Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 08:25 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,840
افتراضي مشاركتي على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم و موضوع الحلقة هو أحلام اليقظة من إعد

مشاركتي على برنامج حديث الساعة في مجلة أسرة قلم و موضوع الحلقة هو أحلام اليقظة
من إعداد و تقديم الاديبة إنصاف أبو ترابي و إشراف كلّ من الدكتورة مها يوسف نصر و عدنان الطيبي

أحلامُ اليَقَظَةِ

بقلم: فؤاد زاديكى

أحلامُ اليَقَظَةِ، تِلكَ الرُّؤى الّتي تُراوِدُنا حينَ نَغفُو بِعُقولِنا و نحنُ مُتيقِّظونَ بِأبدانِنا، هي نَوافِذُ تُطِلُّ على العالَمِ الدّاخِلِيِّ للإنسانِ، و تَكشِفُ خَفايَا النّفسِ و ما تَختَزِنُهُ من طُموحاتٍ، خَوفٍ، رَغباتٍ و آمالٍ. فَهي ليستْ هَذيانًا و لا هُروبًا، بل تَعبيرٌ داخِلِيٌّ عن أُمنِيّاتٍ لم تُنجَزْ، أو لَعَلّها وسِيلةٌ لتَخطّي ضُغوطِ الواقِعِ بِقُدرَةِ الخَيالِ.

يَتَصَوَّرُ الكَثيرونَ أنّ أحلامَ اليَقَظَةِ هي مَضيَعَةٌ للوقتِ، غَيرَ أَنّها في جَوهَرِها مَصدرٌ خَصيبٌ للإِبداعِ. فَكَم مِن عالِمٍ، أو أديبٍ، أو مُخترِعٍ، كانتْ لَهُ خَيالاتٌ في لحظاتِ شرودٍ، تَحوَّلَتْ فيما بَعدُ إلى إِبداعاتٍ خالِدَةٍ. إنّها لَحظاتُ انغِماسٍ في ذاتِ الإنسانِ، فيها يَتَسامى العَقلُ عَن حدودِ الزّمانِ و المَكانِ، و يَصنَعُ عوالِمَ بديلةً عن تلكَ، الّتي يُعايِشُها.

في أحلامِ اليَقَظَةِ، نَكونُ أحرارًا مِن كُلِّ قَيدٍ. نُسافِرُ بلا جَوازٍ، نُحاوِرُ مَن نُحبُّ و إن كانوا غائِبين، نُصحِّحُ ما فاتَنا و نُعيدُ كِتابَةَ مَشاهدِ العُمرِ كما نُريد. يُصوِّرُنا الخَيالُ أبطالًا، يَمنَحُنا القُدرَةَ على كَسرِ الحَواجِزِ، الّتي لم يَسمَحْ لنا الواقعُ بتَجاوُزِها.

لكنْ لا بُدّ مِن التَّفريقِ بَينَ الحُلمِ البنّاءِ، الّذي يَدفعُنا إلى الأَملِ و العملِ، و يُقَوِّي مِن عَزيمَتِنا، و بينَ الحُلمِ الوَهميِّ، الّذي نَغرقُ فيهِ حتّى نَنسى الحَقيقَةَ و نَتهرَّبُ مِن المُواجَهَةِ. فَأحلامُ اليَقَظَةِ، مِثلُ السَّيفِ، ذو حَدَّين؛ إِمّا أَن تَكونَ دافعًا للنُّموِّ، و إمّا أَن تُصبِحَ مَأوىً لِلضَّعفِ و التَّخاذُلِ.

و في النِّهايَةِ، يَبقى الخَيالُ هِبَةً رَبّانِيَّةً، تَرتَقِي بالإنسانِ عن حُدودِ المادَّةِ، و تُغذِّي رُوحَهُ بالفِكرِ و الأُمنِيَّةِ. فلنَسمَحْ لأحلامِ اليَقَظَةِ أَن تَزورَنا، لكنْ، دونَ أَن تَختَطِفَنا مِن واقِعِنا. فَفي التَّوازُنِ بينَ الخَيالِ و الحَقيقةِ، تُزهِرُ الحَياةُ و تَكتَسِبُ مَعناها.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke