![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() النقد الإيجابي والتجديد والتعديل والتحديث هي من متطلبات التطور والبقاء لجميع المؤسسات ومنها الكنيسة. إنما يجب أن يتم هذا التجديد والتحديث والتعديل بالتشاور والإقناع، وأهم شيء في خلال فترة زمنية مدروسة. لكن هناك من يريد تغيرا سريعا للأمور فيحدث إثارة القلق والبلبلة والانشقاق حوله. يقول الكتاب المقدس: “كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ. وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، لاَ يَصْمُدُ”. ﻣﺘﻰ12.25. من الملاحظ أن هذه الآية العميقة المغزى هي صالحة لكل زمان ومكان ولجميع الشعوب. وفي الحقيقة هي تعني أيضا أن كل مدينة وضيعة أو مؤسسة أو عائلة تنقسم على نفسها ستخرب وتنهار وهذا قد يفسر لنا اندثار واختفاء الكثير من الشعوب والمعتقدات والمؤسسات وتقهقر بعض العائلات. ومن الغريب أن الإنسان يرى أمام عينيه على سبيل المثال كيف أن عائلته المنقسمة على ذاتها تعاني وكيف إن النزاعات الدينية والعشائرية والعرقية والطائفية تعصف وتدمر وتهلك ولكنه يستمر في الانقسام والتشرذم. تماماً كما يفعل الابن المشاكس الذي يسعى إلى تخريب بيته فإنه بعمله هذا لا شك يعتبر مضطهداً لوالديه وإخوته وناكراً للقيم والأخلاق. عمل لا يرضي إلا الشيطان فقط. الكنيسة هي جسد المسيح: الكنيسة تشير إلى جماعة المؤمنين بالمسيح (كولوسي 24:1) وهي رمز لجسد المسيح، وهي لا تمثل جماعة معينة متميزة دون غيرها ولا يحق لأحد مهما كان كبيرا أن يستملكها أو يستغلها لأمور شخصية. ولا يحق لأحد أن يقسمها ويقصها ويفصلها على مزاجه. فالكنيسة لا تحمل إلا رسالة يسوع المسيح، الذي بقي “جسدًا وحدا” حتى بعد القيامة. لكن للأسف فإن الانشقاقات التي تعصف في كنيستنا اليوم وخاصة في أوروبا من قبل بعض الجماعات والأفراد هي فعلاً مؤلمة ومحزنة ومتعبة. فلماذا يا ترى تنقسم كنائس صغيرة هنا وهناك إلى رعايا متعددة؟ للأسف هذه النزعة الانقسامية هي هاجس لبعض المؤمنين حيث سمعت أحدهم في الأغتراب يقول: “نحن القادمين من الدولة الفلانية بدنا كنيسة لحالنا!” فهل يعي المنقسمين على بعضهم للنتائج الغير مشرفة لعملهم هذا؟ إنه لشيء مخجل حقاً. عواقب الانقسام: - اضعاف الكنيسة الأم وضياع تراثنا السرياني العريق. - ضياع الأولاد والشباب في متاهات الاغتراب. - الخسارة المادية. - الاندثار. وفي الحقيقة لو تمكن سرطان الانشقاق من التفشي في الكنيسة وبمساعدة البعض (بقصد أو غير قصد)فإن المحصلة ستكون انتصاراً للشيطان وندماً للجميع. من المسؤول عن الانشقاقات التي تعصف في كنيستنا اليوم؟ من الغريب أن كل طرف يلوم الآخر في هذا الانقسام فندخل في دوامة من العتابات واللوم والتشهير والوعيد وضرب السهام وإلى درجة التلاكم أحيانا. لربما هناك من الأشخاص من يعمل من أجل انقسام كنيسته بسبب “حالة نفسية خاصة” ولمثل هؤلاء أقول بمحبة، كفى هوساً وانشغالاً ومضيعة الوقت في سرد النواقص والهفوات والأخطاء، أو قد تكون للبعض غايات ومكاسب شخصية من وراء هذا الانقسام ومنهم أطلب بوضوح قائلاً: كفاكم تكتلاً وتحزباً وتحجراً وانعزالاً وتفرقة، “ألا تعرفون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟” 1 كور 6، 15. فليعلم كل من يسعى إلى إضعاف الكنيسة بأن التاريخ لن ينسى أفعالهم المخربة هذه وإن الديان سيكون لهم بالمرصاد ليقاضيهم على أذية بيت الرب. باختصار، فإن كل من يساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الانقسام الداخلي والمشاحنات المخربة داخل المؤسسات الكنيسة فإنه في سعيه هذا إنما يعتبر مضطهداً ليسوع المسيح نفسه. فالمسؤولية قد تكون جماعية أو فردية إنما المحصلة هي واحدة: جريمة ضد جسد المسيح الذي نزل من السماء وفدانا بدمه لنكون جسدا واحداً. فلتبقى كنيسنا السريانية الأرثوذوكسية واحدة وموحدة برعاية قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى. ومن له أذان فليسمع، وعيون فليقرأ، وإحساس فليفهم. الدكتور فيليب حردو - لندن qenshrin التعديل الأخير تم بواسطة Dr Philip Hardo ; 20-01-2010 الساعة 12:40 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|