![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
مشاركتي على برنامج بوح الصورة في الأكاديمية الدولية لاتحاد الأدباء و الشعراء العرب تقديم شهيدة بلحرير
أحاديثُ الْوَجَعِ بقلم: فُؤَاد زَادِيكِي لِلذِّكْرَيَاتِ طُبُوعٌ فِي الْقَلْبِ لا تَمْحُوهَا الأَيَّامُ، وَ فِي كُلِّ زَفْرَةٍ مِنْ أَنْفَاسِنَا تَتَخَفَّى أَحَادِيثُ الْوَجَعِ، تَكْتُمُ صَوْتَهَا حِينًا، وَ تُفَجِّرُهُ حِينًا آخَرَ، كَأَنَّهَا لَحْنٌ حَزِينٌ يَأْبَى النِّسْيَانَ. أَتَذَكَّرُ يَوْمَ فُقْدَانِ أَبِي، كَانَ وَقْعُهُ عَلَيَّ كَسَيْفٍ قَاطِعٍ، لَمْ أَكُنْ أَعِي فِيمَا إِذْ ذَاكَ مَعْنَى الْفِقْدَانِ، وَ لَكِنَّنِي شَعَرْتُ أَنَّ جُزْءًا مِنِّي قَدِ انْتَزَعَ. صَوْتُهُ، ضَحْكَتُهُ، نَصَائِحُهُ، كُلُّهَا تَتَرَاءَى لِي كَطَيْفٍ فِي لَيْلٍ بَهِيمٍ. وَ فِي زَاوِيَةٍ أُخْرَى مِنْ قَلْبِي، تَسْكُنُ ذِكْرَى صَدِيقٍ خَذَلَنِي، وَ خَانَ مَا بَيْنَنَا مِنْ عَهْدٍ. كَيْفَ لِلثِّقَةِ أَنْ تَتَكَسَّرَ فِي لَحْظَةٍ؟ وَ كَيْفَ لِلْقَلْبِ أَنْ يُقَاوِمَ نَبْضَ خُذْلَانٍ مُؤْلِمٍ؟ كَثِيرًا مَا تَتَدَافَعُ الدُّمُوعُ فِي صَمْتٍ، حِينَ تَجُولُ تِلْكَ الذِّكْرَيَاتُ فِي أَرْوِقَةِ النَّفْسِ. هِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَوَاقِفَ عَابِرَةٍ، بَلْ نُدُوبٌ نَاعِمَةٌ لَا تُرَى، تَغُوصُ فِي الْعُمْقِ، وَ تُخَاطِبُنَا بِلُغَةٍ لَا يَفْهَمُهَا سِوَى مَنْ تَأَلَّمَ. إِنَّنِي أَكْتُبُ الْآنَ وَ الدَّمْعُ عَلَى أَطْرَافِ الْكَلِمَاتِ، كَأَنَّ الْوَجَعَ قَلَمِي، وَ الذِّكْرَى دَوَاتِي. مَا أَصْعَبَ أَنْ تَكْتُبَ مِنْ وَجْعِك، وَ مَا أَجْمَلَ أَنْ تَجِدَ فِي الْكِتَابَةِ عِزَاءً. أَحَادِيثُ الْوَجَعِ تُعَلِّمُنَا، تَجْعَلُنَا أَقْوَى، تُعِيدُ تَشْكِيلَ أَرْوَاحِنَا، تَصْقُلُهَا، وَ فِي وَقْتٍ مَا، نُدْرِكُ أَنَّهَا كَانَتْ لَازِمَةً لِنَكْبُرَ، وَ لِنُفَكِّرَ بِعُمْقٍ، وَ لِنَعِيشَ بِإِحْسَاسٍ صَادِقٍ. لَا أَكْتُبُ الْوَجَعَ لِأُذَكِّرَ نَفْسِي بِهِ، بَلْ لِأُحْدِثَ صُلْحًا مَعَ ذَاتِي، لِأُقَطِّرَ الدَّمْعَ نُورًا، وَ لِأَجْعَلَ مِنَ الْأَلَمِ نَبْعَ حَيَاةٍ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:38 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() الشكر العميق للأكاديمية الولية لاتحاد الأدباء و الشعراء العرب بشخص كلّ من الدكتورين الفاضلين قمبر حمود و عبد الله ابو زيد لمنحي شهادة الشكر و التقدير هذه دمتم و دام صرحكم الأدبي الراقي متألقًا على الدوام
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|