Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > موضوعات متنوعة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2005, 11:33 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي إلى اللقاء ـ تخفيف دم!!

كيف للمرء ان يميز خفة الدم من ثقل الظل؟ هذا السؤال لا يمكن الإجابة عنه إلا من خلال مجموعة تجارب ذاتية يمر من خلالها شريط الأشخاص الذين تظارفوا ذات وقت،

ولكنهم لم يكسبوا الابتسام ولم يفوزوا بالقبول، بل كان التأفف نصيبهم من محيطهم، فانصرفوا مكسورين أو أفرطوا في تظارفهم فأصبح الوقت معهم ثقيلاً ولم يجد جُلاسهم بداً من مغادرة المكان.

خفيف الدم شخص دمث، ذكي، لماح، لديه نباهة ويفهم في الأصول، كما قال المطرب محمد عبدالمطلب «يفهم في الأصول ولا يشمّت فينا عزول»، فإذا رآك غضباناً أو متكدراً يعمل على تخفيف شدتك عبر تعليق ذكي لاخراجك من الحالة التي أنت فيها، كأن يقول لك: مبروك المركز الجديد، فتندهش وتسأله: أي مركز، فيجيبك، وهو يشير إلى ثيابك: لقد عينوك مسئولاً في حزب الخضر، فتضحك مدركاً انه قال ذلك عندما رأى بنطالك وقميصك شديدي الخضرة.

لكن عندما يتظارف أحد ثقلاء الدم فهو يقول لك بكل صفاقة وعلامات البلادة على وجهه: البقية في حياتك، فتشهق جزعاً: «مين اللي مات؟» وعندها يدرك سخف الموقف فيسارع إلى القول: أنت ترتدي ثياباً سوداء بالكامل.

ان الفروقات البسيطة بين صدى الموقفين السابقين تدل ماذا يعني أن يكون المرء خفيف دم أو ثقيل ظل، ويعتمد ذلك على ما تتركه كل جملة ابتدائية من صدى في نفس الانسان، فكم هو جميل صدى كلمة «مبروك»، وكم هو قاس صدى كلمة «البقية في حياتك»! وعلى ذكر ثقلاء الدم، يمكن تصنيف معظم ما أنتج من كاميرا خفية في خانة ثقل الدم، أو ثقل الظل، إذ ليس مضحكاً ان تُفزع الناس عبر ثعبان بلاستيكي تطلقه على أرجلهم، فيصرخ الأطفال ويهرب الناس خوفاً، بينما يضحك ثقيل الدم مع ثلة من المصورين أو حاملي الكابلات الكهربائية بطريقة سعادين الغابة.

كما ليس مضحكاً ان ترش مادة داكنة على ثياب الناس، ثم تقول لهم: معاك الكاميرا الخفية! أو ان تضرب شخصاً أو تصفعه على مرأى من البشر، وتقول له: معك الكاميرا الخفية! الظرفاء موهوبون وفطريون ولديهم نبالة الفرسان، ولا يضحكون من مآسي الناس ولا يسعدون من جزعهم، ولعل أكثر الأشخاص ظرفاً هو الحسن بن هانئ المعروف بأبي النواس الذي كان شاعراً ماجناً، ثم متصوفاً، وقد تضاربت الآراء فيه، لكنه كان ذات يوم يسير في شوارع بغداد وبيده زجاجة خمر فصادفه أمير المؤمنين وسأله: ما هذا الذي بيدك يا أبا النواس؟ فقال: لبن يا أمير المؤمنين، فاغتاظ أمير المؤمنين وقال له: لكني أرى لبنك أحمر يا أبا النواس، فسارع الشاعر إلى الرد: كان أبيض يا أمير المؤمنين، لكنه عندما رآك احمر خجلاً.

ولأن الظرافة نادرة والسخافة حاضرة، فقد سئل أحد المتظارفين (ثقلاء الظل) عن موقف طريف حدث له ذات يوم فقال وهو يضحك بشدة: لقد كنت ذات يوم في رحلة صيد مع بعض الأشخاص، حيث لم أكن صياداً جيداً فأطلقت عياراً نارياً على أحدهم، فاخترق عينه.. ها.. ها..ها..

ولأني لا أعرف بقية الحكاية أقول: ليس مهماً الخاتمة، فالمكتوب واضح من عنوانه، أو ثقيل الظل واضح من سلوكه.

واختتم بالقول ان بين خفة الدم وثقل الظل شعرة لو تجاوزها المرء لأصبح صديقاً للصياد الماهر الذي تظارف ذات يوم وأردى انساناً بريئاً بغباوة!

( نقلته عن البيان)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke