![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() جبرانيات ( 4 ) المحبة ... حينئذٍ قالت المطرة : حدثنا عن المحبة . فقال : إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة . إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها وإن جرحكم السييف المستور بين ريشها . إذا المحبة خاطبتكم فصدقوها وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً . ***** لأنه كما أن المحبة تكللكم ، فهي أيضا تصلبكم . وكما تعمل على نموكم ، هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم . وكما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس ، هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكينة الليل . ***** المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار حنطة . المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم . المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم . المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء . المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينوا ، ثم تعدكم لنارها المقدسة لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرّب على مائدة الرب المقدسة . كل هذا تصنعه بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم ، فتصبحوا بهذا الإدراك جزءاً من قلب الحياة . غير أنكم إذا خفتم ، وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة ، فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما تضحكون ، ولكن ليس كل ضحككم ، وتبكون ولكن ليس كل ما في ماقيكم من الدموع . المحبة لا تعطي إلا ذاتها ، المحبة لا تأخذ إلا من ذاتها . لا تملك المحبة شيئاً ، ولا تريد أن أحد يملكها. لأن المحبة مكتفية بالمحبة . ***** أما أنت إذا أحببت فلا تقل : " أن الله في قلبي " ، بل قل بالأحرى : " أنا في قلب الله " . ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبة ، لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقاً لنعمتها تتسلط هي على مسالكك . والمحبة لا رغبة لها إلا في أن تكمل نفسها . ولكن ، إذا أحببت وكان لا بد من أن تكون لك رغبات خاصة بك ، فلتكن هذه رغباتك : أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه . أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي . أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك وأن تنزف دماؤك وأنت راض مغتبط . أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر. أن تستريح عند الظهيرة وتناخي نفسك بوجد المحبة . أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً :
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك ، وأنشودة الحمد والثناء مرتمسة على شفتيك .... |
#2
|
||||
|
||||
![]()
يا لها من جبرانيات سماوية خفق بها فكره قلب روحه وعقله قبل بدنه وإنسانيته قبل وجدانيته فهو مخلوق من ثمار الفضيلة ومن متعة العفة. إنه إنسان من نوع آخر من صنف مغاير له نكهته وطعمه ومذاقه. أشكر لك جميل جبرانياتك هذه والتي تمتعنا بها على الدوام وكلما سنحت لك الفرصة وإني اخترت من بعض هذه الروحانيات الرائعة:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه . أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي . أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك وأن تنزف دماؤك وأنت راض مغتبط . أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر. أن تستريح عند الظهيرة وتناخي نفسك بوجد المحبة . أن تعود إلى منزلك عند المساء .
يا لعطية السماء كم أبدعت في هذا الخق الرائع! |
#3
|
|||
|
|||
![]()
المهندس فادي المحترم
تحية طيبة مشكور على إدراج جبرانيات فلها فلسفة خاصة وقراءها مميزون وتعال اتلو معي هذه الكلمات التي سطرتها سترى أن نفسك تهفو الى الروحانيات أكثر فأكثر : إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة . إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها وإن جرحكم السييف المستور بين ريشها . إذا المحبة خاطبتكم فصدقوها وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً . مع خالص تحياتي
نبيل |
#4
|
|||
|
|||
![]()
شكرا ً أستاذ فؤاد
شكرا ً أستاذ نبيل لمروركما على هذه النفحات الروحانية التي قدمها جبران للإنسانية قيما ً سامية و مُثلا ً عليا . |
#5
|
|||
|
|||
![]()
ومن لايحب روحانيات جبران فقد خلده التاريخ وسيبقى مخلدا ذكره
لاأشبع من قراءتي لروائعه.وهل أحلى من هذا القول..أولادكم ليسوا لكم أبناؤكم أبناء الحياة.. تشكر اخ فادي على الجبرانيات الخالدة..أعطني الناي وغني...فالغنا سر الوجود وأنين الناي يبقى ....بعد يفنى الوجود |
#6
|
|||
|
|||
![]() ومن جمال قوله ......... وقد أحببت الناس؛أحببتهم كثيرا والناس في شرعي ثلاثه: واحد يلعن الحياة وواحد يباركها وواحد يتأمل بها فقد أحببت الأول لتعاسته؛والثاني لسماحته؛والثالث لمداركه شكرا لك عزيزي فادي
على هذه الاضاءات الرائعه اثرو |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|