شجرة طبيعية بالحسكة لاول مرة تُزين الميلاد

[ابو سومر]

في "الحسكة"...شجرة طبيعية تُزين أعياد الميلاد لأول مرة

في نفس التاريخ من كل عام تنير أضواء الفرح شوارع "الحسكة"، إلا أن الجديد هذا العام كان في شكل الشجرة، فكما جرت العادة تعم أجواء الفرح حول شجرة صناعية، إلا أن اليوم تفردت المحافظة بتزيين إحدى شجرات المدينة الطبيعية، لتحمل من خلال هذا العمل رسالتين، الأولى هي التأكيد على اللحمة الوطنية التي نعيشها، والثانية التأكيد على أهمية الشجرة التي تعتبر رئة المحافظة.

بداية مع اللواء "معذى نجيب سلوم" الذي أنار الشجرة حيث قال: «تعتبر الحالة التي شهدتها المحافظة اليوم تعبر عن صدق التآخي والانسجام واللحمة الوطنية، الأمر الذي تؤكد عليه قيادتنا في كل الميادين،من خلال التوجيه بالارتقاء بالمعاملة الطيبة بين جميع الطوائف والملل، ونحن في "سورية" نقول دائماً أن "الدين لله والوطن للجميع"، تصديقاً لما قاله السيد المسيح، هذا اليوم تفوح رائحة الفرح خاصة مع وجود رجال الدين الأكارم، على المستوى الشعبي تعمل هذه النشاطات على تمتين العلاقة بين أبناء الشعب، إلا إننا نشعر اليوم بغصة لما يقاسيه أهلنا في الأرض المحتلة من جهة، ومن خلال الفصل بين الأحبة الذي يشكله الجدار العازل، أنتمنى أن تعاد هذه المناسبة على شعبنا وقد تحررت أرضنا وعادت الحقوق لأهلها».

نيافة المطران "متى روهم" مطران السريان الأرثوذكس في الجزيرة والفرات قال: «إن الفرح يغمر جميع أبناء سورية بميلاد السيد المسيح، هذا النبي المكرَّم عند المسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء، فالحرية التي نتمتع بها في هذا البلد تساعدنا على ممارسة جميع الطقوس، يشكل هذا اليوم بالنسبة


الاحتفالات تعم المنطقة
لنا فرحاً لا يمكن أن نصفه، إلا أنه لا يخفى على أحد الغصة التي تسكن صدورنا، فالمكان الذي ولد فيه السيد المسيح يعاني الأمرين تحت الاحتلال، في الختام نسال الله إن يرفع عنهم الظلم ليعيشوا بخير مثل باقي إخوانهم في الوطن العربي وأن يعم السلام على الأرض».

بابا نويل "سمير مراد مارديني" قال: «هذه فرحة كبيرة جدا تجدد في كل عام بهذا التاريخ ، زينها اليوم حضور السيد المحافظ ، وما يميز هذه الشجرة طبيعية وهي سابقة في المحافظة حيث تعبر عن الفرح بميلاد السيد المسيح ، أتمنى أن تنير هذه الشجرة محافظة الحسكة كما أنارت محيطها، شعوري اليوم لا يوصف عندما أرى كل أطياف الشعب جاءت لتشاركنا فرجتنا ، من خلال توجيه رسالة للعالم إن السلام خلق هنا ونحن من يوزعه للعالم».

يضيف "مارديني": «أنا أجسد اليوم شخصية بابا نويل هذا الرجل الذي يحمل بين ثناياه كل المشاعر التي يتصف بها أهل المنطقة، لقد انطلقت قصته من قرية تقع بين "تركيا" و"سورية"، كانت رسالته هي توزيع الألعاب على فقراء العالم لتعم السعادة جميع الأوساط، سأقوم


اهالي الحي يقدمون الحلوى لمحافظ الحسكة
اليوم من خلال الزَّي الذي أرتديه بتوزيع الهدايا على الأطفال، متمنياً أن يعم السلام على الجميع في كل العالم، ومتى عم السلام عم الخير على الجميع».

السيدة "كريستين حنا" عبرت عن فرحتها بإضاءة الشجرة فقالت:«إنها بادرة جميلة نتمنى أن تستمر كل عام، لنعزز الفرحة في قلوب الجميع ويعم السلام أرضنا وشعبنا وتزداد حالة المحبة الوحدة الوطنية التي نعيشها».

"كارلا حنا" قالت بدورها: «أمر جميل تعيشه "الحسكة" لأول مرة، فقد ساهمت في نشر المحبة في قلوب الجميع وزادت من فرحة العيد وأعياد الميلاد التي نعيشها، وأجمل شيء كانت مشاركة كل أطياف المجتمع بهذه البادرة، ما يؤكد على حالة الوحدة وجمالية النسيج الوطني في المحافظة».

نقيب المقاولين "عبد العزيز يونس" قال: «قمنا بتنفيذ الشجرة كنوع من التآخي مع إخواننا المسيحيين، فما يميز محافظة "الحسكة" هو اللحمة التي تعيشها، من هنا جاءت المبادرة، ولأن الوقت الذي عملنا فيه كان قصيراً جداً ولم يتجاوز شهراً واحداً، قمنا بتزيين شجرة طبيعية، حيث ترتفع الشجرة حوالي ثلاثة عشر متراً، أردنا من خلال هذا العمل أن نوجه رسالةً للعام أن هذا البلد


مغارة السيد المسيح
هو خير من يرعى الأخوة، تعتبر هذه الفكرة هي سابقة في عصر الاحتفالات التي شاهدناها، أتمنى من وراء هذا العمل أن يهتم الجميع بالشجرة التي تعبر عن سلامة البيئة، وأقول لإخواننا المسيحيين كل عام وأنتم بخير».

بقي أن نذكر أن الحشود الكبيرة التي شاركت في إنارة أول شجرة، جالت في أنحاء المدينة لتحتفل بإنارة الشجرة الثانية في حي "الكلاسة".