مشاركتي على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام إعداد و تقديم الدك
مشاركتي على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام إعداد و تقديم الدكتورة نجدة رمضان و إشراف عميد الأكاديمية معالي الدكتورة شهناز العبادي
جَمَاليّةُ التَّعبيرِ
بقلم: فُؤاد زاديكِي
إنَّ رُوحَ الجمالِ هي هبةُ الطَّبيعةِ للإنسانِ، تسرِي في كلِّ ما يُحيطُ بنا، مِنَ الألوانِ الزَّاهيةِ في أكمامِ الورودِ، إلى تَغاريدِ العصافيرِ التي تُشْجي القلوبَ و تُنعِشُ الأرواحَ. إنَّ الإحساسَ بالجمالِ هو إدراكٌ داخليٌّ، يستشعرُهُ الفؤادُ قبلَ العينِ، و يتذوَّقُهُ العقلُ قبلَ اللِّسانِ.
و الشَّاعرُ هو المرهفُ الإحساسِ، الذي يُترجمُ هذه المشاعرَ إلى كلماتٍ عذبةٍ، تنسابُ في القلوبِ كالماءِ الزُّلالِ. فهو يَرى في كلِّ مشهدٍ لوحةً فنِّيَّةً نابضةً بالحياةِ، و في كلِّ صوتٍ نغمةً تُشبهُ ألحانَ السَّماءِ. إنَّهُ ينظرُ إلى الغُروبِ فلا يرى مُجرَّدَ شمسٍ تأفلُ، بل يُحسُّ بنَفَسِ الألوانِ المُتراقِصةِ في الأفقِ، و كأنَّها تُنشدُ قصيدةَ وداعٍ دافئةٍ.
و حينَ يَكْتبُ الشَّاعرُ، فإنَّهُ لا يَصِفُ الأشياءَ و حسب، بل يُضفي عليها مِن روحهِ و وجدانهِ، فيكسُوها طابعًا جديدًا يَزيدُها بَهاءً و سِحرًا. فالشِّعرُ ليسَ مُجرَّدَ كلماتٍ تُنظَمُ، بل هو روحُ الجمالِ و قد تجلَّتْ في أبْهى صُوَرِها، مُلامِسَةً شِغافَ القلوبِ و مُحرِّكَةً لواعِجَ النُّفوسِ.
و هكذا يظلُّ الشَّاعرُ رسولَ الجمالِ في هذا العالمِ، ينقُلُ لنا أحاسيسَهُ و يُلهِمُنا لنَرى الحياةَ بمَنظورٍ أكثرَ بهجةً و إشراقًا.
المانيا في ٢٦ شباط ٢٠٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-03-2025 الساعة 02:07 AM
|