![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() First Published: 2010-12-07 متى تستضيف بغداد كأس العالم؟ردد العراقيون نكتة سمجة اثناء فترة الحصار عن فوز بلادهم بكأس العالم لعام 2000. السبب أن دول العالم كانت سترتحل الى الفضاء ولم يبق غير العراقيين وتخلفهم على الأرض. كانت نكتة قاسية، ولكن هل نلوم اليوم من أطلقها قبل عقد أو أكثر. ميدل ايست أونلاين بقلم: زاهر الزبيدي سؤال غريب في زمن لا زلنا نتساءل عن أشياء هي أقل بكثير عن استضافة كأس العالم، حتى لو كان ذلك بعد نصف قرن مثلاً، نتساءل عن الكهرباء والنظافة والسكن والبطالة وغيرها من مشاكلنا التي أصبحت السمة الأساسية التي طبعت بها نفوسنا في العراق. أفرحني حصول دولة قطر على شرف استضافة كأس العالم 2022، أي بعد أثني عشرة سنة سيقوم هذا البلد الصغير الكبير في رؤياه للمستقبل بمساحته البالغة 11.5 ألف كم مربع والتي تعادل .1 % من مساحة أميركا التي تقارب العشرة ملايين كم مربع، بتنفيذ إلتزاماته أمام مستقبل شعبه وتطلعاته. لقد نافس هذا البلد أميركا واليابان ليتفوق على نفسه بصورة كلية ويجلب كأس العالم الى الشرق الأوسط.. ترى كيف أمتلك قياديو هذا البلد القابلية على وضع إستراتيجية الرؤيا الصحيحة للمستقبل وكيف طوعوا كل الإمكانيات المتاحة لديهم، وهي كثيرة، أمام هدف الحصول على شرف استضافة هذا العرس الكروي الجميل. يبدوا أنهم قد تخلصوا بسرعة من المحاصصة، الفساد، التخلف، البطالة، إلخ ووضعوا أمامهم حب الوطن، والاختيار الصحيح والدقيق لشاغلي مواقع المسؤولية، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لأبناء شعبهم والتي نراها في الفرحة العارمة التي جلبها لهم هذا الشرف. أما متى تستضيف بغداد لكأس العالم فهناك طرفة سمجة دأبنا على سماعها صغاراً وهي أن العراق سيأخذ كأس العالم لعام 2000 أما لماذا؟ فيجيبك لأن العالم كله سيصعد إلى القمر ويبقى العراق فقط على الأرض فيأخذ كأس العالم... كم هي سمجة تلك الطرفة وكم هو باخس حق وطنه من يقولها.. ترى هل هو على حق.. فنحن لغاية الآن لا زالت مشاكلنا معلقة على لوح الانتظار وكأس العالم بحاجة الى كفاءات خلاّقة قادرة على جذب الأنظار من خلال ملف متكامل، فيكفي أن تكون بغداد هي التعويذة وما أجملها، وما أروعها من ثقافة تلك التي من الممكن أن تستقطب العالم كله، نحن بحاجة الى أمن يضاهي أمن البلدان الحديثة المتطورة والى سعي جاد للوقوف أمام هذا التحدي الكبير بقوة. علينا أن نبدأ الآن فبعد دورة خليجي 21 علينا ان نفكر بكأس آسيا وأن نقيم الكثير من الدورات العالمية الودية لنستفيد من تجارب تولّد أفكاراً جديدة لبناء ملاعب هائلة نتفوق فيها على واقعنا.. لدينا الآلاف من المهندسين المعماريين ولدينا امرأة متألقة، زها حديد، أستاذة العمارة الحديثة. دعونا نفكر بروية ونضع الخطوات الأولى التي ستكون ثقيلة بعض الشيء ولكنها الخطوة الأولى في ذلك الميل الطويل.... قد نفوز بشرف تنظيم كأس العالم بعد نصف قرن أو حتى قرن كامل إلا إني واثق بأني وقاريء مقالي سوف لن نكون حاضرين لنرفع بشرف علم الوطن؟ زاهر الزبيدي zzubaidi@gmail.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|