Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2024, 02:54 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,823
افتراضي مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتور

مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة نجدة رمضان و قد اخترت في مشاركتي موضوع أنانية البشر و تبعات ذلك

الأنانيّة لدى البشر
بقلم: فؤاد زاديكى

تُعَدُّ الأنانيّةُ من السِّماتِ السَّلبيَّةِ، التي تُواجِهُ المجتمعَ البشريَّ، و تُؤثِّرُ على تَوازُنِه و تَماسُكِه. فالإنسانُ الأنانيُّ يُركِّزُ على مَصالِحِه الشَّخصيَّةِ دُونَ الاعتبارِ لاحتياجاتِ الآخَرينَ أو لمَشاعِرِهِم، مِمّا يُولِّدُ سُلوكًا يَميلُ إلى الأذى و التَّفرُّدِ في النَّفعِ على حِسابِ الجماعةِ. و تَنبَعُ الأنانيّةُ مِن حُبِّ الذاتِ الزَّائدِ، إذ يَظُنُّ الأنانيُّ أنَّ سَعادَتَه و أهدافَهُ تَحظى بأولويّةٍ مُطلَقةٍ دُونَ مُراعاةٍ للآخَرين.

يَنتُجُ عن هذه السِّمَةِ السَّلبيَّةِ العديدُ مِنَ التَّبِعاتِ المُدمِّرةِ على الأفرادِ و المُجتمَعِ. ففي المُستوى الأوَّلِ، يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى ضَعفِ العَلاقاتِ الاجتماعيَّةِ و تَفكُّكِ الرَّوابطِ بينَ النّاسِ، إذ يَفقِدُ الأفرادُ الثِّقةَ بعضُهم بِبَعضٍ ويَشعُرونَ بأنَّهُم مَحطُّ استغلالٍ و مَصلحةٍ، و هذا بدَورِه يُحطِّمُ جَوَّ التَّعاطُفِ و التَّكاتُفِ، الذي يُعَدُّ مِن أُسُسِ المُجتمَعِ القويِّ و المُترابِطِ.

على المُستوى النَّفسيِّ، يُؤدِّي تَركيزُ الأنانيِّ على نَفسِه و مَصالِحِه إلى حالةٍ مِنَ العُزلةِ و الفَراغِ العاطفيِّ، إذ يَشعُرُ بِوَحدةٍ شَديدةٍ بَعْدَما يَفقِدُ دعْمَ الآخَرينَ له. و يُمكِنُ أنْ يَصِلَ الأمرُ إلى حدِّ انعدامِ القُدرةِ على التَّفاعُلِ الاجتماعيِّ السَّليمِ، حيثُ لا يَجِدُ الأنانيُّ شُركاءَ حقيقيِّينَ في حياتِه. و هذه العُزلةُ قد تَدفعُه إلى الاكتئابِ و إلى ضَعفِ الثِّقةِ بالنَّفسِ، خاصَّةً حينَ يُدرِكُ أنَّ نَجاحَهُ المَزعومَ يأتي على حِسابِ أضرارِ الآخَرين.

أمَّا على المُستوى الاجتماعيِّ، فتُسبِّبُ الأنانيّةُ مَشاكلَ أعمَقَ في المُجتمعِ، حيثُ تَنتَشِرُ الفُرقةُ و تَنحَسِرُ فُرَصُ التَّعاونِ و التَّكافُلِ. و مَع مرورِ الوقتِ، قد يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى تَنامِي ظاهِرةِ "الفَردانيّةِ المُفرطةِ" التي تُقوِّضُ قِيَمَ الإخاءِ و العَطاءِ. ففي غِيابِ الرُّوحِ التَّعاوُنيّةِ، يُصبِحُ المُجتمعُ أضعَفَ أمامَ الأزماتِ و التَّحدِّياتِ الكُبرى كالفَقرِ و الأوبئةِ و الحُروبِ.

منَ النَّاحيةِ الأخلاقيَّةِ، تُعتبرُ الأنانيّةُ سلوكًا مُنافيًا لِمبادِئِ الكَرامةِ الإنسانيَّةِ و التَّعاطُفِ. فهي تَدفَعُ الإنسانَ إلى تَجاوُزِ حُدودِه و التَّصرُّفِ بطرقٍ لا تُراعِي الآخَرينَ، و قد تَصِلُ إلى حدِّ استغلالِ ضَعفِهم أو حاجتِهم. و مِنَ المُؤسِفِ أنَّ هذا النَّوعَ مِنَ السُّلوكِ باتَ يَزدادُ في زَمنِنا الحاليِّ نتيجةَ النَّزعةِ الاستِهلاكيَّةِ و الفَرديّةِ المُعاصِرةِ، ما يُعرِّضُ المُجتمعَ لضَعفٍ أكبَرَ في تَماسُكِه و تَراحُمِه.

لِذلِكَ، يُصبِحُ مِنَ الضَّروريِّ تَعليمُ الأجيالِ قِيمَ العَطاءِ و التَّعاوُنِ و تَقديرِ الآخَرينَ، لأنَّ التَّوازُنَ بينَ المَصلحةِ الشَّخصيّةِ و المَصلحةِ العامَّةِ يُعتبَرُ أساسًا لصَفاءِ النُّفوسِ و قُوَّةِ المُجتمَعاتِ.

المانيا في ١٣ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 13-11-2024 الساعة 10:47 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:27 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke