عمانوئيل والحرب الكرواتية السربية (القسم الثالث )
بعد فترة عادت المياه الى مجاريها , اعني عاد كل منا الى عمله ولكن قصة المعركة كانت على لسان الكثيرين 0 أما انا فشعرت بأنني بحاجة الى استراحة نفسية , وافضل استراحة نفسية هي الصيد00 أخذت العدة اللازمة للصيد وذهبت الى بيتي الصيفي الذي يقع على نهر (kupa) ,نهر كبير كنهر الدجلة في منطقة (kordun) ..... كان البيت على مرتفع جميل يطل على النهر , حيث المرج الأخضر والأشجار المثمرة كالخوخ والتفاح 000 بالإضافة الى نبع ماء عزب وبارد0 كانت حديقة البيت كبيرة جدا 60 مترا طولها و 24 مترا عرضها , كانت دوالي العنب تتسلق سوار الحديقة بأكمله 00 بناء البيت كان مؤلفا من طابقان وقبواًمخصصاً لحفظ النبيذ, حيث كنت اقوم بتحضيره سنوياً وذلك اكثر من 200 ليتراً 0 كنت استيقظ صباحاً على تغريد العصافير , اشرب القهوة في البلكون المطل على الحديقة ومن ثم اذهب الى الحانوت البعيد عني كيلومتراً تقريباً لشراء اللازم, بعدها آخذ القارب الصغير وأبدأ بالصيد 00 وفي المساء أُشعل النار و أبدأ بالشوي والشرب مع الأصدقاء والجيران00 لم تطل سعادتي غير أيام قليلة لأن احد الجيران السرب ( وكان صديقاً عزيزاً ) واسمه (ljubo ) ومعناها محبوب كان ليوبو شرطياً سابقاً في الشرطة اليوغوسلافية قبل بداية الحرب 00 جاء ليقول لي 00 يا عمانوئيل يجب ان تغادر المنطقة الليلة00 قلت لماذا ؟؟ قال الليلة سوف نفجر الجسر ولن تستطيع العودة , لأننا سوف نعلن الإنفصال عن كرواتيا 000 أخذت ماقدرت عليه من الأشياء المهمة وعدت إدراجي الى العمل بدون إستراحة 0 وفعلاً تلك الليلة كانت معركة قوية حيث انفصلت تلك المنطقة عن كرواتيا وانضمت الى سرب كنين ضد الكروات 00 عدت الى اعمالي في المقهى وفي الفيدو ( محل لتصوير الحفلات والمناسبات ) , كنت احترم اهل المنطقة وكانوا هم ايضاً يحترمونني , لأن طبيعة عملي كانت تتطلب ذلك00 بين الحين والآخر كان الناس يسألونني عن دوشان , طبعاً كان جوابي لا اعرف عنه اي شيئ , ربما ذهب الى المانيا 000 جبهة الحرب بدأت تكبر في كرواتيا وبيوت السرب غير المسكونة ُتفجر وكأن الكروات يقولون لهم ارحلوا فليس لكم هنا اي مكان 00 توافد النازحين الى البلدة من كل مكان فبدات اجد وجوهاً جديدة 00 وهنا بدأت المشاكل حيث القادمين كانوا حاقدين على كل انسان اجنبي غير كرواتي , بدأت اشعر بمضايقة شديدة 0 فالذين كانوا لا يعرفونني كانوا ينادوني كوماندوس عرفات 00 والذين كانوا يعرفوا بأنني اورتودوكس كانوا ينادوني شيتنيك سربي 0 وهكذا كنت على رأس الحربة 000 وفي يوم من الأيام وانا في المقهى كان هناك 4 أشخاص ( قد نزحوا من البوسنة الى كرواتيا )جالسين يتناقشون بصوتاً عالياً جداً وكأنهم يتشاجرون00 طَلبت العاملة منهم بأدب وإبتسامة ان يخفضوا اصواتهم فردوا عليها بالشتائم قائلين أن اهلنا في البوسنة يُقتلون من قبل المسلمون , وهنا الكوماندوس المسلمون يتمتعون بخيراتنا موجهين بأصابعهم نحوي 00 ُجننت آنذاك واتجهت نحوهم وبصوت عالي , انا لست مسلماً ولم اهرب من الحرب مثلكم 0 أنتم شباب فلما هربتم من البوسنة ام بالأحرى من الحرب 00 هل خفتم على ( اطيا000) 0 انا حاربت هنا مع المناضلين علماً بأن الحرب لا تخصني00 وهنا هب جميع الحاضرين لمساعدتي 00 حيث طردناهم من المقهى 000 عند المساء كنت جالساً الى الطاولة مع بعض الأصدقاء وإذا بالشباب الأربعة يدخلون ومعهم خاروفاً واقتربوا من طاولتي , اخرج احدهم سكيناً حادة وذبح الخاروف بجانبي قائلاً انني سوف اذبحك كهذا الخاروف , وفجأة دخل رجال الشرطة الكرواتية0 لأول وهلة تفاجئت وسألت نفسي هل للشرطة علاقة بذلك , كان الجواب لا 00 لأن العاملة اتصلت مع الشرطة لأنها احست بخطر عند دخول الرجال الأربعة 00 دخول الشرطة حال دون وقوع مجزرة , لأن الشرطة تدبرت الأمر بسرعة وابعدت الرجال عن المدينة الى مخيم آخر000 مرت عدة اشهر والهدوء مخيم على المدينة ولكن على الحدود الأمامية كانت النار مشتعلة وخاصة في مدينة (vukovar ) . وبين الحين والآخر كانوا يأتون بجثة شهيد أو أكثر من الخطوط الأمامية حتى اصبح السواد يعم على عدد كبير من اهالي المدينة 00 وبحكم اختصاصي هندسة مناجم وتفجيرات سطحية وغميقة ُطلب مني أكثر من مرة للقيام بزرع المتفجرات ,فكنت اخترع الأعزار للتهرب من إداء المهمة000 العمل في المقهى اصبح ضعيفاً بسبب الحزن وعدم احياء الحفلات العامة والموسيقة الليلية 0 وفي أحد الأيام كنت اجري بعض الحسابات وإذا بالهاتف النقال يرن 000 ألو 00 مين ؟؟ أين أنت 00؟؟ في الدار فوق المقهى 00 اريدك حالاً 0 كان المتكلم دوشان 00 صعدت الى الأعلى وإذا بي أرى دوشان ومعه إثنان وقد احضروا بعض المتفجرات 0 سألت ما معنى هذا ؟؟ قال إننا سنقوم بتفجير بعض المناطق الحساسة هنا , قلت إلى هنا وكفى لا تدخلني في أشياء لا تخصني 0 أنني سوف أترك لك كل شيئ ولن أعمل في المقهى بعد اليوم 0 نزلت إلى المقهى وقلت للعاملة بعد ان حاسبتها ان تذهب لأنني سوف أغلق المقهى بسبب سوء المورد وقلة العمل 00 أغلقت المقهى وصعدت الى الأعلى حيث وضعت المفاتيح امام دوشان وطلبت له التوفيق , ومن ثم عدت الى داري 000 كانت الساعة الثانية صباحاً عندما استيقظت على صوت قرع الباب 00 مين ؟؟ قال الطارق افتح الشرطة 00 فتحت الباب وإذا بدورية الشرطة 00 يجب ان تأتي معنا 00 ماذا حدث ؟؟ ستعرف فيما بعد 00 أخذوني الى المركز وبدأ التحقيق 0 ما علاقتك مع دوشان ؟؟ قلت لا شيئ فقط صديق 00 أخرج المحقق المتفجرات وقال ماذا كنت سوف تعمل بهذه المتفجرات ؟؟ قلت لا اعرف اي شيئ عنها 0 لماذا إذا اغلقت المقهى ؟؟ قلت بسبب ضعف العمل وقلة المورد , عدا عن هذا لدي عملي الأصلي ولا استطيع أن احمل بطيختين بيد واحدة 0 بدأت لهجة التحقيق تتوتر وعندها شعرت بقوة خارقة , رغم ان الإنسان لا يعادل قشرة بصلة أثناء الحروب 0 صرخت في وجه المحقق قائلاً هل تعلم من انا 00 اين كنت عندما ُسجنت من اجل القضية الكرواتية وذكرت له 1971 وليلة عيد الميلاد عندما سجنت مع المتظاهرين لإسقاط الحكم آنذاك , هل تعلم بأنني شاركت في الهجوم على الثكنة 00 هل تعلم 00 هل تعلم 00 عندها طلب مني تهدئة الأعصاب وقال نحن نعلم كل شيئ عنك ولكن لدينا أدلة تثبت تعاملك مع السرب 00 قلت أدلة وأية أدلة 00 قال إننا ألقينا القبض على شريكا دوشان وهما قالا بأنك أتيت إلى الدار ليلاً , قلت نعم أتيت واعطيته مفاتيح المقهى 00 إذا لماذا لم تخبرنا عن رجوعه 00 قلت وهل اعمل معكم بسلك الشرطة , هذا ولم اعلم بأن كل سربيا هو مجرم 00 ولم اتمم كلمتي حتى وجدت نفسي على الأرض والشرطي فوقي يضربني (بكابل) لتمديد الكهرباء تحت الارض 00 وسمعت المسؤل يقول ماذا فعلت خذه من هنا000 اخذني الى زنزانه صغيرة وتركني هناك 0 بقيت في الزنزانه عشرة ايام الى ان اتى احد الحراس وقال اخرج ان لديك حظ كبير قلت نعم لدي حظ كبير لأن فترة النقاهة لديكم كانت ممتازة 00 قال اخرس 00 خرستُ وسرتُ وأمام الباب الخارجي كان بإنتظاري قائد الدفاع المدني للمدينة 0اخذني وقال بأنه لم يكن يعلم اي شيئ عن اعتقالي واضاف قائلاً لماذا كنت عنيداً اثناء التحقيق0 قلت لم اكن عنيداً وإنما صادقاً ونحن أبناء آزخ نقول الحق وندافع عنه حتى ولو كان ذلك يضر بمصلحتنا لأن آبائنا و اجدادنا علمونا ذلك 0 0(000000 يتبع ) 00000000000 عيدو اسحاق عيدو
|
08-03-2006, 03:53 AM
العرض المتطور
