Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
خيبات متناثرة فوقَ تثاؤباتِ الزَّمان
خيبات متناثرة فوقَ تثاؤباتِ الزَّمان خيبةٌ أن يحاوركَ محتالاً أهوجاً مدّعياً أنّه نصير الفقراء! ***** خيبةٌ أن تحلمَ بالزيزفون وأنتَ مصابٌّ بحساسيّةِ من استنشاقِ عبقِ الهواء! ***** خيبةٌ أن تكتبَ شعراً ولا يقرأهُ إلا ثلّةً من البلهاء! ***** خيبةٌ أن تتواصلَ مع بشرٍ تتشرشرُ من أشداقهم حماقة البلداء! ***** خيبةُ أن تكتب شعراً ولا تجيدُ احتضانَ الضّياء! ***** خيبةٌ أن تحلمَ بمراقصةِ أنثى من لونِ المطر ولا تجيدُ العبورَ في خصوبةِ المساء! ***** خيبةٌ أن تكون غنيّاً وتبخل على نفسكَ كأنَّكَ من فصائلِ البؤساء! ***** خيبةٌ أن تحمل بين جناحيكَ طموحاً كبيراً وأنتَ غارقٌ في طقوسِ البكاء! ***** خيبةٌ أن تزرعَ المحبّة بينَ سهولِ مَن لا يقدِّرون المحبّة بين سهولِ السُّفَهاء! ***** خيبةٌ أن تحبَّ المطر وأنتَ تائهٌ في لظى الصَّحراء! ***** خيبةٌ أن تقصَّ أجنحة الأنثى وأنتَ تحلمُ بعاشقة من نكهةِ الضّياء! ***** خيبةٌ أن تنتظرَ موعداً دافئاً وإذ به يزجّكَ في أعتى متاهات الشَّقاء! ***** خيبةٌ أن ترى العدالة ثابتةً مثل أحجار الصوّان لا تتغيّر! حتّى أحجار الصوّان تتغيّر بفعل الحتّ وعوامل التعرية والبراء! ***** خيبةٌ أن تلدَ في بلدٍ تتوالدُ فيه الحروب مثلما تتوالدُ الأرانب على أيدي الزُّعماء! ***** خيبةٌ أن تُزَجَّ في معركةٍ لاناقة لكَ فيها ولا جمل سوى تقديمِ الدّماء! ***** خيبةٌ أن تكونَ مواطناً فقط في سجلات النُّفوس! لا في إنتعاشِ وإنعاشِ النفوس! ***** خيبةٌ أن تحلمَ وتحلمَ فلا تجدُ أمامكَ أبواباً مفتوحة إلا بوّابات الحلم وضباب السَّماء! ***** خيبةٌ أن لا يفهمكَ أقرب المقرّبين منكَ ويعبرُ أغوارَكَ الأعداء! ***** خيبةٌ أن تُتَّهمَ بالخيانة وأنتَ أشرف من المتَّهمين ألف مرةٍ رغمَ الدُّعاء! ***** خيبةٌ أن يعشعش حبق الشِّعر في كينونتكِ ولا ترى مَن يحتضن إشتعال الكلمات بقدر ما يحتضن مساءاتِ البغاء! ***** خيبةُ أن ترى العالم يشتعلُ في رابعة النَّهار ولا تستطيع أن تخمد ناره إلا باهتياجِ الكلمات كلَّما يغفو المساء! ***** خيبةٌ أن تخرجَ من خيبة خفيفة وتعبرَ في خيبةٍ أخرى مشرشرة بأكوامِ الغبار! ***** خيبةٌ أن تزرعَ خيراً وأنتَ محاصرٌ بالنَّار! ***** خيبةٌ أن تعشق الموسيقى بعمق ولا تملكُ أوتارَ العودِ ولا حنانَ الجيتار! ***** خيبةٌ أن تقرأَ ربع قرن ثم تبحثُ عن عملٍ فيما تبقّى من أوجاعِ النَّهار! ***** خيبةٌ أن تغنّي وأنتَ تعلمُ علم اليقين أن صوتكَ مخشخشُ الطبقاتِ ومُشَنْفرٌ فيه القرار! ***** خيبةٌ أن تكونَ حاكماً للبلاد ولا تعرفُ حدودَ البلاد ولا هلالاتِ المدار! ***** خيبةٌ أن تكون قاضياً وأنتَ مستحلبٌ من انشراخِ غلاصمِ الأعداء! ***** خيبةٌ أن تصادقَ تافهاً وهو من أقربِ الأقرباء! ***** خيبةٌ أن تعيشَ عمراً طويلاً دونَ أن تعبرَ يوماً في أبراجِ الهناء! ***** خيبةُ أن تغوصَ في موبقاتِ الحروبِ إلى أن تستاءَ من فوقكَ السَّماء! ***** خيبةُ أن تعبرَ البحرَ مع عاشقة دافئة ولا تعرفُ كيف تفرشُ الدفءَ فوق أجنحةِ المساء! ***** خيبةٌ أن تبكي ولا تجدُ من يقدِّرُ إنسيابَ أريجِ الوفاء! ***** خيبةٌ أن تبحثَ عن صديقٍ توارى فجأةً وإذْ بكَ تراهُ مُقنّعاً بأدهى أنواعِ الريّاء! ***** خيبةٌ أن تحبّني حتّى النِّخاع ولا تدري كيفَ تخفِّفُ آهاتي المنبعثة من تراكماتِ الشَّقاء! ***** خيبةٌ أن تعيشَ على هامشِ الحياة ولا تعرف كيفيّة العبور إلى واحات الهناء! ***** خيبةٌ أن لا تحبّ الموسيقى والرقصَ ولا تجيد الغناء! ***** خيبةُ أن تكونَ بلادنا غنية ونحن من أفقرِ الفقراء! ***** خيبةٌ أن نشتهي أن نقهقهَ عالياً فيحبطنا الخجلُ أو الحياء! ***** خيبةٌ أن نحلمَ بالزّهورِ ولا نشمّها حتّى الانتشاء! ***** خيبةٌ أن تحبّني أنثى من نكهةِ التِّينِ ولا تعرفُ كيف تزرعُ في روحي الصَّفاء! ***** خيبةٌ الخيباتِ أن لا أعانق غداً صديقةً من تواشيحِ الضِّياء! ***** خيبةٌ أن يرحلَ الإنسان دونَ أن يكتبَ كلمته في ليلةٍ قمراء! ***** خيبةٌ أن أكتبَ خيبةً تلوى الأخرى ولا تقرأها فراشةٌ من لونِ البهاء! ***** خيبةٌ أن يتواصلَ معي قارئٌ فأطرحُ عليه نفسي كأنني هاطلٌ من أعالي السّماء! ***** خيبةٌ أن لا نزرع السَّلامَ فوق تخومِ الكونِ رغم أنفِ الجبناء! ***** خيبةٌ أن نستسلمَ للطغاةِ ولا نبقى في وجهِ الدَّهاء! ***** خيبةٌ أن لا نعرف كيف نعمِّرُ البلادَ رغمَ توافرِ كلّ تواشيحِ الوفاء! ***** خيبةٌ أن تعشقَ حبيبةً وهي غائصة طوالَ الوقتِ معَ عوالمِ النُّسكِ والدُّعاء! ***** خيبةٌ أن تقعَ في غرامِ أميرةٍ من سلالةِ الأميرات وأنتَ لا تجيدُ لغةَ الأبراجِ العاجية ولا لغةَ (الحراقبة) الأذكياء ***** خيبةٌ أن لانحبّ فراشةً من أبهى ألوانِ الوفاء! ***** خيبّةٌ أن نعبرَ دكنةَ الليل ولا نقدّر بهاء زرقة السَّماء! ***** خيبةٌ أن نعيشَ عصراً جلّ أسافينه متمحورة حول الرّياء! ***** خيبةٌ أن أصبحَ شاعراً ولا أجدَ عملاً على امتدادِ الضياء! ***** خيبةٌ أن يتساءلَ أوباش هذا الزَّمان ماذا نستفيد من نصوصِ أو حكمةِ الشُّعراء؟! ***** خيبةٌ أن تُسدَّ بوّابات الحياة في وجهِ الشُّعراء! ***** خيبةٌ أن تندلعَ الحروب يوماً بعد يوم فتتزعزعُ خمائل العمرِ عن واحاتِ البراء! ***** خيبةٌ أن لا نرى أجيجَِ النّار من حولنا ولا تفاقماتِ الوباء! ***** خيبةٌ أن نطرحَ أنفسنا عباقرة العصرِ ولسنا أكثرَ من ضجرٍ في قواميسِ العطاء! ***** خيبةٌ أن نقتلَ القاتلَ والمقتول معاً دونَ أن نستمدَّ حكمنا من بخورِ السّماء! ***** خيبةٌ أن تتعالى أكوامُ الضَّحايا من شدّةِ القحطِ من انشراخِ جماجمِ الفقراء! ***** خيبةٌ أن نلهو بدماء الطُّفولة بوحشيةٍ بربريّة في غايةِ الدَّهاء! ***** خيبةٌ أن لا نزرع وجه الدُّنيا بباقاتِ المحبّة والوفاء! ***** خيبةٌ أن أصادقَ فراشةً ولا أشرب معها فنجاناً من الدفءِ في ليلةٍ متلألئة بأبهى تواشيحِ الضّياء! ***** خيبةٌ أن نكتب شعراً من وهجِ العشقِ فيسلخ جلدنا الأغبياء! ***** خيبةٌ أن أعبرَ البحرَ دون رجعةٍ دونَ أن أكحّل وجنتي من عيونِ الأصدقاء! ***** خيبةٌ أن أزرع حبّاً ولا أجني إلا سياطَ الدُّهماء! ***** خيبةٌ أن تعشقَ أنثى من نكهةِ الليل وإذ بها مكفهرّة من بهجةِ الانتشاء! ***** خيبةٌ أن تتزاحمَ الخيبات فوق رحاب الذَّاكرة حتّى الامتلاء! ***** خيبةٌ أن ننتظرَ السَّلامَ من هؤلاء وهم محنّطي الرُّوحِ والفكرِ عجباً .. هل تناثروا من جِبسِ المومياء! ***** خيبةٌ أن تعيشَ في بيئةٍ خائبة خاوية خالية من الأوفياء! ***** خيبةٌ أن تكون محاصراً بأصدقاءٍ يتشرشرُ من أشداقهم أزيزُ الدَّهاء! ***** خيبةٌ أن تعطي وتعطي لكلّ مَن يحيطكَ وحالما تقعُ يتوارى الجميع فتظلُّ وحيداً محاصراً بفقاقيعِ الرّياء! ***** خيبةٌ أن نتورّطَ تورّطاً لذيذاً مع خيباتِ الفراشة نكتبُ يوماً بعد يوم ولا تنتهي الخيبات عجبا أرى كيف تفشَّى كل هذا الشَّقاء؟! ***** خيبةٌ أن نزرعَ أملاً فيتلقَّفه الآخر تشاؤماً أينَ المفرُّ من تفاقمات الجفاء! ***** خيبةً أن تكونَ طيّباً للغاية تجترُّ خيباتكَ في الخفاء! ***** خيبةٌ أن لا تقف في وجهِ الخيبات ولا تضع حدّاً لانسيابِ نزيفِ الدِّماء! ***** خيبة أن تكون ذكياً وحولكَ أطواقاً سميكة من عنادِ الأغبياء! ***** خيبةٌ أن تملكَ أفكاراً معبّقة بالزَّيزفون ولا تنقشها على وجنةِ الكونِ في ليلةٍ عامرة برذاذاتِ الشِّتاء! ***** خيبةٌ أن تطفو فوقَ عوالمكَ الخيبات وأنتَ في منتهى الرقّةِ والوفاء! ***** خيبةٌ أن نحلم ونحلم ولا نقبض إلا على خريرِ الدّماء! ***** ***** خيبةٌ أن تكتبَ نصّاً لمخيّبي الآمال! ***** خيّبةٌ أن تقودَ أهم تضاريس الكون ثلّةٌفاشلة من الرِّجال! ***** خيبةٌ أن لا يستفيد المرء من حضارات بعيدة عن لونِ الدِّماء! ***** خيبةٌ أن يصرَّ الإنسان مكشِّراًأنيابه مثلَ أشرسِ الذئاب! ***** ستوكهولم: ربيع 2005 صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم http://www.rezgar.com/m.asp?i=10 لوحات تشكيلية رسمتها العام الفائت 2005 التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 08-07-2005 الساعة 10:11 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|