![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() والمرحلة الخامسة عشرة من درب الصليب منذ الفي عام والناس تؤمن بالمسيح مخلص الناس .. ومنذ الفي عام والناس تتكلم عن حب المسيح للناس .. ومنذ الفي عام والناس تتذكر الام المسيح التي تحملها من اجل الناس .. كل الناس , هذه الالام التي ما كان ليتحملها لو كان يحب نفسه كأنسان .. هذه الالام التي ما كان ليتحملها لو لم يكن يحب الناس .. ولو لم تكن من اجل الناس .. جميع الناس .. الناس الذين جاء لانقاذهم وخلاصهم بتقديم نفسه ضحية وفداء عنهم جميعا .. ومنذ ان تأسست الكنيسة وبنيت على هذه الصخرة القوية .. صخرة الحب والوفاء .. صخرة الالام والتضحية .. صخرة التسامح والمساوات .. صخرة القيامة .. منذ ذلك الحين نظمت الكنيسة هذه الالام بما يعرف الان " درب الصليب " التي تؤدى في الكنيسة استذكارا لهذه الالام التي تحملها المسيح , وذلك كل يوم جمعة ولعدة اسابيع قبل ان يحل موعد ذكراها في يوم جمعة الالام العظيمة التي فيها صلب المسيح اي قبل احد القيامة او العيد الكبير . الذين يعرفون درب الصليب ويمارسونها , يعرفون جيدا انها طريق الالام والتضحيات التي تحملها المسيح وهو يشق طريقه حاملا صليبه الثقيل نحو الجلجلة من اجل خلاص البشرية .. ويعرفون جيدا تفاصيل ادائها بمراحلها الاربعة عشرة التي نسميها ( شنياثا ) ومفردها ( شنيثا ) اي انتقالة او خطوة .. ويعرفون جيدا ماذا تعني وتدل كل واحدة من هذه المراحل الاربعة عشرة , ومعانيها السامية ورموزها العظيمة التي يجب على كل انسان ان يتعظ منها ويقتدي بها . واما الذين لا يعرفون درب الصليب ولا يعرفون معانيها ورموزها وطريقة ادائها فنقول : - انها صلاة تجسد الالام التي تحملها المسيح والتضحيات التي قدمها من اجل البشرية منذ القاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة واصدار الحكم بالصلب عليه ومرورا بطريقه الى الجلجلة حاملا صليبه الثقيل على كتفه وانتهاء بصلبه وموته على خشبة الصليب فوق قمة الجلجلة من اجل خلاص البشرية جمعاء .. وتنظم هذه الصلاة كطواف حول الكنيسة من الداخل وفيها اربعة عشرة مرحلة او محطة توقف للصلاة تمثل المراحل او المحطات التي توقف فيها المسيح اثناء اقتياده نحو قمة الجلجلة لصلبه هناك .. وهذه المراحل او محطات التوقف لم تكن للاستراحة او اعادة النشاط او شرب الماء , وانما كانت لاعطاء الدروس والحكم للانسان .. هذه الصلاة هي التي كان يؤديها المطران الشهيد بولص فرج رحو قبل اختطافه مباشرة في كنيسة الطاهرة بالموصل .. وفي هذه الصلاة جسد الام المسيح اربعة عشرة مرة في الاربعة عشرة مرحلة .. وفي هذه الصلاة صلى من اجل الناس .. جميع الناس في الاربعة عشرة مرحلة .. وفي هذه الصلاة طلب من الناس ان يحبوا بعضهم بعضا في الاربعة عشرة مرحلة .. وفي هذه الصلاة رجا الناس ان يعفوا عن بعضهم البعض في الاربعة عشرة مرحلة .. وفي هذه الصلاة حث الناس ان يحبوا اعداءهم ويحسنوا الي مبغضيهم في المرحلة الرابعة عشرة كما فعل المسيح من فوق خشبة الصليب حين قال ( يا ابتي اغفر لهم لأنهم لايعرفون ماذا يفعلون ) وبذلك عمل ارادة ابيه السماوي واكمل ما جاء من اجله , وهكذا اكمل المطران الشهيد كل ما اوصاه به معلمه وفاديه المسيح المخلص وهو يكررها اربعة عشرة مرة مع الناس المؤمنين كما هو مقرر في هذه الصلاة وقبل ان ينتقل هو ورفاقه الى الخارج .. الى المرحلة الخامسة عشرة التي لم تكن مدرجة ضمن هذه الصلاة الاستذكارية التي تؤدى داخل مبنى الكنيسة , بل كانت مدرجة ومكتوبة ضمن ما كان يؤمن هو به وما كان يعمل هو من اجله وما كان قد كرس حياته له .. المرحلة الخامسة عشرة التي اداها مع رفاقه خارج مبنى الكنيسة .. هذه المرحلة التي قام بها هو ورفاقه الشمامسة الثلاثة الذين طبقوها على انفسهم وبذلوا حياتهم من اجله واستشهدوا بدلا منه , واما هو فقد القي القبض عليه واختطف واقتيد الى المكان المجهول وهناك استشهد , والله وحده فقط يعرف الالام التي تحملها والمشقات التي واجهها والاهانات التي لاقاها .. لكنه لم يضعف ولم يتنازل وفضل الاستشهاد .. وكيف يتنازل وهو الذي كان يعلم الناس ويطلب منهم ان يتحملوها خلال اربعة عشرة مرحلة اداها قبل ساعات داخل مبنى الكنيسة .. المرحلة الخامسة عشرة التي اداها خارج مبنى الكنيسة جسد فيها ما في اربعة عشرة مرحلة ليس استذكارا , بل ممارسة وتطبيقا .. المرحلة الخامسة عشرة عاشها بنفسة وتحمل الام ومشقات المراحل الاربعة عشرة .. وبذلك اقترب اكثر واكثر من المسيح .. وعرف اكثر واكثر عن المسيح .. وذاق طعم الام المسيح التي عرف منها المعنى الحقيقي للتضحية والفداء والخلاص .. هذه المعاني التي تعلمها من قبل وامن بها وكرس نفسه لها وضحى بحياته من اجلها .. ولم يتنازل عنها لانه كان يعرف انه لا قيمة لحياته لو تنازل عنها . فهنيئا لك ايها الشهيد الخالد .. يا من توجت قائمة شهداء المشرق ودخلت سجلها الخالد .. يا من جمعت مطارنة المشرق في كنيسة واحدة .. وفي قداس واحد .. قداس وداعك الاخير وانت تحدق في كل واحد منهم بأبتسامتك الخفيفة من خلال صورك المعلقة على اعمدة الكنيسة القوية وجدرانها المتينة وكأنك تقول لهم ابقوا هكذا مجتمعين دائما مع بعضكم البعض .. وليتباهى بك كل من يؤمن بما امنت انت به .. وليفتخر بك كل من يعمل بما عملت انت به وكرست حياتك من اجله .. ولتبقى ذكراك الطيبة خالدة يتذكرها الناس .. كل الناس من جيل الى جيل والى الابد .. امين . وحيد كوريال ياقو مشيكن – اميركا 15 – اذار – 2008 |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|