بائع خضرة في سوديرتاليا

[Dr Philip Hardo]

التقيت في زيارتي الأخيرة الى سوريا بصديق قديم فتعانقنا بحرارة وفرح كبير. وبعد فترة سألته عن حياته في السويد فاجاب مستورة. قلت له ماذا تعمل قال بائع خضرة فحزنت كثيرا لضياع شهادته الجامعية. وسألته عن صديق آخر فعلمت انه يعمل بيتزا فحزنت اكثر. هل ياترى يرضى صديقي الجامعي الذكي ان يبيع خضرة في سوريا؟ حتما لا والسبب: عيب ولكن مو عيب في السويد.

شئ غريب، يبدو ان الماهجر مستعد ان يمسح صحون المطاعم أو يبقى عالة على الدولة وهو بعيد عن الأنظار من مجتمعه. سألت الشاب الذي كان يبيع فستق حلبي في في أحدى زوايا السليمانية - حلب كم كيلو فستق تبيع في اليوم قال بين 70-100 كيلو. وللحال عرفت انه يربح بين 1500=2000 ليرة صافي يوميا وهو مبلغ جيد. تصور لو أن ثلاث افرد من العائلة الواحدة باعوا فستق في زوايا مهمة لكان دخل العائلة الكثر من 100000 في الشهر صافي. اليس هذا ذكاء؟

عندما كانت حمى الهجرة الى السويد سافر أخي وأقنع يومها ان يعمل بائع خضرة فلم يتحملهااكثر من شهر ثم اقنع ان يبيع صندويش فلم يتحملها ايضا. فرجع الى سوريا وبدأ من تحت الصفر وهو الآن وبفضل نشاطه وعناية الله تاجر معروف ومشهور في جال المواد السنية. أذكر له السويد فيتكهرب.

بعد 4 اسبيع اجازة في سوريا وجدتها افضل بلد للأستثمار في العالم ان كنت ذكيا. انه بلد الخيرات والفرص الذهبية. كل ما تحتاجه ان تدرس السوق الواسعة وتدخلها من بابها العريض. ان كنت مترددا فأنت خاسر. سمعت بشخص باع اراضيه الزاعية الخصبة في المالكية وهاجر!!! تفسيره كان كرمال اولادي. وأعتقد قلة قليلة في السويد وغيرها توافق معه.

بكل ثقة وصراحة اشجع كل مغترب ان يستثمر في سوريا اليوم قبل غدا. العمل ليس عيبا مهما كان العيب هو ان يبقى الأنسان عبيدا للعمل.
د. فيليب حردو