Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
أحاديث عن جدتي
أحاديث عن جدتي جدتي إنسانة بسيطة حملت أنوثتها مشقة الحياة بمتاعبها فكانت كصخرة في وجه الريح أتخيل صفاء وجهها البهي ودفء حنانها وصدقها مع عملها الدؤوب لتربي عائلتها وكانت قد فقدت زوجها وهي في ريعان شبابها فناضلت وشقت وجاهدت لتربي ابنتيها (ساري و ايلي) وولدها الوحيد (ميخائيل) حيث أن ولداً آخر كان لها يسمى (حنا) مات ملدوغاً بعقربة سامة ولم ترض أن تنكس رأسها وتطلب مساعدة من أي إنسان بل كانت تقدم المساعدة والمحبة للآخرين هذه هي جدتي التي أحببتها ولن تزول محبتها من قلبي إلى الأبد وكل أطفال القرية كانوا يحبون جدتي فجيوبها كانت دائما مملوءة بالزبيب والبزر المسلوق وكلما كانت ترى طفلا كانت تملأ يديه بالزبيب والبزر المسلوق بالإضافة إلى الحنان والرفق المصوران على وجهها المشرق ..
كانت جدتي آسو تعيش في ضيعة اسمها حياكة (تبعد عن مدينة المالكية حوالي خمسة عشر كيلو مترا) ضيعة هادئة ووديعة وجميلة وطبيعة مناخها يرد الروح للجسد وكان يتخلل هذه الضيعة نهر رقراق كنا عندما نزور جدتي نذهب للنهر ونغسل وجهنا بمائه البارد والعذب ونرش الماء على بعض فنمرح ونضحك والنهر كان مقابل بيت جدتي كم كانت جدتي نشيطة وكان بيتها بسيطا مكونا من غرفة كبيرة لها نافذتان تطلان على الشارع وبجانب هذه الغرفة مطبخ أو كنا نقول عنه بخيري بارد في الصيف ومعتدل في الشتاء ومن الجهة الأخرى من هذه الغرفة والبخيري كانت لديها ساحة كبيرة لتربية البقر والغنم والجاموس وقن للدجاج وكان للحيوانات غرف عتيقة كثيرة ومكان للعلف حيث كانت جدتي تربي هذه الحيوانات وتعتني بها وكان عندها حديقة كبيرة تبعد حوالي خمسين مترا عن بيتها تزرع فيها ما لذ وطاب من الخضروات على جميع أنواعها وكان يومها كله عملا فكل يوم تفيق في الصباح الباكر لتحضر البقر والجاموس ليأتي الراعي ويأخذهم للمرعى منذ الصباح وقرب المساء كان يعود بهم إلى البيت وأثداهم قد امتلأت بالحليب وكانت تنظف مكان الحيوانات ثم تقوم بتحضير الفطور وكم كان فطورها لذيذا الزبدة التي كانت هي بنفسها تعملها والجبن البلدي المتعدد الأنواع والشاي أو الحليب الطازج وبعد الفطور كانت تقوم بتنظيف البيت وطبعا كانت أمي تساعدها لأنها كانت تستقبل بناتها كل صيف لتعمل لهم مونة الشتاء و أذكر ذات مرة أن عمي المرحوم (كبرو) والد زوجي فؤاد و الذي كان يعمل عطّارا يتجول بين القرى قدم إلى القرية و أعطاني بعض السكاكر رحمة الله عليه. كم كانت تلك الأيام حلوة ياجدتي الرب يرحمك ويارب مكانك يكون في جنان الخلد ذكراك هي التي ستحيا بمخيلتي إلى الأبد أحبك ياجدتي ... بقلم سميرة زاديكة التعديل الأخير تم بواسطة SamiraZadieke ; 09-12-2007 الساعة 12:25 AM |
#2
|
||||
|
||||
شكرا لك يا سميرة لهذه اللفتة الجميلة و هذه الخاطرة الرشيقة التي قفزت من سفر ذاكرة الطفولة البريئة و الجميلة التي عشتها في ربوع قرية حياكة و أنت في دار المرحومة جدتك آسو رحمها الرب و التي كانت إنسانة عصامية بكل معنى الكلمة. كم هو جميل أن يتمكن المرء من استعادة بعض أحاسيس و مشاعر تلك الفترة من الزمن حيث كان طفلا أو طفلة يعيش في عالم الانطلاق و المرح لا هم له سوى أن يستمتع أكثر و أكثر بجمال الحياة و الطبيعة و أن يعبّر عن جميع ما يعتمل في قلبه و نفسه من خلال ممارسات منطلقة على سجيتها. إن تفريغ الذاكرة من بعض مخزونها فيما يمكن أن يكون مفيدا هو جهد مشكور و آمل أن ينحو آخرون منحى سميرة في الكتابة عن بعض ذكريات طفولتهم. إن روايتك لهذه الخاطرة جاء بأسلوب رشيق و بسيط و هادف يعبر بحيوية مبدعة عن أحاسيس صادقة و مشاعر محبة نبيلة. شكرا لك يا حبيبتي سميرة على هذا النص الأدبي و الوجداني الجميل.
|
#3
|
|||
|
|||
كم ردودك تشجعني وتدفعني للكتابة وأعرف مدى عشقك للكتابة وأنا أيضا أحب أن أفرغ مابمخيلتي لئلا يموت الماضي بين زوايا ذاكرتي
كلماتك راقية فيها الدفء والأمان شكرا لردودك الرائعة والتي هي مواضيعا بحد ذاتها أشكرك يارفيق الروح ... |
#4
|
||||
|
||||
اختي الغالية اشكرك على هذه الموضوع الجميل التي سطرته اناملك
وفعلا اجمل من حكاية الجد والجدة لا يوجد تحياتي القلبية سلمت يداك ياغالية
__________________
ܐܠܠܗܐ ܚܘܒܐܗܘ ܡܘܢ ܢܐܬܪ ܒܪܢܘܫܐ ܐܢ ܥܠܡܐ ܢܩܢܐ ܘܢܦܫܗ ܢܝܚܣܪ - الله محبة - ((ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه )) // الرب يسوع حامي بلاد الرافدين // // طور عابدين بلد الاجداد الميامين //
|
#5
|
|||
|
|||
أخي الغالي أبو سومر فعلا الجد والجدة يكون حبهما كبيرا في القلب
حيث أنني لم يكن عندي سوى جدتي من بين أجدادي فكانوا قد توفوا قبل أن أولد كلهم وبقيت الجدة الوحيدة وكانت محبوبة من قبل كل الناس لطيبتها ألف شكر على مرورك المفرح أخي أبو سومر والرب يسوع معك وألف الحمد لله على السلامة اشتقنا لكتاباتك الحلوة ... |
#6
|
|||
|
|||
شكرا لك اختي سميرة على مشاركتنا ذكرياتك الرائعة .. الف رحمة على جدتك الطيبة
دمت في امان الرب . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|