْ؟ أم تَغْرَقُ الأحْلَامُ في بَحْرِ الجِرَاحْ؟" لكنّنِي ما زِلتُ أمضِي في الدُّرُوبْ، في مِلءِ قلبِي مِنْ نُجَيْمَاتِ الغُرُوبْ. سَأقُولُ للشَّوكِ، الذي يَحبُو مَعٍي: "فيكَ انْحِنَاءُ الرُّوحِ من ألَمِ الوَبَالْ لا تُؤَرِّقْ مَضْجِعِي أبغِي وِصَالْ. لكنَّ وجهِي لن يَذوبَ على الوَتَرْ، كَمَا لنْ أُعَانِقَ في نِهَاياتِي الكَدَرْ. سَأظلُّ أغرِسُ وَردةً رغمَ الجِراحْ، و أُضِيءُ مِنْ عَتْمِ الدُّجَى شَمْسَ الصَّباحْ." في واقِعٍ مهما يُعاديهِ طُغَاهْ، في أفقِهِ يَنبُوعُ إيمانٍ أتَاهْ. قد أوقَفَ التّاريخُ أمواجَ الرّدَى، كي تَستفِيقَ الرّوحُ في عُمقِ المَدَى. و سَتُشرقُ الأصدَاءُ من رَحِمِ الخُطَى، كالنّجمِ في لَيلٍ يُبارِكُهُ الرَّجَا. العَزمُ يَنسِجُ من حُطَامِ اليأسِ دَربَا، و يُعِيدُ للإشرَاقِ في عَينيكَ حُبَّا. يا أيُّها الخَفَّاقُ في صِدرِ الفَضَاءْ، اِمضِ و كُنْ كالطّيرِ يَجْتَازُ الشّقَاءْ. فالليلُ يَرْحَلُ، و الحِكَاياتُ ارتَوَتْ، مِنْ سَرْدِها في مَا رَمَى و الفَجْرُ يَبْعَثُ بِالمَدَى ذَاكَ الصَّدَى وَجْهًا سَمَا. المانيا في ٢٨ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 11:01 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|