صلاة مشتركة بين الاخوة المسيحيين والمسلمين

[فهد]

بيوت الله تجمع كل المؤمنين


بعد أن فرقتهم السياسة، أهالي كركوك يجتمعون في قداس مشترك


قداس مشترك يجمع القوميات والطوائف العراقية المتنازعة من اجل المصالحة والسلام في كركوك.
ميدل ايست اونلاين
كركوك - اقامت كاتدرائية القلب الاقدس للمسيحيين الكلدان في مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق السبت صلاة مشتركة لجميع القوميات والاديان من اجل المصالحة والسلام في المدينة المتنازع عليها.
وشارك في هذه المبادرة التي تعتبر الاولى من نوعها ممثلو الحزبين الكرديين الرئيسيين، وكذلك الجبهة التركمانية العراقية والكتلة العربية الموحدة وممثلو مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والوقفان السني والشيعي وممثلون عن مكاتب المراجع.
وحضر القداس كذلك قادة الجيش والشرطة العراقية بالاضافة الى عدد كبير من مختلف الاديان والطوائف.
وتتميز هذه المدينة التاريخية والغنية بالنفط، بخليط سكانها المكون من الاكراد والتركمان والعرب والمسيحيين.
وقال الدكتور لويس ساكا رئيس اساقفة المسيحيين الكلدان في كركوك "نحن اليوم بادرنا باقامة صلوات مشتركه بين مختلف القوميات والأديان بكركوك لان السلام هو أساس للعيش المشترك ونبذ العنف والتعصب وضمان حقوق كل المكونات بكركوك".
واضاف "ادعوكم للعمل من اجل الوقوف على الأسباب الحقيقية لمشكلة كركوك والعمل على معالجتها ولا بد لنا من توحيد صفوفنا من اجل القضاء على العنف والعداء".
ويطالب الاكراد بضم كركوك الى اقليم كردستان العراق فيما يرفض التركمان والعرب ذلك.
وبسبب هذه الخلافات تاجلت انتخابات مجالس المحافظات التي كان من المقرر اجراؤها في الاول من تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
بدوره، قال الشيخ حسين علي صالح الجبوري رئيس الكتلة العربية الموحدة "انها اول مبادرة من نوعها جمعت كل مكونات كركوك تحت بيت من بيوت الله ليجتمع المسيحيين والمسلمين والعرب والأكراد والتركمان ليقولوا كلمتهم نعم للعيش المشترك ونعم للسلم الأهلي".
وقال "بحوارنا وتفاهمنا وتنازلاتنا المشتركة ممكن ان نصل لحلول لمشكلة كركوك ونحن نثمن دور المسيحيين لأنهم اثبتوا وطنيتهم وحرصهم على مشاكل كركوك".
من جانبه، اشار محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى الى "انها لفرصة تاريخية ان
تجتمع كل مكونات كركوك لنقول كلمتنا وندعوا موحدين نعم للسلام والمصالحة ولا للعنف والارهاب".
واضاف ان "اهالي كركوك قد عانوا طيلة العقود الماضية، فينبغي ان يدعموا ويرسخوا ترابطهم لجعل كركوك نموذجا للتعايش السلمي والعيش المشترك ونحن واثقون من تحقيق ذلك".
وتليت خلال الصلوات دعوات مشتركة لرجال دين مسلمين ومسيحيين ومن مختلف الطوائف لتحقيق الامن والسلام.
وتعرضت الطائفة المسيحية التي تشكل نحو 4% من سكان المدينة الى عمليات ارهاب وخطف، وتعرضت الكنائس الى عمليات تفجير، وصفها المسيحيون بأنها رسالة لإثارة الفتن بكركوك واجبارهم على الرحيل لكنهم أعلنوا دوما تمسكم بارضهم.
وكان مسلحون خطفوا مطران الكلدان فرج رحو في 29 شباط/فبراير الماضي في الموصل ذات الغالبية العربية السنية وعثرت الشرطة على جثة المطران بعد اسبوعين.
كما شهدت كنائس في الموصل وبغداد في كانون الثاني/يناير الماضي موجة اعتداءات.
وكان كاهنان من الموصل خطفا مدة تسعة ايام في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بينما اغتيل كاهن وثلاثة شمامسة في حزيران/يونيو 2007 امام احدى كنائس المدينة.
ويتعرض العديد من ابناء الطوائف المسيحية الى هجمات تشنها مجموعات متطرفة او عصابات اجرامية الامر الذي ارغمهم على الفرار من البلد او النزوح الى كردستان العراق.
وقبل الاجتياح الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003، كان عدد المسيحيين في هذا البلد يفوق 800 الف نسمة، اي نحو 3% من عدد السكان لكنه تضاءل اليوم بسبب الهجرة.



المصدر : ميدل ايست اونلاين