Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2006, 01:37 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي وجعٌ يتغلغلُ في مرافئِ الرّوحِ

وجعٌ يتغلغلُ في مرافئِ الرّوحِ
(شمعون يا شمعةً ساطعة بدفءِ العطاءِ)


إهداء:
إلى روح الغالي شمعون جورج عيسكو


وجعٌ يتغلغلُ
في مرافئِ الرّوحِ
حزنٌ يعبرُ مفارقَ غربتي
قدرٌ من دكنةِ اللَّيلِ
يتربَّصني
يحدِّقُ في شراهةِ القلمِ!

تجمحُ الرّوحُ
نحوَ بيادرِ الصِّبا
نحوَ الأزقّةِ الضّيّقة
حيثُ الدُّموعُ تنسابُ
على ضفافِ الطُّفولةِ
مثلَ بصمةِ الوَشمِ!

أكبرُ فيكبرُ حزني
يخلخلُ أجنحةَ غربتي
مَنْ يستطيعُ
أن يخمدَ حرائقَ سُفُني
أن يخفِّفَ
من جذوةِ الألمِ؟!

تزدادُ روحي أسىً
تشطحُ نحوَ أغوارِ الجراحِ
كأنّها شُهُبٌ متدلِّية
من بحارِ الأنينِ
من رغوةِ الوَرَمِ!

وحدُهُ قلمي
يضعُ حدّاً لتلاوينِ التِّيهِ
لخضمِّ الاشتعالِ
لجراحِ الحرفِ
لبؤرةِ السَّقَمِ!

آهٍ .. خانَنا البحرُ
خانَنا البرُّ
خانَنا الأصدقاءُ
خانَنا مسقطُ الرّأسِ
حتّى أقاصي الحلمِ!

خانَنا الخبزُ
خانَنا الحبُّ
خانَنا العناقُ
خاننا التُّرابُ
ماتَ حنينُ القلبِ
جنونٌ أن يَذبحَ المرءُ
خمائلَ النِّعَمِ!

عجباً أرى
طوابيرُ الخياناتِ
تعصفُ ببسمةِ الشَّبابِ
تقصفُ الظَّهرَ
تُدمي بياضَ الشّوقِ
تخرُّ مثلَ نوافيرِ الحِمَمِ!

لم أنَمْ ليلةَ البارحة
ولا أوّلَ البارحة
استرخيتُ بين أنينِ الجراحِ
بينَ سديمِ الذِّممِ!

جراحي تنزفُ
فوقَ أوجاعِ القلبِ
فوقَ بُرَكِ الدِّماءِ
من اِشتدادِ الغَضَبِ
أغلي إلى حدِّ الاشتعالِ
من خلخلاتِ العمرِ
من قهرِ الهِمَمِ!

هل أنا في حُلُمٍ
أو في كابوسٍ
وباءٌ يتفشّى
في منابعِ الأملِ
في حبّاتِ النَّدى
في زهوةِ الكَرَمِ!

خبرٌ يخلخلُ الرُّوحَ
يسمِّمُ كلّ ما تبقّى
من شموعِ الصَّفاءِ
يحرقُ ما تبقّى
من أعشابِ القلبِ
يهرسُ بهجةَ النَّغَمِ!

جنونٌ أن يغزَّ الإنسانُ
سكِّيناً
في رقبةِ النُّورِ
في ظلالِ الحبِّ
في عذوبةِ القِيَمِ!

ضياءُ الإنسانِ
قنديلٌ يسطعُ
في قِبابِ القلبِ
ينيرُ دروبَ العمرِ
يشمخُ عالياً
مثلَ رفرفاتِ العَلَمِ!

جنونٌ حتّى النِّخاعِ
أن نحاورَ الحياةَ
بلغةِ الحماقاتِ
بغدرِ الأصدقاءِ
بعيداً عن مناحي الحِكَمِ!

وجعٌ لا يفارقُ ليلي
لا يبارحُ براعمَ قلمي
وجعٌ لا ينزاحُ
من دروبِ الطُّموحِ
من مرافئِ الأملِ!

وجعٌ يستوطنُ
في قلوبِ الأبرياءِ
في عزِّ النّهارِ
وجعٌ يتعاظمُ
منذ انشراحِ الفجرِ
حتّى شحوبِ المُقَلِ!

تبكي روحي
تشكي همّها
لنسيمِ البحرِ
للنجومِ الباذخاتِ
لأحزانٍ تضاهي
مراراتِ الحنظلِ!

آهٍ ..كيفَ توارتْ
قامةُ الوردِ
بخورُ العطاءِ
نجمةُ الصَّباحِ تاهت
عن ظلالِ الحُلَلِ!

أشرُدُ هارباً
من لظى الأنينِ
أغفو من غورِ الانكسارِ
على مقاعدِ المحطَّاتِ
أخفي ملامحي
عن أوجاعِ الهلاكِ
عن ضغائنِ الدَّجَلِ!

تمرُّ السَّاعاتُ كئيبةً
في استراحاتِ غربتي
في ظلالِ القهرِ
كأنّنا في ساحاتِ الوغى
تحتَ ركامِ الْمَلَلِ!

تشتعلُ أغصانُ القلبِ
من شدّةِ العطشِ
إلى دفءِ النّومِ
من آلامِ الضُّحى
من تفاقماتِ العِلَلِ!

أرَقٌ لا يفارقُ شهقتي
يعبرُ تخومَ الحلمِ
يتناثرُ مثلَ شظايا النَّارِ
فوقَ جبهتي
فوقَ وجنتي
كأنّهُ منهمرٌ
من خفايا الأزلِ!

أغوصُ في دهاليزِ المتاهاتِ
كأنّي بينَ أنيابِ الحيتانِ
في شفيرِ الغرقِ
أهربُ من ذاتي
من سعيرِ الحوارِ
من عتمةِ الحِيَلِ!

جرحٌ من لونِ اللَّهيبِ
من بقايا الحنينِ
من خفايا غربتي
جرحٌ لا يبارحُ قلمي
يغدرُ باخضرارِ الشَّبابِ
يشبهُ عوالقَ الشَّلَلِ!

عبرنا الخطوطَ المؤدّية
إلى معابرِ الحزنِ
على اِيقاعِ الألمِ
تناثرَتِ الدُّموعُ
على خرائطِ الرُّوحِ
من شخيرِ الْخَلَلِ!

عجباً
تجمّدَتْ حرارةُ الحديدِ
ونحنُ في أوجِ اللَّهفةِ
إلى حضورِ قدّاسِ وجنازِ
شمعة الشُّموعِ
حيثُ الأحبةُ غرقى
في انسيابِ الدُّموعِ
في المصابِ الجلَلِ!

فاتنا الدَّفنُ
فاتنا القدّاسُ
فاتنا لقاءُ الأحبّةِ
فاتنا عناقُ الجرحِ
تهنا من شدّةِ الوجعِ
فَفاتنا وداعُ نسائمِ البحرِ
ومروجِ النَّفلِ!
*****
قلبي يخفقُ
من لهيبِ الحنينِ
إلى صدورِ الأحبَّةِ الهائمة
فوقَ وشاحِ الغربةِ
فوقَ صقيعِ الأنينِ!

آهٍ تجمَّدَ قلبُ الحديدِ
من مهابةِ الخشوعِ
لحشرجاتِ الموتِ قبلَ الأوانِ
أوانُ الفراقِ
فراقُ أحبائنا
عن شهيقِ الدُّنيا
عن عبقِ البساتينِ!

غابت بسمةُ فرحٍ
من اخضرارِ الحياةِ
من خيوطِ الصَّباحاتِ
خمدَت شمعةُ الرّوحِ
بعيداً عن ربوعِ الرّياحينِ!

غصنا في دنيا
مطرّزة بهفهفاتِ البكاءِ
شمعون شمعةُ خيرٍ
موجةُ بحرٍ غارقة
في نداوةِ الياسمينِ!

جنَّ جنوني
عندما تجلّدَتْ حدائدُ العبورِ
عندما ترقرقَ الدَّمعُ
في تلافيفِ الجفونِ
أراني مكبَّلاً
كأنّي غارقٌ
في قاعِ الزَّنازينِ!

قدرٌ مثلَ السَّيفِ
يبقى في طريقِ الاشتعالِ
سيحترقُ لبُّ الحديدِ
لو عبرنا
جهةَ الأسى
شرخٌ يزدادُ اِندلاعاً
من أوكارِ الثَّعابينِ!

قطّبْتُ وجهي
أنظرُ إلى حالي ..
حالٌ يُرثى لها
ضبابٌ على مدارِ العمرِ
اِشتعالٌ مضرَّجٌ
في نَسَغِ الشَّرايينِ!

دمعةٌ هائجة خرّتْ
نحوَ القلبِ
تخفِّفُ من قرِّ
الصَّقيعِ الهاطِلِ
فوقَ لواعجِ الموجِ
فوقَ وميضِ اللُّجَينِ!

شعرتُ كأنَّ أجنحةَ النّسورِ
تحلِّقُ فوقَ أوجاعِ غربتي
عدْتُ خائباً
بعيداً عن أسرارِ الرّدى
عن الأسى الدَّفينِ!

دارتِ السّماءُ
حول دُسُوتِ المآتمِ
أخفى مُرافقي حزناً هجيناً
وجعٌ ينمو
حولَ شواطئِ ليلي
أهرعُ بعيداً
كي استرخي
تحتَ شجيراتِِ التِّينِ!

أكتبُ ما يعتريني
من أوجاعٍ
قلمي يمتصُّ حزني
يخلخلُ رغوةَ القهرِ
جنوحَ المجانينِ!

لم أجِدْ صديقاً أوفى
من خمائلِ القلمِ
من حنينِ الحرفِ
وهو يندلقُ
فوقَ نصاعةِ الحلمِ
فوقَ أبهى الأفانينِ!

أفتحُ قلبي للهواءِ النَّقيِّ
تتبرعمُ أمامي قامةُ شمعون
تخرُّ من عينيهِ دمعتانِ ساخنتانِ
ألملمُهُ بينَ أحضاني العطشى
إلى نجومِ الشَّرقِ
إلى بهاءِ السّنينِ!

أعانقُهُ رغمَ أنفِ الصَّخرِ
ورغمَ صقيعِ الشِّمالِ
ورغم أنفِ المسافاتِ
رغمَ هديرِ الرِّيحِ
رغمَ خفايا الكمينِ!

تخفُّ جاذبيةُ الأرضِ
أطيرُ مثلَ فراشةٍ
نحوَ أوجاعِ الرَّحيلِ
عناقٌ من عبيرِ الأزقّةِ القديمة
يضمُّنا
يخفِّفُ من شفيرِ الدَّمارِ
من غدرِ الشَّياطينِ!

حيرةُ كبرى مرتسمة على محيّاهُ
تدلّى رأسُهُ على صدري
بكَتِ النَّجومُ
من طيشِ هذا الزّمانِ
هطلَتِ السَّماءُ أسىً
من هولِ الثَّعابينِ!

دمعتي .. آهٍ يا دمعتي
وحدُه قلمي يلملمُ
تدفُّقاتِ حلمي
من خشونةِ الألمِ
ترتسم بسمةٌ حائرة
فوقَ أجنحةِ اللَّيلِ
يفرُّ العمرُ سريعاً
لا تحميه أقوى الميامينِ!

غداً سيولدُ يومٌ جديدٌ
حزنٌ جديدٌ
فرحٌ جديدٌ
أفراحنا معفَّرة
بِوَبَرِ العناكبِ
بفسادِ الملحِ
بجراحِ الملايينِ!

أريدُ أن أتطهَّرَ
من سمومِ العمرِ
من مكائدِ الدَّهرِ
أريدُ أن أغدو ناصعاً
كأمواجِ البحرِ
كاخضرارِ الكرومِ
منساباً كحبّاتِ المطرِ
كالثَّلجِ
كانسجامِ هديلِ التَّلاوينِ!
... ... .. ..... ... يتبع!

صبري يوسف ـ ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke