Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
المقامة الصنعانية للحريري !!
من مقامات الحريري : المقامة الصنعانية
هذا فن ادبي يسمى المقامات من مقامات الحريري المقامة الصنعانية حدث الحارث بن همام قال : لما اقتعدت غارب الأغتراب . وأنأتني المتربة عن الأتراب . طوحت بي طوائح الزمن . الى صنعاء اليمن . فدخلتها خاوي الوفاض . بادي النفاض . لا أملك بلغة . ولا أجد في جرابي مضغة . فطفقت أجوب طرقاتها مثل الهائم . وأجول في حوماتها جولان الحائم . وأرود في مسارح لمحاتي . ومسايح غدواتي وروحاتي . كريما أخلق له ديباجتي . وابوح اليه بحاجتي . أو اديبا تفرج رؤيته غمتي . وتروي روايته غلتي . حتى أدتني خاتمة المطاف . وهدتني فاتحة الألطاف . الى ناد رحيب . محتو على زحام ونحيب . فولجت غابة الجمع . لأسير مجلبة الدمع . فرأيت في بهرة الحلقة . شخصا شخت الخلقة . عليه اهبة السياحة . وله رنة النياحة . وهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه . ويقرع الأسماع بزواجر وعظه . وقد أحاطت به أخلاط الزمر . احاطة الهالة بالقمر . والأكمام بالثمر . فدلفت اليه لأقتبس من فوائده . والتقط بعض فرائده . فسمعته يقول حين خب في مجاله . وهدرت شقاشق ارتجاله . ايها السادل في غلوائه الجانح الى خزعبلاته . الام تستمر على غيك . وتستمرئ مرعى بغيك ؟ وحتام تتناهى في زهوك . ولا تنتهي عن لهوك ؟ تبارز بمعصيتك . مالك ناصيتك ! وتجتريء بقبح سيرتك ! وتتوارى عن قريبك . وأنت بمرأى رقيبك ! وتستخفي من مملوكك . وما تخفى خافية على مليكك ! أتظن أن ستنفعك حالك . اذا آن ارتحالك ؟ أو ينقذك مالك . حين توبقك أعمالك ؟ أو يغني عنك ندمك . اذا زلت قدمك ؟ أو يعطف عليك معشرك . يوم يضمك محشرك ؟ هلا انتهجت محجة اهتدائك . وعجلت معالجة دائك . وفللت شباة اعتدائك . وقدعت نفسك فهي أكبر أعدائك ؟ أما الحمام ميعادك . فما اعدادك ؟ وبالمشيب انذارك . فما أعذارك ؟ وفي اللحد مقيلك . فما قيلك ؟ والى الله مصيرك . فمن نصيرك ؟ طالما ايقظك الدهر فتناعست . وجذبك الوعظ فتقاعست ! وتجلت لك العبر فتعاميت . وحصحص لك الحق فتماديت . وأذكرك الموت فتناسيت . وأمكنك أن تؤاسي فما آسيت ! تؤثر فلسا توعيه . على ذكر تعيه . وتختار قصرا تعليه . على بر توليه . وترغب عن هاد تستهدي به . وتغلب حب ثوب تشتهيه . على ثواب تشتريه . يواقيت الصلات . أعلق بقلبك من مواقيت الصلاة . ومغالاة الصدقات . آثر عندك من موالات الصدقات . وصحاف الألوان . أشهى اليك من صحائف الأديان . ودعابة الأقران . آنس لك من تلاوة القرآن ! وتزحزح عن ظلم ثم تغشاه . وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ! ثم انه لبد عجاجته . وغيض مجاجته . واعتضد شكوته . وتأبط هراوته . فلما رنت الجماعة الى تحفزه .ورأت تأهبه لمزايلة مركزه . أخل كل منهم يده في جيبه . فأفعم له سجلا من سيبه . وقال : اصرف هذا في نفقتك . أو فرقه على رفقتك . فقبله منهم مغضيا . وأثنى عنهم مثنيا . وجعل يودع من يشيعه ز ليخفى عليه مهيعه . ويسرب من يتبعه. لكي يجهل مربعه . قال الحارث بن همام : فأتبعته مواريا عنه عياني . وقفوت أثره من حيث لا يراني . حتى انتهى الى مغارة . فأنساب فيها على غرارة . فأمهلته ريثما خلع نعليه . وغسل رجليه . ثم هجمت عليه . فوجدته مثافنا لتلميذ . على خبز سميد . وجدي حنيذ . وقبالتهما خابية نبيذ . فقلت له : يا هذا أيكون ذاك خبرك . وهذا مخبرك ؟ فزفر زفرة القيظ . وكاد يتميز من الغيظ . ولم يزل يحملق الي . حتى خفت أن يسطو علي . فلما أن خبت ناره . وتوارى أواره فقال لي : ادن فكل . وان شئت فقم وقل . فالتفت الى تلميذه وقلت : عزمت عليك بمن تستدفع به الأذى . لتخبرني من ذا . فقال : هذا ابو زيد السروجي سراج الغرباء . وتاج الأدباء . فانصرفت من حيث أتيت . وقضيت العجب مما رأيت
__________________
www.kissastyle.de |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|