Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2007, 08:19 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,915
افتراضي وقفة تأمّل. بقلم: فؤاد زاديكه

وقفة تأمّل
الخوف حالة شعورية تنتاب الإنسان, عندما يمرّ في موقف لا يرتاح له و يكون فيه غموض و ترقّب و بواعث قلق. يكون هذا الشّعور مصحوباً على الأغلب بشيء من النرفزة و توتّر الأعصاب و هيجان النفس و عدم قدرة كبيرة على التركيز, فيشعر المرء بالقلق و عدم الارتياح فتختلط عليه الأمور و تنتابه حالة من الترقّب المشوبة بالحذر الكبير بانتظار ما سيترتّب عن تلك اللحظة من الخوف التي يمرّ بها وقد يفقد السيطرة على تصرفاته و يختلّ توازنه النفسي.
متى لا يعرف هذا الشخص كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة, فإن نتائجها و انعكاساتها عليه ستكون وخيمة و قاسية و مؤذية.أما متى فهم بعين المتفحّص و الواعي و المقتدر الموقف و تعامل معه بروح إيجابية بعيدة عن فقدان السيطرة على الأعصاب و أقرب إلى التركيز, فإنه قد يتمكن و بنجاح من تجاوز المخاطر التي يمكن أن تترتّب عن رهبة تلك اللحظة أو ذلك الموقف!
هناك نوع من الناس قادرون على التعامل بروح الوعي و التقبّل لهذه الحالة فيتداركون مسبّباتها و يتعاطون معها من خلال الواقع باستشارة أحد المتفهمين و القادرين على مدّ يد العون أو بالاستفادة من خبرات حياتية متراكمة لديها. أو أنه يدرك من تلقاء نفسه بأن هذه الحالة هي حالة عرضية ستزول و لن تدوم لذا فيجب الوقوف بقوة في مجابهتها, و هذا بالطبع موقف سليم و إيجابي لن يترك آثارا سلبية على الشخص. لكن هناك مَن يبقى أمام مثل هذه الحالة ضعيفا لا حول له و لا قوة فيتخبط و لا يعي ما يقوم به من تصرفات فيلجأ إلى الرضوخ التام و القبول بأمر وقوع هذه الحالة و هنا تكمن الكارثة الكبرى.
هناك نوع ثالث من البشر يدركون تماماً حقيقة مسبب هذه الحالة و يتفهمون أنها لن تدوم فهي ستزول و مع ذلك فلا يتعاملون معها من باب المواجهة بل من واقع القبول بها لأنها ستقع و تحصل مهما فعل هذا الشخص و مهما أبدى من مقاومة فيموت لديهم دافع المقاومة و تتلاشى لديهم إرادة الصمود و التصدّي و أعتقد أن هذا النوع من البشر هو الأكثر سوءا و الأكثر ضعفا و الأسهل سقوطاً.
ليس من أحد لم تقع له حالة خوف أو تعرّض لحالات ضيق من هذا النوع, لكن متى كبر الخوف لدى الشخص المجرّب بحالة وقوع الخوف عليه و اشتدّ وقعه دون مقاومة أو تفهّم أو تعاطي معقول معه فإنه سيصاب بالإحباط و تتملكه مشاعر القنوط و اليأس فيستسلم لضعفه ليصبح لقمة سائغة لهذا الوحش الكاسر المسمّى بالخوف, فمتى وقع الشخص ضحية الخوف و لم يحسن التصرّف فإن كل أفق التفكير السليم لديه ستقفل و سيسرع إلى أسهل الطرق المؤدية للتخلص من هذا الخوف بلجوئه إلى الانتحار أو تولّد عقدة نفسية خطيرة لديه تغيّر وجهة حياته و تحيلها إلى جحيم يوميّ. على الشخص الذي يتعرّض لمثل حالات الخوف الشديدة هذه ألا يستسلم و ألا يضعف لأن الخوف و الضعف متلازمان.
مَن يدرك أسباب الخوف و يعي حاله و واقعه يكون أقدر على قهر الخوف و التغلّب عليه بروح الجرأة و الوعي و قوة الإرادة و هي تلعب دورا حاسما في هذا المجال, لأنها تعطي للشخص طاقة كبيرة و تؤهّل له دورا محوريّا في تحقيق الغلبة على ضعفه لبلوغ النجاح. فما رأي أخواتي و إخوتي فيما ذهبت إليه و هل منهم مَن تعرّض لحالة خوف؟ و كيف تصرّف معها؟ أتمنى أن تشاركوا بآرائكم لفائدة الجميع ففي الحوار و المناقشة آفاق واسعة تفيد الكلّ و شكرا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke