من هم الشعراء

[الياس زاديكه]

من هم الشعراء..؟

من هم الشعراء..؟ سؤال كان يراودني دائما، إلى أن أدركت نوعا ما مفهوم الشعر والشعراء، ولكن كنت لا أزال أبحث عن إجابة دقيقة لهذا السؤال..
وفي ذاك المساء بينما كنت غارق في المكتبة العامة بين دواوين الشعراء، لفـتت انتباهي فقرة تقول...
الشعراء عامة يتميزون عن سائر البشر حسب ما أورده الشاعر ايليا أبو ماضي بكونهم... مخلوقات غريبة لها عين ثالثة ترى ما لا تراه العيون وأذن باطنية تسمع من همس الأيام والليالي ما لا تعيه الآذان فتتسلق حبال الفكر وتملأ الكأس من خمرة الخيال

أثناء عودتي للمنزل كانت كلمات أبو ماضي قد أثارت تفكيري، فتعمقت في التفكير لأصل إلى إجابة لهذا السؤال من هم الشعراء.. ؟

الشاعر كائن شفاف مفرط الأحاسيس، ملتهب المشاعر، تتميز روحه برهافة الحس وشفافية فائقة، لديه طاقة خارقة للشعور بما حوله، والامتداد خارج الذات، مع إدراك أمور لا يتمكن الغير من إدراكها أو الشعور بها..
يبدأ مصدر إلهامه من نقطة حرجة تتهيج عندها العاطفة، ويكون الشاعر وقتها في حالة غير طبيعية، تتبرمج لديه العاطفة إلى ثورة من الألفاظ والكلمات الخيالية متبوعة بنغمة معينه.

درجة العاطفة لديه غير منظمة نتيجة لمشاعره المفرطة، فتارة تصل إلى درجة التجمد، وتارة تثور إلى درجة الغليان، وقلما تجده في وضع محايد...
إذا أحب شيئا عميت عيناه عن عيوبه، فلا يرى منه إلا الجانب المضئ، من النور والجمال والروعة، فيتفنن في تدوين قصائده لغرض الفخر والمدح والغزل.
أما إذا كره الشئ ولم يألفه، تبرز لديه الأرواح الشريرة فلا يرى إلا القيبح والسيئ منه، فيدون قصائده للذم والهجاء.
ونلمس هذه المشاعر المموجة في بعض شعراء الغزل عندما يمدح الشاعر محبوبته في قصيدة ما ثم يرجع ليذمها في قصيدة أخرى، ونادرا ما نجده محايدا متواضعا في عواطفه فيتناول قصائد فالحكمة والزهد والرثاء... هذا ما أحستت به من خلال كتابتي لشعر ما .

فهل فعلا هم كذلك...أم أنني لم أتقن التعريف بعد..؟


ألياس زاديكه