Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى التسلية > تسليات منوّعة و طرائف من العالم

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2010, 02:24 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي قطع الأرزاق وقطع الأعناق!,,,,محمد قبرطاي,,,يلا قرباطي ,,

8-12-2010 12:13:14
قطع الأرزاق وقطع الأعناق!




محمد قبرطاي

قبل سنة 2003 ظل الرئيس الأمريكي جورج بوش نجل الرئيس الأسبق جورج بوش٬ يردد بلا كلل أو ملل أن العراق سيكون أفضل حالاً بدون رئيسه صدام حسين. الآن يردد نفس بوش بن بوش عبارة مثيلة، فهو يقول إن أحوال إيران ستتحسن إذا انقضی حكم الملالي؛ فماذا يعني هذا البوشت؟ المعنی واضح. وهو أنه متعطش لحرب جديدة تثري المؤسسة الصناعية العسكرية التي هو من أركانها وكأنه لا يكفيها ما كسبته من الثراء الفاحش علی مدی قرنين.

إنه متعطش لحرب جديدة ضد بلد نفطي آخر لا تقل موارده النفطية عن موارد العراق ليحرم أبناء وبنات ذلك البلد أيضا مما أنعم به الله عليهم مثلما حرم العراقيين وترك بلادهم قفراً يباباً تعصف به رياح الطائفية والعنصرية الصفراء البغيضة.
لا يقع كل اللوم علی بوش بن بوش وحده، بل يقع معظمه علی الخونة الذين أغروه وجلبوه وعادوا إلی مسقط رؤوسهم التي طعنوها في صميم القلب علی متن دبابات بوش.

نعم، لقد رأيناهم ببذلاتهم المدنية وقوفا علی أبراج دبابات أمريكية عائدين كأنهم غانمون منتصرون٬ ولكن علی من انتصر أولئك الخونة الأنذال!؟ هذا هو أهم سؤال.

لحسن الحظ عرف الشعب الأمريكي انحطاط عقلية بوش وخيانته لهذا الشعب نفسه بإحكام قبضة البنوك الصهيونية علی رقاب مواطنيه لتمعن في سلب أعراق جباههم بالربا البغيض وفي انتزاع بيوتهم وعقاراتهم المرهونة.

لقد قوَّض بوش أمريكا ذات المؤهلات الجبارة وجعل أكثر من نصف شعبها "الذي تجاوز تعداده ثلاثمئة مليون" عاطلين عن العمل، إذ طردوا من وظائفهم بلا تعويض ومن بيوتهم التي عجزوا عن فك رهونها بعد أن فقدوا مصادر الأرزاق. والحق يقال إن قطع الأعناق أهون من قطع الأرزاق. فالذي يعدم يرتاح من عناء ووعثاء الحياة، أما من يصبح فقيراً معدماً عاجزاً عن إعالة عائلته فإنه يتمنی الموت.

ينطبق علی أمريكا ما قاله بوش عن العراق وإيران واحتمال تحسن أحوالهما إذا هلك حكامهما الوطنيون. فمن الأفضل للولايات المتحدة أن ترتاح من هذا الهلس الذي ترك لأوباما الأمين٬ إرثاً تنوء بحمله الجبال٬ وليته تبتلعه الزلازل التي تهز أمريكا من حين إلی حين، أو يغرق في تسونامي كما غرق سكان فلوريدا ولويزيانا الذين ما زالوا بلا مأوی لأن بوش لم يجشم نفسه عناء أداء واجبه كرئيس مسؤول وترك أوباما يتعارك مع هذا العبء الذي أنقض ظهره واستنزف قواه.

لقد خرجت أمريكا من الحرب العالمية الأولی بسمعة عاطرة، إذ طلع رئيسها وودرو ويلسون علی العالم بمشروع مؤلف من 14 نقطة، فتأسست بموجبها عصبة الأمم التي قضت نحبها بخيرها وشرها من جراء خشونة الرئيس الفرنسي كليمنصو في معاملة ألمانيا بعد استسلام قيصرها ولجوئه إلی هولندا المحايدة.

وكانت لها سمعة جيدة عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، إذ نشر رئيسها فرانكلين روزفلت عدلا ورفاهية في بلاده بعد أن أنهكت قواها الكارثة المالية التي أصابت سوق الأموال في شارع وول ستريت في نيويورك من جراء سوء إدارة سلفه كلفين كوليدج. وكان له فضل إنشاء منظمة الأمم المتحدة التي تخطئ أحيانا، وأحيانا تصيب٬ إذ يدفعها إلی الانحراف أمثال بوش ورهطه ممن يحيكون المؤامرات وينهبون الثروات.

من يزر الولايات المتحدة الآن "بعد المرور بحواجز الجوازات والجمارك التي تصور المسافرين عراة بلا ثياب" سيجد مدنا وقری كاملة أبوابها مقفولة ومنافذها مدبسة بألواح خشبية، وعليها عبارات تدل علی أنها معروضة للبيع بعد أن طرد منها السكان الذين دفعوا من دماء قلوبهم أقساطا بعد أقساط بعد أقساط، عقدا أو عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن، وكلما أوشكوا علی الوصول إلی شاطئ النجاة يجدونه قد أُبعد عنهم مسافة أخری.

الحكومات التي تعاقبت علی أمريكا استغلت شعوبها أسوأ استغلال؛ فالهنود الحمر ثم الزنوج والهسبانو والواسب "أي العنصر المهاجر الأوروبي" امتُصت دماؤهم وانتقلت أموالهم وممتلكاتهم إلی عصابة الرأسماليين الذين لا يشبعون.

لقد أعلن فلاديمير لينين مؤسس الشيوعية العالمية أن ألد أعداء الرأسمالية هم الجشعون من الرأسماليين الذين لا يزّكون أموالهم، وقال إن هؤلاء الجشعين سيبيعون للشيوعيين الحبال التي سيشنقونهم بها.

وهذه النبوءات تتحقق في أمريكا الآن بعد أن هاج شعبها وماج ضد الجشع والاستغلال؛ والحبل بالنسبة للدول الرأسمالية الأخری علی الجرار. ونحن نری شوارع لندن وباريس وغيرهما حافلة بالشبان والشابات الذين يتحدون الشرطة المسلحة بالمسدسات والرشاشات والغازات. فهذا الجيل يشعر بأنه قد اغتيل إذ حُرم من التعليم المجاني وضاقت دنيا الأعمال وأُلغيت معاشات البطالة وجری تخفيض معاشات التقاعد٬ ومع ذلك يخرج عجوز سفيه اسمه اللورد يونغ، وهو أحد وزراء اللبوة الشرسة مرغريت ثاتشر ليقول "إن معظم الشعب البريطاني لم ينعم في أي وقت مضی مثلما ينعم الآن". هذا الكلام الفارغ اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للاستغناء عن هذا المأفون الذي كان ضرره أكثر من نفعه حتی بات يقارن بالمعتوهة سارة بيلين التي ابتلي بها جون ماكين لتكون نائبا له في انتخابات الرئاسة الأمريكية فجاءت نائبة.

أمريكا كانت- وما زالت إلی حد ما- زعيمة الرأسمالية العالمية، فانهيارها حاليا وانتقال أهم صناعاتها إلی أوروبا والصين أدی إلی هبوط قيمة عملتها "الدولار" فُصعق الذين كانوا يعبدون عملة الصهاينة والماسونيين. وصار الذين يملكون المليارات منها يحجون إلی أمريكا بحجة الحاجة للعلاج الطبي كي يستشيروا الذين غدروا بهم في كيفية تخطيط وتنفيذ عملية الإنقاذ من المؤامرة الصليبية الصهيونية الرأسمالية التي ساهم هؤلاء المتطببون أنفسهم في حياكتها ضد أوطانهم.

لقد وضعت أمريكا العالم في ورطة٬ وهي تقول الآن تفرقوا ولينقذ كل منكم نفسه، فنحن أيضا غارقون. لقد احتكرت أمريكا في القرن الماضي رسم المخططات الاقتصادية والسياسية، وها قد ولی دورها كما ولت من قبل أدوار دول أخری، فليدبر كل من يهمه الأمر نفسه. فما حك جلد المرء مثل ظفره.

Alarab
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 75672_10150116709303496_813973495_7708790_383340_n.jpg‏ (35.6 كيلوبايت, المشاهدات 1)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke