Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
صرخة الماضي جزء 2/2
2/2
صرخة الماضي اخَذُوْا رِجَال الْدِّيْن أَيْضا وَسَاقُوَهُم لِلْمَجزَرة عَذَّبُوهَم وَحَلَّقُوا ذُقُوْنُهُم بَصَقُوا فِي وُجُوْهِهِم كَفَرُوَا بِرَبِّهِم وَبِصَوْمِهُم وَصَلَاتِهِم وَمُعْتَقَدَاتِهِم كَسَرُوا صَلِّيْبِهِم وَدَاسْوّة بِأَرْجُلِهِم اللَّعِيْنَة وَلَم يَخْلُص احَد مِن شَرِّهِم الَمَنُجُوس عَوِيْل وَصُرَاخ أُوْلَئِك الْأَطْفَال وَالْنِّسَاء وُصِل بِقُوَّتِه إِلَى أَعَالِي الْسَّمَاء لَكِن لَم يَدْخُل ذَاك الْصُّرَاخ الْحَزِيِن إِلَى قُلُوْب هَؤُلَاء الْظَّلام الْنُّزَلاء نَعَم وَأَلَّف نَعَم إِن صَرَخَاتِهِم مَسْمُوْعَة إِلَى هَذّة الْلَّحْظَة الَّتِي نَعِيْشُهَا إِنَّهَا تَطِن فِي آَذَن كُل فَرْد مِنّا إِنَّهَا صَرَخَات أَبَدِيَّة لَا تَعُد وَلَا تُحْصَى مِن وَقْت لِآِخَر تَسْمَع مِثْلَهَا كَمَا فِي هَذّة الْأَيَّام وَنَحْن بِالْكَاد لَا نُوَالِي لَهَا أَي أَهْتِمَام أَلَا تُؤَثِّر فِيْنَا تِلْك الْصَّرَخَات الْمُمَيِّتَة أَلَا تُوَبَخْنا ضَمَائِرِنَا الْحَيَّة أَم إِنَّهَا مَاتَت مَع هَذَا الْحَاضِر الْتَّعِيْس هَل أَعْمَت أَعْيُنِنَا مُلَزَّة الْحَيَا الْرَّخِيْصَة وَأَنْسَتْنَا مَاضِيْنَا وابْعَدتَّنا عَن حَاضِرِنَا هَل لَا يَحِق لَنَا أَن نُفَكِّر بِمُسْتَقْبَلِنَا هَل نَحْن الْأَحْفَاد وَالْأَوْلَاد وَنَحْن مِن تَبَاعَدْنَا عَن الْوَطَن الْحَبِيْب نِسْكَر أَيْضا آذَانِنَا وَنَغْمَض عُيُوْنَنَا نَبْقَى سَاكِتُوْن ومَكْفوْفُوا الأَيَادِي لِأَنَّنَا ذُقْنَا طَعِم الْحُرِّيَّة وَلَم نَشْرَب مِرَاة الْمَاضِي ابَعَدْنا عَن تَفْكِيْرِنَا بِالْمَاضِي الْمُرْتَبِط بِحَاضِرِنَا وَمُسْتَقْبَلَنَا أُم عَلَيْنَا أَن نُفَكِّر جَيِّدَا بِحَاضِرِنَا وَمُسْتَقْبَلَنَا نَعَم وَأَلَّف نَعَم نَحْن أَحْفَاد وَأَوْلَاد أُوْلَائِك الْصَرَخَات أَبْنَاء هَؤُلاء الْضَّحَايَا أَبْنَاء الْشُّهَدَاء شُهَدَاء الْحَق شُهَدَاء الْإِيْمَان شُهَدَاء الْمَحَبَّة وَالْتَّسَامُح نَسْتَنْكِر وَبِشِدَّة تِلْك الْأَعْمَال الَأَجْرامِيّة وَلَن نَنْسَاهَا أَبَدا سَتَبْقَى مَحْفُوْرَة فِي قُلُوْبِنَا لِأَنَّنَا إِلَى مَتَى نَبْقَى نَعِيْش مِثْل هَذّة الْحَالَة الَّتِي لَا يَرْضَى أَن يَعِيْشَهَا أَي كَائِن كَان تَعَالَوْا مَعَا يَا أَحْفَاد نَفْتَح عُيُوْنَنَا وَآذَانِنا وَعُقُوْلِنَا وَنُشَمِّر عَن الْسَّوَاعِد عَالِيَا وَنُبْرِز الْأَقْلام فِي كُل مَكَان وَنَفْتَح صَفَحَات جَدِيْدَة فِي تَارِيْخِنَا صَفَحَات بَيْضَاء نَاصِعَة كَضَوْء الْشّمْش كَي يُنَوِّر بِهَا الْظَّلام أَمَامَنَا نِسْكَر عَن الْصَّفَحَات الْسَّوْدَاء الْحَزِيِنَة لِشَعْبِنَا نُذَكِّر أَعْمَال وَأَفْعَال الَّذِيْن ضَحَّوْا بِأَنْفُسِهِم حُفَّاظَا عَلَى وُجُوْدِنَا وَبَقَائِنا دَمُهُم وَصُرَاخُوَهُم دِيَن عَلَيْنَا بِالْمُشَارَكَة الْجَمَاعِيَّة وَالْوِحْدَة الْوَطَنِيَّة بِالْآلَام الْمُشْتَرَكَة وَالْشُّعُوْر بِالْمَسْئُوْلِيَّة نُوْقِف هَذّة الْصَرَخَات الْمُتَكَرِّرَة يَوْم بَعْد يَوْم نُوْقِف هَذَا النذُف الْغَزِيْر مَن الْدِّمَاء الْذَّكِيَّة نُوْقِف هَذَا الْهَدْر الْكَبِيْر مِن الْأَجْسَاد الْطَّاهِرَة نُوْقِف نَذِيف الْهِجْرَة الْمُتَكَرِّرَة الْقَاتِلَة لِشَعْبِنَا هَلُمُّوا مَعَا نَصْرُخ عَالِيَا مِّن الْأَعْمَاق نُنَادِي يَا جَمِيْع أَبْنَاء الْسُّرْيَان بِكُل الْتَّسْمِيَات وَالْطَّوَائِف فِي كُل مَكَان وَزَمَان إِلَى الْوَحْدَة الْوَطَنِيَّة إِلَى الْوَحْدَة الْحَقِيقِيَّة هَلُمُّوا لنْلَما شَمْلَنَا الْيَوْم قَبْل الْغَد لَنَا الْحَق فِي الْعَيْش بِأَمَان وَسَلَام عَلَى أَرْضِنَا فِي بَيْتِنَا جِبْرَائِيْل شِيَعا بَاد سَوْدَن 5.04.1994 _________________ د. جبرائيل شيعا Kulansuryoye.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|