موقف مضحك!

[fouadzadieke]

موقف مضحك!

فعلا حصل معي اليوم السبت المصادف 4/3/2006 موقف مضحك لم أنتبه إلى نفسي معه وقد عرفت سبب ضحكي على نفسي متأخراً.
منذ بعض الوقت أقوم كل يوم سبت بزياة أحد الرجال الألمان وهو مترمّل ويسكن بمفرده في دار يسكن إلى جانبه ابنه وزوجة ابنه وولداها الصغيران. ومن العادة أن أكون عنده من الساعة التاسعة صباح كل يوم سبت ولغاية الساعة الثانية عشرة ظهراً. أفقت هذا الصباح وكالعادة ومنذ أيام فإن الثلوج غطّت كل شيء حتى السيارة التي من المقرّر أن أسافر بها إليه وهو يسكن في القرية الثانية و(التي تشكل مع بلدتنا وحدة إدارية واحدة مشتركة) بعدما قمت بتكنيس الثلج من على رصيف بيتنا وهذا على فكرة واجب على كل صاحب بيت أو مستأجر أن ينظف الرصيف على طول امتداد بيته من الثلج لأن أي أمر يتسبب بسبب هذا الثلج بسقوط أحد المارة على الأرض وتعرّضه للإصابة بكسر أو غيره فمن حقه أن يقيم عليك دعوى ويطالبك بعطل وضرّر تسبب له فيه هذا السقوط (هنا القوانين محترمة ومعمول بها بشكل محترم وهي مطبّقة على الجميع دون استثناءات كما يجري في مجتمعاتنا الشرقية, حيث القانون بالقوة والسلطة وليس بغير ذلك) ركبت السيارة وأنا أنظر إلى عقرب الدقائق في ساعتي حيث لم يعد لي سوى خمس دقائق يجب أن أكون فيها عنده. فقلت أخشى أن أتأخر عن الموعد لكن والحمد لله وصلت دون تأخير. وكان صاحبنا لا يزال نائماً فأيقظته فتفاجأ ونهض من فراشه حيث ذهب إلى الحمام وكنت أخذت مكاني لأبدأ بعملي لديه وإذ به يأتي بعد حوالي الربع ساعة من وصولي ليسألني: في أية ساعة قدمت؟ أجبت: في الساعة التاسعة تماماً. ضحك الرجل وقال: لا. إنك جئت في الساعة الثامنة بدل الساعة التاسعة. نظرت إلى ساعتي فرأيت أن الرجل كان صادقاً فضحكنا معاً ضحكاً طويلا واعتذرت منه وقلت له على سبيل المزاح هل تريد أن أعود إلى البيت لآتي بعد ساعة؟ فقال: لا لا لا. لكني استغربت قدومك في هذا الوقت المبكّر ولهذا رأيتني في الفراش!
ضربت بيدي على جبهتي (طبعاً بهدوء. مو ناقصني بعد كم يوم تسوي عملية ما بدّي مشاكل إضافيّة) وقلت للرجل يا سيّد إنها أعراض التقدّم في السنّ وهذا دليل أكيد على أنني لم أعد شاباً والنسيان الذي أقع فيه أحياناً ووقعت فيه اليوم مخجولا إنما هو عرض واضح وسبب بيّن.
انقضت الساعات الثلاث وحين ودّعته قلت له (ساخراً من نفسي) سآتي في المرّة القادمة في تمام التاسعة وليس الثامنة كما حصل معي اليوم. فضحك وقال إنك لن تأتي في الأسبوع القادم على حدّ علمي بسبب العملية فقلت أعني في المرة القادمة التي سآتي فيها إليك وليس في الأسبوع القادم. لقد خجلت كثيراً وشعرت بأني تسببت له ببعض الحرج لأن مواعيد الأجانب دقيقة وأمور حياتهم منظّمة بموجب جدول زمني تحدّد فيه الساعة والعمل المرافق لها. هذا ما حصل معي صباح هذا اليوم وقلت للرجل: إنه من حظ زوجتي فهي تأتي غالباً قبلي من العمل فتقوم بتحضير الفطور لنا وللأولاد لنتناول طعام الفطور سوية, حيث أن عطلة نهاية الأسبوع هي الفرصة الوحيدة التي نلتقي فيها جميعاً على المائدة بسبب اختلاف مواعيد أعمالنا فكل يذهب في موعد ويأتي في موعد يختلف مع المواعيد الأخرى من أفراد العائلة.