![]() |
Arabic keyboard |
|
#1
|
||||
|
||||
|
انهم ينحتون الف باء الآشورية في الصخور بقلم يوسف داوود هكذا بدأت الصحفية سوزان ابرام من جريدة لوس انجيلوس اليومية لقاءها مع الاب جورج بت رشو كاهن رعية كنيسة مريم العذراء الآشوريةفي مدينة ترزانا لوس انجيلوس التابعة لكنيسة المشرق الآشورية،ولكن الحديث كان مختلفا تماما عن اللقاءات التي تتمحور حول الكنيسة والصلوات والترانيم، نعم كان هذا اللقاء في الذكرى السنوية الاولى لتأسيس اول مدرسة آشورية امريكية في عموم الولايات المتحدة الامريكية. كتبت سوزان تقول: انهم يعيدون إحياء الكتابات القديمة باللون الاحمر والازرق على لوحة بيضاء في صفهم الدراسي في وادي سان فرناندو، ربما انهم لا يعرفون ذلك الآن،لكن الاعداد الذين يكتبون الرسائل بلغتهم يتزايد، انهم يعيدون صناعة التأريخ بدراسة تأريخهم. انها الطريقة الوحيدة للمحافظة على تراثهم حيا. حقيقة انها متعة ومسؤولية التدريس،لان تعليم الاطفال هو التحدي الحقيقي،هكذا بدأ المدرس امير دنخا حديثه وهو يقول: الطلبة يسألون اسئلة لم اسمع بها من قبل. اما اللقاء مع الاب جورج بت رشو، مؤسس المدرسة الآشورية الامريكية الاولى فكان له طعم خاص حيث بدأ حديثه: كان حلما يراودني منذ نعومة اظفاري،وخاصة بعدما اغلق صدام المدارس الآشورية في العراق (بغداد وكركوك عام 1973). كان ينظر الى الافق بعيدا وواثق ان مستقبل اجيال الامة الآشورية يبدأ من هنا، انهم يرسخون ايمانهم ويثبتون حقيقتهم بدراستهم تأريخهم وحضارتهم وباحدث الطرق التربوية الامريكية، كما هي في امريكا وانكلترا والاهم انهم يتحدثون اللغة الآشورية بطلاقة. ويكمل الاب جورج نحن نشعر ان الطريقة الوحيدة لدعم حضارتنا وتراثنا وتأريخنا الآشوري هو عن طريق التعليم من خلال تأسيس المدارس الخاصة،واليوم وقد تحقق الحلم واصبح حقيقة والحديث عن المدرسة انتشر في كل كنائس المشرق الآشورية وفي المنظمات والاندية والمؤسسات التربوية وخاصة في امريكا،حيث ان المدرسة تنمو وتتوسع مع مساعدات ودعم رعية كنيستنا، فهم يصنعون المعجزة وعيونهم ترنو الى الجانب الآخر من العالم واعني موطن الآباء والاجداد،موطن الآشوريين في بيت النهرين (العراق). حيث ازدادت الجرائم والاعتداءات على الآشوريين وبقية المسيحيين وخاصة بعد المطالبة بحقوقهم وفي مقدمتها تخصيص منطقة آمنة لهم في سهل نينوى. ومرة أخرى يسرح الأب جورج بعيداً ويقول: انها لمعجزة أننا نعيش حقيقة، الآشوريون في بلاد الأجداد بيت النهرين عانوا سنوات طويلة "من الاضطهاد الديني والعرقي" من قتل وتشريد واغتصاب، وأصبحوا شعب بلا وطن. هكذا بدأ البروفسور مهران كمرافا المختص بدراسات الشرق الأوسط للعلوم السياسية في جامعة نورثردج/ كاليفورنيا. أنهم (يقصد الآشوريون) لم يملكوا اقليماً ليتخذوه وطناً لهم. التخريب ومحاولة تزوير التاريخ كان أمعاناً في ظلم الآشوريين وعدم انصافهم، وخاصة في العقود الأخيرة. الآشوريون لا يملكون قوة عسكرية كما للأكراد، ولهذا لم نسمع عن جهادهم وقتالهم وتضحياتهم وشهداءهم كقومية، لأنهم كانون يحاربون مع قوات البشمركة الكردية. حماة الحضارة دون وطن ترفرف عليه راية الأمة وبقية مقومات الوطن أو يحتفلون بأعيادهم الوطنية وطقوسهم وشعائرهم. الآشوريون يحافظون على لغتهم وحضارتهم وينقلونها الى أطفالهم والأجيال القادمة بطرق أخرى. يقول البروفسور كامرافا. الجماعات اليهودية خارج فلسطين تهتم بمضاعفة أهمية الصفات والعادات. وهذه المدرسة الآشورية هي خطوة مهمة للآشوريين لتجعلهم مؤهلين للتعبير بدرجة أعلى وفعالية كحماة للحضارة الآشورية. منظمات حقوق الانسان تابعت الاضطهاد، وقد قتل مئات الالاف من الآشوريين في الابادة الجماعية المنظمة للأرمن عام 1915 وحتى عمليات التعريب للآشوريين تحت حكم صدام حسين. الآشوريون ليسوا عرباً، ولكن صدام حسين أجبرهم لتسمية أبناؤهم بأسماء عربية، ومنعوا من التحدث في اللغة الآشورية استناداً الى تقرير منظمة حقوق الانسان عام 2003. وحتى الآن فنحن مضطهدين في بلادنا (أرض الأجداد) الأب بت رشو قال: القسس ورجال الدين المسيحي يخشون أن يسيروا في بغداد بملابسهم الرسمية. وقد قطع رأس أحد القسيسين وصلب طفل عمره 14 عاماً، وأكثر من 100 ألف آشوري هربوا وهاجروا تحت ظروف قسرية من العراق ومنها القتل والتهديد وتفجير الكنائس المسيحية. وقد تقدم الآشوريون بالتماس الى الحكومات لمساعدتهم لتأمين منطقة آمنة لهم في سهل نينوى عند احلال الديمقراطية في العراق. وكانت هناك استجابة ضعيفة لا توازي الاضطهاد الديني والعرقي للآشوريين في البلاد. ليست لدينا أرقام، وليس لدينا أموال ولا قوة للفوز بالانتخابات، ليس لدينا بترول، الناس الذي يتذكروننا هم فقط الناس الذين يهتمون بالانسانية. الآشوريون هم السكان الأصليون لبلاد ما بين النهرين (العراق)، لديهم تاريخهم لـ 7 آلاف عام، أجدادهم أصحاب الحضارة والتاريخ كان لهم التأثير على حضارة العالم لاحقاً، وقد انتهت الأمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م. تقديرياً 4،5 مليون آشوري يعيشون مشتتين في أنحاء العالم، وتقريباً مليون واحد في أمريكا. والآخرين موزعين في أوروبا وسوريا والأردن ولبنان وتركيا. مدير المدرسة الآشورية السيد ريتشارد جنسن الذي ساهم في تأسيس مدارس أهلية مسيحية أخرى في لوس انجلوس قال: كنت مندهشاً من قدرات الآشوريين. انه أمر محزن حقاً أن الناس لا يعرفون حقيقة الآشوريون ومن هم؟ هذا الشعب مبعثر في أرجاء العالم، أنهم لا يملكون وطناً. المدرسة بيتنا بداية الأسبوع، الطلبة في صف المدرس دنخا، يقرأون بصوت عال قصة الانجيل بالآرامية. أنهم يرنمون بطريقة تدريب أمريكية لكن يلفظون الحروف كأولئك الناطقين بلغة المسيح. أثناء الدراسة.. الطلبة قالوا أنهم يشعرون أن المدرسة هي بيتهم، لقد وجدوا "الواحد من خلال الآخر" قيمتهم الانسانية. يقول المدرس كنت أشعر بخيبة أمل كلما أجبت زملائي بأني آشوري فيسألون سوري؟ مما اضطرني لجلب كتاب عن أمتي الآشورية معي الى المدرسة لأفهمهم من أنا. شيرين سادو طالبة 15 ربيعا وهي آشورية من سورية وهي تقول: وهذا لغز أحاول شرحه لكل من لا يفهم من هم الآشوريين. تقول لم تكن لي عائلة في الشرق الأوسط، ولكن المحزن أن أقراني لا يملكون نفس الفرصة، وأحزنني أنهم أطفال ولا يستطيعون متابعة دراستهم. وقال بت رشو وجنسن ان هدفنا هو توسيع المدرسة خلال العشرسنوات القادمة. الآن عندنا 30 طالب من الصف 5 الى 11، وأملنا تكملة كل الصفوف ويكون عندنا 350 تلميذاً. ويقول بت رشو: نتمنى أن يقبل التلاميذ من قوميات أخرى ليتعلموا عن الآشوريين وكيفية تكلم اللغة الارامية الحديثة. نريد أن نزرع بذرة في كل طفل يتركنا بعد دخوله مدرستنا. ونأمل من الآخرين مساعدتنا في حمل مشعلنا. هذا هو حلمنا، ولاننا نعيش في أميركا، فنحن نستطيع فعل ذلك. في نهاية العام الدراسي الطلبة سيكونوا مستعدين لكتابة رسائل الى أقرانهم في أراضيهم. ولا نريد للشباب الآشوري الأمريكي أن ينسو من اين أتوا. وقد اختتم الأب جورج بت رشو المقابلة قائلا: تمجيدا لكل بطل ضحى بحياته في أرض الوطن والحفاظ على اسم وهوية القومية الآشورية واللغة الآشورية والايمان بأمتهم الآشورية، بنينا هذه المدرسة تخليدا لارواح شهدائنا وتكملة لمسيرتهم، ونأمل من الله الموفقية . Published: 2007-02-05 |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|