قرأت قبل قليل مقالًا منشورًا للصديق الأستاذ عدنان دوشي و هو يتحدّث فيه عن أسباب الطلا
قرأت قبل قليل مقالًا منشورًا للصديق الأستاذ عدنان دوشي و هو يتحدّث فيه عن أسباب الطلاق و نتائجه السلبية فساهمت بهذه المشاركة على موضوعه مع كلّ الشكر له
صديقي المحب أستاذ عدنان بوشي من الناحية الاجتماعية و الحياتية و الإنسانية فإنّ الطلاق أمر إيجابيّ عندما لا يتّفق طرفان في وقت من الأوقات فتنعدم فرص إمكانية الاستمرار, و أن يتمّ الاستمرار لأسباب خارجية مثل إرضاء الآخرين أو الخوف من أحكام الناس و المجتمع فهو نوع من الانتحار. عندما يصل الطرفان إلى طريق مسدود و تنعدم جميع الفرص المُتاحة أمام إيجاد الحلّ المناسب و المنطقي لاستمرار هذه العلاقة فحينها يكون في الطلاق راحة فكرية و نفسية للطرفين, لكنّ و من الملاحظ أنّ كثيرين لا يتحلّون بميزة الصّبر و لا التعقّل و الاتّزان في اتّخاذ القرار الصّائب فهم يلجؤون إلى الهروب من المواجهة و من البحث عن حلول لأية حالة خلل تصبح في العلاقة, لهذا تراهم يُسرعون في اتّخاذ قرار الانفصال و من ثمّ الطلاق و طبعًا لهذا أسباب كثيرة جدًا نختصرها بأهم تلك الأسباب برأيي الشّخصيّ:
أوّل هذه الأسباب هو تحرّر المرأة اقتصاديًا, فهي لم تعد تابعًا للرجل كما هو حاصل في بلداننا خاصّة عندما تعيش هذه الأسر في إحدى الدول الأوروبية, فالمرأة كما الرجل لها مرتّبها و هي تستطيع التصرّف باستقلالية عن الزوج
و ثاني هذه الأسباب هو عدم الرّغبة الحقيقية في البحث عن حلّ إيجابي للمشاكل الحاصلة بين الزوجين
و ثالث هذه الأسباب و قد يكون نادرًا حصوله أن يتعرّف أحد الطرفين على شريك آخر يرى فيه و معه ما يحقق له أمنيته أو يتوافق مع رؤيته
أمّا إذا عدنا إلى حقّ الأشخاص في الطلاق, فهذا أيضًا له علاقة بالدّين ففي الإسلام الطلاق مسموح بينما في المسيحية هو غير مسموح إلّا لعلّة الزّنى و لا يحقّ للمطلّق و لا المطلّقة الزواج بعد الطلاق إلّا في حالة وفاة أحد الطرفين, و هذه مشكلة عويصة في المسيحية
عمومًا الطلاق حالة غير مريحة و لا مُرضية, لها انعكاسات كثيرة و خطيرة على الأسرة خاصّةً عندما يكون أولاد بين الطرفين, فعندها تبدأ المشاكل بالازدياد, إنّ المتضرّر الأساس من وقوع الطلاق بين الزوجين هم الأولاد فهم مَن سيدفعون الثمن من راحتهم و استقرارهم و تركيزهم و تشتّت أفكارهم و كراهيتهم لأحد الوالدين و أمور أخرى نفسية و اجتماعية تهيمن على حياة الأبناء و تؤثر بهم
أنا شخصيّا أرى في الطلاق حلًّا إيجابيًّا متى كان لصالح الطرفين دون أيّ غبن لأحدهما مع مراعاة لوضع الأطفال إذا كان لهما أبناء أو بنات من هذا الزواج. أمّا بخصوص التعارف قبل الزواج فهذا كان في السابق من المستحيلات, بسبب عادات و تقاليد المجتمع التي كانت سائدة و معظمها لم يكن صحيحًا, فكانت تتمّ لقاءات بين المتحابّين في السّر فالإنسان سواء أكان ذكرًا أم أنثى بحاجة لنوع من التواصل مع الطرف الآخر بشكل سليم و بدون أية قيود أو موانع, كي يستطيع الطرفان التعرّف أكثر عن قرب من حيث الميول و الاهتمامات و الأفكار و التوافق, هذا الأمر حاصل و منذ زمن بعيد في البلدان المتحضّرة و قد بدأ في بلداننا المتخلّفة يسير نحو التيسير و التّسهيل بخلاف العهود السابقة
الزواج رابط مقدّس بين الزوجين له حقوق و عليه واجبات و على الزوجين أن يعملا المستحيل من أجل عدم تصدّع العلاقة الزوجية و بالتالي انهيارها, ففي ذلك ألم و خوف و خلافات و كراهية الخ... سينعدم السلام في حياة الطرفين مهما حاولا إنكار ذلك خاصّة عندما يكون عمر هذا الزواج طويلًا بعض الشيء, و الزواج مسؤولية يجب التصدّي لها إن ظهرت هناك معوّقات أو طفت على السطح أيّة خلافات, من المنطقي جدًّا أن تحصل خلافات من نوع ما بين الزوجين فهما ليسا صورة طبق الأصل عن بعضهما, هناك اختلاف في الذهنية و في طريقة التفكير و التعامل مع الأمور و المواقف و الطّباع إلى غير ذلك من أمور الحياة التي تجمعهما معًا.
حاولوا ثمّ حاولوا ثمّ حاولوا أن تجدوا الحلول لأية خلافات قبل أن تسدّوا جميع الأبواب في طريق الحلول, فما من مشكلة إلّا و لها حلّ عندما تتوفّر الرّغبة الأكيدة و الحقيقيّة في الوصول إلى الحلّ, فمن المؤلم و المؤسف أن تنتهي العلاقة الزوجية بعد عمرٍ طويل إلى نهاية مأساوية يدفع ثمنها الأبناء على الأغلب
__________________
fouad.hanna@online.de
|