![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
كيف للمرء ان يميز خفة الدم من ثقل الظل؟ هذا السؤال لا يمكن الإجابة عنه إلا من خلال مجموعة تجارب ذاتية يمر من خلالها شريط الأشخاص الذين تظارفوا ذات وقت،
ولكنهم لم يكسبوا الابتسام ولم يفوزوا بالقبول، بل كان التأفف نصيبهم من محيطهم، فانصرفوا مكسورين أو أفرطوا في تظارفهم فأصبح الوقت معهم ثقيلاً ولم يجد جُلاسهم بداً من مغادرة المكان. خفيف الدم شخص دمث، ذكي، لماح، لديه نباهة ويفهم في الأصول، كما قال المطرب محمد عبدالمطلب «يفهم في الأصول ولا يشمّت فينا عزول»، فإذا رآك غضباناً أو متكدراً يعمل على تخفيف شدتك عبر تعليق ذكي لاخراجك من الحالة التي أنت فيها، كأن يقول لك: مبروك المركز الجديد، فتندهش وتسأله: أي مركز، فيجيبك، وهو يشير إلى ثيابك: لقد عينوك مسئولاً في حزب الخضر، فتضحك مدركاً انه قال ذلك عندما رأى بنطالك وقميصك شديدي الخضرة. لكن عندما يتظارف أحد ثقلاء الدم فهو يقول لك بكل صفاقة وعلامات البلادة على وجهه: البقية في حياتك، فتشهق جزعاً: «مين اللي مات؟» وعندها يدرك سخف الموقف فيسارع إلى القول: أنت ترتدي ثياباً سوداء بالكامل. ان الفروقات البسيطة بين صدى الموقفين السابقين تدل ماذا يعني أن يكون المرء خفيف دم أو ثقيل ظل، ويعتمد ذلك على ما تتركه كل جملة ابتدائية من صدى في نفس الانسان، فكم هو جميل صدى كلمة «مبروك»، وكم هو قاس صدى كلمة «البقية في حياتك»! وعلى ذكر ثقلاء الدم، يمكن تصنيف معظم ما أنتج من كاميرا خفية في خانة ثقل الدم، أو ثقل الظل، إذ ليس مضحكاً ان تُفزع الناس عبر ثعبان بلاستيكي تطلقه على أرجلهم، فيصرخ الأطفال ويهرب الناس خوفاً، بينما يضحك ثقيل الدم مع ثلة من المصورين أو حاملي الكابلات الكهربائية بطريقة سعادين الغابة. كما ليس مضحكاً ان ترش مادة داكنة على ثياب الناس، ثم تقول لهم: معاك الكاميرا الخفية! أو ان تضرب شخصاً أو تصفعه على مرأى من البشر، وتقول له: معك الكاميرا الخفية! الظرفاء موهوبون وفطريون ولديهم نبالة الفرسان، ولا يضحكون من مآسي الناس ولا يسعدون من جزعهم، ولعل أكثر الأشخاص ظرفاً هو الحسن بن هانئ المعروف بأبي النواس الذي كان شاعراً ماجناً، ثم متصوفاً، وقد تضاربت الآراء فيه، لكنه كان ذات يوم يسير في شوارع بغداد وبيده زجاجة خمر فصادفه أمير المؤمنين وسأله: ما هذا الذي بيدك يا أبا النواس؟ فقال: لبن يا أمير المؤمنين، فاغتاظ أمير المؤمنين وقال له: لكني أرى لبنك أحمر يا أبا النواس، فسارع الشاعر إلى الرد: كان أبيض يا أمير المؤمنين، لكنه عندما رآك احمر خجلاً. ولأن الظرافة نادرة والسخافة حاضرة، فقد سئل أحد المتظارفين (ثقلاء الظل) عن موقف طريف حدث له ذات يوم فقال وهو يضحك بشدة: لقد كنت ذات يوم في رحلة صيد مع بعض الأشخاص، حيث لم أكن صياداً جيداً فأطلقت عياراً نارياً على أحدهم، فاخترق عينه.. ها.. ها..ها.. ولأني لا أعرف بقية الحكاية أقول: ليس مهماً الخاتمة، فالمكتوب واضح من عنوانه، أو ثقيل الظل واضح من سلوكه. واختتم بالقول ان بين خفة الدم وثقل الظل شعرة لو تجاوزها المرء لأصبح صديقاً للصياد الماهر الذي تظارف ذات يوم وأردى انساناً بريئاً بغباوة! ( نقلته عن البيان) |
#2
|
||||
|
||||
![]()
الاخ ملكي..ان مقالتك الجميلة عن خفة وثقل الدم كانت جميلة وخفيفة الظل ،و ابا نوانس ذاك فإنه بجد كان خفيف الظل وهنا أكدت ذلك مرة اخرى. في الصباح الباكر وقبل ذهابي للعمل قراءت ما كتبته واضحكتني نكتة ابا نواس اما ما اعجبني هو صدقك وخفة ظلك ،اتمنى ان نسمع المزيد منك ومن ابا نواس ومن جميع زوارنا،فهذه هي فرصة للتعرف على الاخرين ومعرفة افكارهم ،،وخفة دمهم،،جورجيت
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
أستاذ ملكي.
يا خفيف الدم. لم تترك لنا مجالا للمحاورة في هذا الموضوع ، لأن ماعبرت به كان كافيا ووافيا . موضوع لم يخطر على بال ، زد. منتدانا هذا بما عندك ، لأن مجتمعنا و بالأحرى شباب يومنا هذا محتاجين إلى مبدعين ومفكرين كأمثالك . كم وكم أتوج بالفرح ، عندما أقراء مقالة أو شعر أو قصة كتبها شخص من بلدي ، لأنني أعيش معها لحظات من الماضي ، رغم مرارته إلا أنه جميل. ألله يخرب بيت أبو النواس هوي أو مقالبو! هل تذكر البيت الذي كتبه على دار إحدى النساء ، لم أع أذكره لطفا إذا مازلت تذكره أكتبه لي . كان مطلعه * ضاع شعري * لا أذكر أكثر ، عندما غير وببداهة حرف ال*ع * إلى *ء* أخي ملكي. الرجاء ألا تحرموننا بالتذوق بما عندكم من حكم ومن تجارب ومن قصص وإلى غيره ودمت لنا سالما أخوك ألياس زاديكه |
#4
|
|||
|
|||
![]()
الأخت جورجيت
أشكرك على الكلمات الرقيقة , و ان شغفك بالمقالة يدل على خفة دمك. لك تحياتي ملكي مراد حردان التعديل الأخير تم بواسطة Malki Morad Herdan ; 30-08-2005 الساعة 11:16 PM |
#5
|
|||
|
|||
![]()
الأخ الياس
تحية طيبة, أشكرك على الاطراء , كلماتك لطيفة و رقيقة , باعتقادي انت ايضا خفيف الدم و كتاباتك و فكاهاتك تدل على ذلك, اما صاحبنا "أبو نواس" و قصته مع "خالصة" ستاتيك باذن الله. ملكي مراد حردان |
#6
|
||||
|
||||
![]()
اخي ملكي..بارك الله بك ،انني ارى يوم بعد يوم اعجاب كبير ومشاركات جميل وهذا يسعدني لان هذه المنتديات هي لنا لكم واتمنى ان اقراء المزيد منكم ،فانا وليخبتي اصابني الادمان ويجب علي كل يوم ان اجرع جرعة من حلاوة كتاباتكم فلا تبخلو علي
![]() |
#7
|
|||
|
|||
![]()
الأخ الياس
اليك ما طلبته: كان للخليفة العباسي هارون الرشيد جارية سوداء اسمها " خالصة " وكان الرشيد يحبها حباً كبيراً ، وفي أحد الأيام دخل أبو نواس على الرشيد ومدحه وكانت الجارية خالصة جالسة عنده ، وعليها الجواهر والدرر ما يذهل الأبصار ، فلم يلتفت الرشيد إليه ، وغضب أبو نواس وخرج من عند الخليفة ، ثم كتب على الباب : لقد ضاع شعري على بابكم .. كما ضاع دُرُُ ُ على خالصة ولما وصل الخبر إلى هارون الرشيد ، حنق على أبي نواس وأرسل في طلبه ، وعند دخول الشاعر على الباب حذف تجويف العين من لفظة ( ضاع ) لتصبح ( ضاء ) اي انه مسح الجزء الأسفـل مـن الحرف ( ع ) في كلمتـي ( ضاع ) فسألـه الخليفة : ماذا كتبت على الباب ؟ فقال: كتبت هذا البيت.. لقد ضاءَ شعري على بابكم .. كما ضاءَ دُرُُ ُ على خالصة فأُعجب الرشيد بذلك وانفرجت أساريره وأمر له بجائزة فقال أحد الحاضرين : هذا شعر قلعت عيناه فأبصر ملكي مراد حردان التعديل الأخير تم بواسطة Malki Morad Herdan ; 30-08-2005 الساعة 11:53 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|