هل يجيد المسلمون غير لغة الشتم و التكفير؟

[fouadzadieke]

السيد المحترم للسلام الاحد
أقول لك نعم التعميم لا يصح في أي أمر من أمور الكون و الحياة فلا مطلق فيها و الكل يخضع لقوانين النسبية السائدة و التي ينبغي التعامل بها دون ازدواجية في المعايير. أما عن حديثك عن الحروب الصليبية التنصيرية أيها الأخ الكريم فهي أولا قتلت من مسيحيي الشرق أكثر مما قتلت من مسلميه و أظن أنك تعرف ذلك لكن تحاول أن تتجاهله، ثم أن الحروب الاستعمارية المحمدية سبقت تلك الحروب بأزمان سحيقة و كانت من أوائل الحروب و الغزوات و الارهاب الذي استهدف حياة و مصير شعوب آمنة لم تتعرض للمسلمين بأذى فاحتلت أراضيهم و انتهكت أعراضهم و فرضت عليهم الجزية إلى حد لم يكن بالامكان التخلص من دفعها إلا من خلال الدخول في الاسلام لا إيمانا بل خوفا و لاستمرار حياتهم و أنتم الذين تزعمون أنه لا إكراه في الدين! و لا تهدي من تحب فالله يهدي من يشاء! أليس في هذا القول و أفعال المسلمين في الماضي و الحاضر تناقض بيّن و واضح؟ هل كان ذلك ترغيبا أم ترهيبا أم قهرا و عدوانا؟ بوش لم يكن قبل محمد الذي أمر بالغزو و جاء خلفاؤه ليكملوا مسيرة الفتك و البطش و القتل! كفاكم كذبا على أنفسكم. فكروا بحرية و جرأة و انظروا إلى ماضيكم كيف كان و إلى حاضركم الذي هو امتداد طبيعي له لما كان فيه من الكره و الحقد حتى أنكم قتلتم من أنفسكم كسنة و شيعة و خوارج و الخ أكثر مما قتل منكم الآخرون. ليس كل المسلمين سيئين و ليس كل المسيحيين جيدين فإنما النيات بالأعمال و الأفعال و بحسب نياتكم ترزقون. أنظر إلى نياتكم! ولد الاسلام في جزيرة العرب فكيف انتشر؟ و هل يحق لكم نشر دينكم بقوة السيف و الفتك كما حصل و لا يحق لغيركم فعل ذلك علما بأن الحروب الافرنجية لم تكن لنشر المسيحية بل جاءت ردا على تهديم المسلمين لكنيسة القيامة و التي أسموها بكنيسة القمامة. هل هذا هو تحضركم و قبولكم للآخر أيها السيد الكريم؟ فكر بعقلك قليلا و لا تنقاد خلف أوهام و ضعف و تخنع لجمود فكري مقيت. موضوعي هنا هو عليكم يا مسلموا العالم أن تدافعوا عن أنفسكم و دينكم و آرائكم و عقيدتكم بالتي هي أحسن أي بالحوار و أي لجوء إلى أسلوب العنف و التكفير و التخوين و هدر دم البشر ليس من الدين في شيء. هل الهكم ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟ هل يكون دفاعكم عنه بالشتم و الحرق و الترهيب و التدمير و الارهاب و القتل و الفجيرات و التفخيخ؟ تعلموا لغة الحوار! تعودا على أن تسمعوا كما تريدون أن تتكلموا. الحوار أسلوب متحضر و تصرف عقلاني واع لكن الشتم و الاهانة و القدح و التشهير و التكفير هو الكفر بالله يا سيدي. أرجو أن تكون وصلتك الرسالة و أن تكون فتحت طاقة صغيرة في رأسك و أبعدتك عن محيط الخوف الذي تعيشه. كن حرا برأيك و عقلك وفكرك و ليس تابعا جاهلا تكون كأداة في يد الغير. أنت مخلوق بشري عاقل أليس كذلك؟