![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ 6 ... ... ... ... ... برقٌ من نوعٍ مريبٍ يهطلُ فوقَ مرافئِ المساءِ مَنْ كسرَ أعناقَ دالياتي الخضراء؟ سفرٌ في أعماقِ المسافاتِ ليالي مهجورة خالية من الدّفء حولي صقيعٌ مترامي الأطراف .. جفلَ عجوزٌ طحنَتْهُ الأيام عندما سمعَ هديرَ السَّماءِ ماتَتِ الكائناتُ الصَّغيرة والكبيرة في طريقِهَا إلى الهلاكِ آهٍ .. نعيشُ اليومَ مقمَّطينَ بحضارةٍ مِنْ لَوْنِ البراكينِ ارتبكَتْ قِطَّّةٌ جائعة عندما اندلقَتعليهَا شظايا من أعماقِ اللَّيل كيفَ تتحمَّلُ السَّماءُ ضبابَ الشَّظايا؟ تقعّرَتْ رُوْح الأشجارِ لكنها ما تزالُ شامخة كالجبالِ ماتَتْ طفلةٌ مِنَ الحزنِ في زهرةِ العمرِ! أمٌّ محتارة تبحثُ عَنْ خِرْقَةٍ مُمَزَّقة تقمِّطُ رضيعَهَا حلمٌ ينمو بينَ جنباتِهِ الكوابيس رؤى مهروسة .. غارقة في البكاءِ حزنٌ من لونِ قتامةِ القبورِ حزنٌ يضاهي حجمَ المجرّات كيفَ تتحمَّلُ أيها الإنسان كلّ هذا الاحتراق؟ غرقَت خشبة الخلاص احترقَت وجنة الصَّباح قبّة اللَّيلِ والنَّهارِ احترقَت أجنحة الهواءِ في عزِّ الحضارة هل ثمَّة حضارة؟ تَبّاً لكِ يا حضارة! لماذا لا يلملمُ الإنسانُ حبيباتِ الفرحِ ويرشرشُهَا فوقَ رؤوسِ الحمامِ؟ هلْ مازالَ تحتَ قبّةِ السَّماءِ حمام؟ آهٍ .. من حلاوةِ الرُّوحِ تاهَ الحمام. جَفَلَتِ القنافذُ هاربةً من خفافيشِ الأرضِ من غدرِ الثَّعالبِ من رجْرَجَاتِ الصُّخورِ المنجرفةِ فوقَ أجنحةِ الفراشاتِ كيفَ تقاومُ أجنحةَ الفراشات الشَّرارات المندلقة من حلقِ طيشِ الطَّائراتِ؟ ثمّةَ أسئلة عديدة منبثقة من واحاتِ المخيّلة تُجِْفلُ أسرابَ العصافيرِ! ترتعدُ خوفاً قممُ الجبال ِ حتّى أعماقِ الصَّحارى لم تنجُ من جموحِ الشَّظايا آهٍ .. أينَ أنتَ يا أمان؟! لَمْ يبقَ على أجنحةِ فراخِ الطِّيورِ زغباً فرّتِ القبَّراتُ بعيداً الرُّوح عطشى .. فسحةٌ ضئيلة مِنَ الْفَرَحِ فسحةٌ صغيرة لأسرابِ الهداهدِ أينَ المفرُّ مِنْ وَمْضَاتِ البكاءِ؟ ثمّةَ خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ يريدُ العبورَ في غاباتِ الذَّاكرة البعيدة خيطٌ مشتعلٌ بالجمرِ يعصرُ ظلالَ القلبِ غير مبالٍ بدموعِ الرُّوحِ المنسابة فوقَ خدودِ اللَّيلِ خيطٌ غير مرئي يعبرُ جنباتَ اللَّيلِ خيطٌ كثيفُ الشَّراراتِ يحرقُ دونَ رحمةٍ قرونَ غزالةٍ برّية! سقطَ غرابٌ من قمّةِ الجبلِ لَمْ يكنْ معتاداً على القممِ عندما نهضَتْ مٍنْ نومِهَا رأَتْ أفواجَ الجرادِ تلتهمُ مؤونةَ الشِّتاءِ مِنْ أينَ جاءَ كلّ هذا الجراد؟ قحطٌ مخيفٌ يغلّفُ أعماقَ الوديان عابراً السُّهول الفسيحة المتاخمة لمرافئِ الأنهارِ!
... .. ... ... ... يتبع! صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم sabriyousef1@hotmail.com التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 03-08-2008 الساعة 11:19 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
أنْ تُرينا فسحةَ مهما بدا
حجمُها, فهو جميلٌ يُفرحُ. خيرُ مِنْ ألاّ نلاقي منفذاً راحةٌ منه صدوراً تشرحُ هذه الدنيا و أحوالُ الورى قد غدتْ حزناً شقيّاً يجرحُ أينّ أخلاقٌ تغنّينا بها؟ أينَ آمالٌ و أينَ المُفرحُ؟ كلّ ما الكونِ يبدو قاتماً فسحةٌ تكفي عسانا نطرحُ ما تبقّى من همومٍ يا أخي في بحارٍ. ما جميلٌ تبرحُ في حياةِ الناسِ فهيَ المنتهى صادقٌ أنتَ و قولٌ أملحُ. أشكرُ المولى فلا زالتْ لنا بعضُ أحلامٍ نراها تسرحُ في رحابِ الكونِ تسعى فسحةً كي تنيرَ النفسَ حزناً تشلحُ. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|