Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 08:56 AM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي أحزان بحر المُر (2)


أحزان بحر المُر (2)

وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ، مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ ( يوحنا 19: 25 )



تحدَّثنا في الأسبوع الماضي عن المرار الذي تجرَّعته المُطوَّبة مريم، وعن السيف الذي كان يجتاز في أحشائها وهي بجوار ذيَّاك الصليب. ونواصل اليوم تأملاتنا فنقول:
رابعًا: هي تراه يموت وتعجز عن مواساته. ها دماؤه تنزف من جبينه وهي لا تقوى على تجفيفها. حَلقُه يَبس، وتحس بحاجته إلى الشُرب، لكن غير مُصرَّح لها أن تُبللِّه بقطرة ماء. يداه، تلك اليدان اللتان أمسكت بهما في طفولته، وقدماه اللتان درَّجتهما في أولى خطواته، ها هي الآن مُسمَّرة بالمسامير. وثغره الباسم التي كانت هي أول من طَبعت عليه قُبلات فمها، ها هو الآن في حالٍ آخر. وها الجبين الوضَّاح تعلوه الأشواك والجِراح. بالإجمال «كان منظرُهُ كذا مُفسَدًا أكثر من الرجل» ( إش 52: 14 ). إنها تحس بوخزات المسامير، وتلك الأشواك التي طوَّقت رأسه كانت كأنها غلالة من لهب حول قلبها هي. وتعييرات المُعيِّرين جرحتها هي مثلما جرحته.
إن المُطوَّبة مريم على مِثال ابنها البار، هي أيضًا مُختبِرة الحَزَن. ومع أنها كانت تُعاني هذا الشَجَن المُذيب، فمع هذا لا نراها في حُزن هستيري ولا في نوبات تشنُّج: لا نقرأ عن لطماتها ولا عن صرخاتها، ولا نقرأ أنها كانت مُنهارة، بل يقول البشير: «كانت واقفات عند صليب يسوع، أُمه». كانت تعاني حزن روحها العميق في صمت!
ماذا لو كانت هربت لكي لا ترى هذا المنظر؟ ماذا لو خارت قواها؟ ماذا لو سقطت مغشيًّا عليها؟ يقينًا كنَّا سنلتمس لها المعاذير والأسباب القوية. لكنها إذ رأت أنها لا تستطيع أن تخفف من آلامه، فإنها على الأقل لا تزيدها إذا رآها مُنهارة، وقد فارقتها قواها. لذا نقرأ أنها كانت واقفة! إن يعقوب، الرجل، لم يحتمل أن يرى قميص ابنه المحبوب يوسف مغموسًا في الدم. أما المطوَّبة مريم فقد رأت مَنْ هو أعظم من يوسف وقد اقتسم العسكر كل ثيابه، وجسده كله ينزف الدم، ويموت أمام عينيها هذه الميتة البشعة، ومع ذلك كانت واقفة!
يا لعظمة التعبير «واقفات»! يا للبطولة والشجاعة والثبات، بالإضافة إلى الحب والوفاء الذي نستشِّفه من قول الوحي: «كانت واقفات عند صليب يسوع، أُمه»! هذا ما كان من مريم أُمه وباقي النساء الواقفات معها في ذلك اليوم العصيب، فماذا بالنسبة لك أيها القارئ الحبيب؟ أ تراكَ تنفر من الصليب الذي كان وسيلة فدائك؟ أ تخجل من المصلوب الذي أحبَّك ومات لأجلك؟ أم أنك وبإخلاص تُردِّد ترنيمتنا الجميلة التي يقول مطلَعها:
قِفْ يا جندي جانب الصليبْ؟

يوسف رياض
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke